رُفع الستار أول أمس الخميس وإبتداء من الساعة العاشرة ليلا عن الطبعة الثالثة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية، والذي جرت فعالياته بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون، تحت الرعاية السامية لوزيرة الثقافة خليدة تومي، وبإشراف والي ولاية وهران السيد الطاهر سكران، وكذا محافظة المهرجان السيدة ربيعة موساوي. وقد حضر هذا العرس الوهراني شخصيات هامة بمن فيهم ممثل عن وزارة الثقافة، ممثل عن والي ولاية وهران، رئيس المجلس الشعبي البلدي فضلا عن نخبة من المطربين والفنانين الجزائريين. علما أنه توافدت على المهرجان في يومه الأول حشود كبيرة من الجماهير والتي تفاعلت مع الفنانين الذين أمتعوهم بأغانيهم الوهرانية الأصيلة المنبعثة من تراث الباهية وهران. وقبل أن تعتلي محافظة المهرجان المسرح أمتعت مجموعة من الشباب الجمهور برقصة العلاوي، علما أن هذه الفرقة قادمة من ولاية عين تموشنت لتشكر بعد ذلك السيدة ربيعة موساوي لدى الإعلان عن الإفتتاح الرسمي للطبعة الثالثة لمهرجان الأغنية الوهرانية كل الحاضرين بما فيهم الجمهور والضيوف الذين لبّوا الدعوة ، مبرزة بأن وزيرة الثقافة وعدت بتأسيس 100 مهرجان ثقافي على مستوى التراب الوطني، والتي أعطت لوهران حصتها، كون هذه الولاية لها أوتادها في الفن والجهاد أمثال الشهيد زبانة، عبد القادر علولة، أحمد وهبي، الطيّب المهاجي، هذا وقد أشادت محافظة المهرجان بأعمال المرحوم الصايم الحاج صاحب الكلمات الراقية الخاصة بالأغنية الوهرانية، فضلا عن النضالات الفنية للمرحومة »هجيرة بالي«. وبعد إحالة الكلمة للممثل الرسمي لوزيرة الثقافة أثنى هذا الأخير على الفن الوهراني وشيوخ وهران، مبرزا بأن مهرجان الأغنية الوهرانية يكبر من سنة لأخرى. وبعد هذين الترحيبين اللذين تضمنا في طياتهما الإعلان الرسمي عن إنطلاق مهرجان الأغنية الوهرانية في طبعته الثالثة، إعتلى مفخرة وهران خاصة والجزائر عامة الخشبة إنه الهرم الرابع بلاوي الهواري، الذي قدم إنجازا خاصا بمناسبة المهرجان من تقديم حفيداته الخمس، ليكرّم هذا الفنان القدير بعد ذلك، ليليه الممثل بلاحة والمعروف بإسم »قادة المسمار« والذي ألقى قصيدة جميلة بعنوان »أوتاد وهران« والتي يقصد بها رجالات هذه المدينة المضيافة، وبعد هذا إعتلت المنصة الفنانة »حورية بابا« والتي تفاعل معها الجمهور هي الأخرى. الشاب »الهبري سلطان« كان حاضرا بآلة »الكورديون« وأمتع جمهوره بأغنية »البيضاء زينة البلاد« والتي كانت موجهة للعلم الوطني. أما الفترة التي إستمتع بها الجمهور كثيرا فتمثلت في تلك المعدّة من طرف الفنان عمر بن شراب، هذا الأخير الذي أعاد الذاكرة الرمضانية للحضور من خلال تقديمه وعلى المباشر لبعض مقتطفات سلسلة بلا حدود، التي غابت عن الشاشة الصغيرة منذ العديد من السنوات، وقد قام هذا الفنان بتقليد نخبة من المطربين في حركاتهم ، أمثال الشاب بلال، لطفي دوبل كانون، حكيم صالحي، الشاب فضيل، الشابة الزهوانية، إلى غير ذلك. بعد هذه الإستراحة الفكاهية دخل الشاب قاديرو المسرح تحت تصفيقات حارة من الجمهور والذي قدم 3 أغاني وهرانية، أمتعت الحاضرين كثيرا منها أغنية »كنت نبغيها« ناهيك عن أغنية قديمة أداها هذا الأخير خلال التسعينيات، وربّما يكون قد إشتهر بها وتتمثل في أغنية »إيماما يمايمي...« ليختتم الفنان هواري بن شنات السهرة التي دامت إلى غاية الساعة الواحدة صباحا في أجواء بهيجة يسودها التنظيم المحكم. هذا عن أجواء الحفل البهيج في السهرة الأولى ، أما عن التكريمات فلقد خصت عدة أسماء فنية معروفة على الساحة المحلية والوطنية ومنها المرحوم الصايم الحاج وهجيرة بالي وابن وهران يوسفي توفيق إلى جانب الفنان القدير الهادي رجب الذي يعتبر الرمز الثوري في الأغنية الجزائرية إلى جانب كل من الأستاذ نبلي فاضل ومحمد بوليفة ليصفق الجمهور مطولا لهؤلاء المكرمين ، أما عن التنشيط فكان لابتسام قادري التي زرعت الحماس في قلوب الحضور.