لم تعد وحدة »فرومالي« لإنتاج الحليب بسيدي بلعباس قادرة على المساهمة بشكل ملحوظ في تموين الولايات المجاورة (عين تموشنت وتلمسان ووهران) بالكمية التي اعتادت تخصيصها لها من أكياس الحليب (مسحوق الحليب) بسبب ارتفاع سعر مسحوق الحليب عالميا بنسبة تقدر ب 50 بالمائة اعتبارا من جانفي المنصرم فبدا النقص جليّا خاصة في الأسابيع الأخيرة واختفت أكياس الحليب المصنوعة من المسحوق المستورد من الخارج في كثير من القرى والمدن الواقعة بالولايات السابق ذكرها. هذا وتشير الأرقام إلى أن الوحدة انخفض منتوجها بشكل لافت للإنتباه بنسبة 50 بالمائة بعد أن اضطرت إلى الإستغناء عن كمية مسحوق الحليب التي كانت تقتنيها من عند المستوردين الخواص الذين رفعوا ثمن الكلغ الواحد نتيجة الزيادة في البورصة العالمية إلى 280 دج واكتفت الحصة التي تحصل عليها من عند الديوان الوطني المهني للحليب الذي يبيع مسحوق الحليب مدعما من طرف الدولة بسعر قدره 159 دج فقط، ومن هنا يتضح الفرق الشاسع الموجود بين هذا السعر وذاك. إن تقليص الكمية الموجهة للولايات المجاورة أحدث اختلالا ملحوظا حيث أضحت ولاية عين تموشنت تستقبل عن طريق وحدة فرومالي 6 آلاف كيس بدل 10 آلاف وتلمسان 15 ألف كيس عوض 30 ألف ووهران 6 آلاف بدل 12 ألف في الوقت الذي واصلت فيه تزويد ولاية بلعباس بنفس الكمية التي اعتادت توفيرها من قبل وهي 40 ألف كيس يوميا جزء منها يذهب إلى القرى النائية في جنوب الولاية كبئر الحمام وتاقوراية... رغم بعد المسافة ووعورة المسالك في بعض النقاط. أزمة خفض المنتوج وبالتالي تقليص دائرة التموين الجغرافية حرم مدنا وقرى كثيرة بمناطق تلمسان وعين تموشنت ووهران من أكياس الحليب وأثار حفيظة المواطنين الذين راحوا يستفسرون عن هذه الوضعية وراح البعض منهم يتصل هاتفيا بالوحدة لمعرفة حقيقة الأمر خاصّت وأن من بينهم فئات محرومة وذوو الدخل المحدود الذين يعتمدون في وجباتهم أساسا على مادة الحليب وليس في مقدورهم شراء علبة الحليب ذات سعر 70 دج وقد وقفنا على هذا الواقع في مدن ساحلية زرناها في الأيام الأخيرة كهنين والغزوات وبني صاف أين لاحظنا إختفاء كيس الحليب المسحوق وتذمر المستهلكين، مسيرو وحدة فرومالي الذين فتحوا صدرهم للجمهورية أكدوا في هذا الخصوص أن تداعيات الأزمة ستزداد أكثر حدّة مع حلول رمضان الفضيل الذي هو على الأبواب أين يتزايد طلب المستهلكين على هذه المادة الأساسية ملتمسين من الديوان الوطني المهني للحليب إعادة النظر في الحصة المخصصة للوحدة والتي لا تزيد عن 40 ألف لتر يوميا ورفع حجمها بما يسمح لها بمواصلة تغطية الولايات المجاورة بالكمية التي كانت تسوقها من قبل هناك محذرون من استمرار الأزمة لمدّة أطول لأن ذلك سيكون له انعكاس سلبي على مصير العمال بل وعلى مصير الوحدة كلّها، مشيرين من جهة أخرى إلى أن فرومالي تقتني يوميا من عند مربي البقر 7 آلاف لتر حليب طازج وتقوم بمزجه مع مسحوق الحليب المستورد بنسبة معينة وقد اجتهدت بحثا عن مربين آخرين بأرجاء الولاية لتزويدها بكميات إضافية من الحليب الطازج فلم تجد من يرغب في ذلك. وفي هذا السياق دائما علمنا من ذات المصدر بوجود مشروع سيرى النور في المستقبل القريب من طرف نفس الوحدة يقضي باستيراد حوالي 500 بقرة حلوب وتوزيعها على المربين بغرض رفع المنتوج منتهين في الأخير . إلى أن ندرة حليب الأكياس سيتأثر من جرائها أيضا موزعو الحليب، وذلك أن الحصة التي تعودوا على توزيعها من قبل تقلصت بصورة ملفتة للإنتباه وتأثيرها عليهم سلبي لا محالة من حيث انخفاض المداخيل والزيادة في المصاريف والأعباء.