توقف مجمع جيبلي منذ 15 يوما عن إنتاج كل مشتقات الحليب و يركز في الوقت الراهن على إنتاج حليب الأكياس فقط باستغلال كل الكميات المتوفرة لديه من مسحوق الحليب و ذلك التزاما بتعليمات الحكومة حسبما أورد وزير الصناعة محمود خودري الذي أصر على الإتباع الحرفي لقرارات الحكومة حتى و إن كان ذلك في غير صالح المؤسسة العمومية المذكورة. و قد رد أمس الوزير في خرجته التفقدية لفرع كوليتال، التابع لمجمع جيبلي، المتواجد ببئر خادم، على انتقادات المنتجين الخواص لحليب الأكياس لقرار الحكومة بالاستمرار فيدعم أسعار هذا الحليب بالقول إن هؤلاء الخواص كان عليهم أن يخصصوا مخزونا كافيا يضمن تموين وحداتهم الإنتاجية في حال وقوع أية أزمة على غرار ما فعله مسيرو مجمع جيبلي الذين خصصوا مخزونا من مسحوق الحليب يضمن الإنتاج إلى غاية شهر جوان القادم. بالنسبة للوزير، إن المنتجين الخواص وقعوا في خطأ التقدير و هو ما يعتبر سوء تسيير يحتاج إلى إعادة تأهيل مؤسساتهم لكي يتمكنوا من التسيير الجيد لها. و ذكر الوزير أن تخصيص 1050 مليار سنتيم كدعم مالي من الدولة لتجاوز أزمة ارتفاع أسعار مسحوق الحليب في الأسواق الدولية و الذي سيستفيد منه أيضا القطاع الخاص علاوة على مجمع جيبلي، مشروط بأن يتم استعمال كل المسحوق المستورد بالمبلغ المذكور في إنتاج حليب الأكياس فقط و عدم تحويل هذه المادة الأولية لأغراض أخرى مثل إنتاج الياوورت أو أي مشتق للحليب. استفادة الخواص من الدعم ذاته ستتضح أكثر في لقاء مرتقب بينهم و بين وزير التجارة الهاشمي جعبوب و مسيري مجمع جيبلي في اجتماع سينظم في الأيام المقبلة حسبما أفاد الوزير الذي لم يعلن عن تاريخ ذلك اللقاء المرتقب. و قد أشاد الوزير بما أقدم عليه مجمع جيبلي المتمثل في التخلي عن كل منتوج ما عدا حليب الأكياس و هو ما يجعل رقم أعمال و أرباح المؤسسة تتراجع على اعتبار أن هامش الربح في نشاط إنتاج حليب الأكياس اقل من هامش الربح في إنتاج مشتقات الحليب. و قد ذكر الرئيس المدير العام لمجمع جيبلي حريم مولود أن هامش ربح إنتاج حليب طويل الحفظ يقدرل ب 1.30 دينار للتر الواحد و هو حليب يصل إلى المواطن بسعر 44 دينار و الذي تم التوقف عن إنتاجه هو الآخر. هذا الهامش يعادل مرتين هامش ربح حليب الأكياس المقدر ب0.75 دينار للكيس للتر الواحد. و تبعا للإجراء ذاته، أوضح حريم مولود أن مجمعه أصبح ينتج 1.7 مليون لتر من حليب الأكياس يوميا بعد أن كان 1.1 مليون لتر من قبل. إنتاج حليب الأكياس الحالي من طرف المجمع يمثل أكثر من 70 بالمائة حسب تقديرات السيد حريم الذي طعن في الأرقام التي قدمها رئيس فدرالية منتجي الحليب عبد الوهاب زياني حيث أعلن هذا الأخير بحر الأسبوع الماضي القطاع الخاص هو الذي يغطي 70 بالمائة من الطلب المحلي من حليب الأكياس. و أوردت مصادر من مجمع جيبلي أن تحويل كل نشاط هذه المؤسسة العمومية إلى إنتاج حليب الأكياس سيجر إلى عحز مالي أكيد للمجمع على اعتبار أن أرباح إنتاج حليب الأكياس لا تغطي نفقات المؤسسة و هو ما سيجعلها في آخر السنة تحتاج إلى تطهير مالي من الحكومة. و يدخل ذلك بالنسبة لوزير الصناعة في سبيل الحفاظ على سعر لا يتعدى 25 دينار للتر حليب الأكياس لكي يتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطن، و هو ما يعد سياسة اجتماعية تخدم المواطن على حساب المؤسسات الاقتصادية. سليم بن عبد الرحمان:[email protected]