كرمت أمس جمعية الفرقان لتحفيظ القرآن 350 طالب من حفظة القرآن منهم 12 خاتما وخاتمة منهم طفلان عمرهما على التوالي 10 سنوات و12سنة، وفتاة عمرها 15سنة إضافة إلى تسعة (9) نساء تتراوح أعمارهن ما بين 25 سنة وأربعين سنة، كما قدمت إجازتين لخاتمتين. وكان محمد بن حريقة من مواليد 1999، الطفل القدوة الذي ختم كتاب الله في ظرف لا يتعدّى ثلاث سنوات، بدأ الحفظ في 2007 وأنهى الستين (60) خلال هذه الصائفة، لم تلهه دراسته ولا اللعب مع أترابه عن الرجوع إلى القرآن الكريم الذي أصبح مع مرّ الأيام أنيسه المفضل، قال لنا محمد »أن بداية الحفظ كانت صعبة لكن مع الوقت تلاشت الصعوبة وأصبحت أسابق الزمن في عدّ الأحزاب التي أحفظها حتى ألبس والديّ تاج الكرامة، وببلوغي الأربعين حزبا، بدت لي البقية سهلة جدا وأدركتها بسرعة«.. محمد بن حريقة وقف أمامنا خجولا جدا، وفرحا جدا فقد نال المراد وأفرح والديه بالتاج الذي ألبسهم إياه، وهو نفس التاج الذي ألبسه الطفل آيت سليمان الطيب 12 سنة لوالديه وكذا الطفلة ملياني هاجر (15 سنة) التي عبرت لنا عن سعادتها الكبيرة بختمها للقرآن الكريم وبتحقيقها لتاج الجنة ورضى الله سبحانه وتعالى عنها ، كما وجهت بالمناسبة نداء لأقرانها حتى يعتكفون على حفظ كتاب الله عزّ وجل لأن فيه أجر كبير وحتى يشفع لنا القرآن الكريم يوم القيامة«. وبالمناسبة فقد قدمت جمعية الفرقان لتعليم القرآن ، هدايا رمزية لختمة كتاب الله كما قدمت شهادات تشجيعية لباقي طلبة مختلف المدارس القرآنية التي تتفرّع إليها وأرفقت حفلها بتقديم حوصلة 5 سنوات من العمل تخللتها تلاوات نموذجية لأقسام الأطفال والناشئة والكبار ومسرحيات أدتها الفرق النشطة بالجمعية ومحاضرات من إلقاء عدد من الأساتذة إضافة إلى تدخلات أولياء الأطفال المحظوظين بختم القرآن، الذين إرتأت الجمعية تكريمهم لدورهم الفعال في مساندة أبنائهم على تحقيق هذا الإنجاز الكبير، ولم تنس الجمعية تكريم المعلمين الذين كان لهم الفضل الأكبر في صقل إرادة الأطفال وخاتمي القرآن الكريم. وأرتأت جمعية الفرقان إدماج تكريم خاص لأحسن طالب من ناحية السلوك وعدد الغيابات وكمية التقدم في الحفظ تشجيعا لباقي الطلبة في السنوات المقبلة. وقد أقيم على هامش هذا الحفل معرض للرسومات صنعتها أنامل أطفال الجزائر في هدية خاصة لأطفال غزة عنونتها »من أطفال الفرقان إلى أطفال غزة«. وعلى ذكر جمعية الفرقان، فهي من المدارس الرائدة في تعليم وتحفيظ القرآن وأحكامه، شرعت في مهمتها النبيلة منذ خمس (5) سنوات وعقدت العديد من الملتقيات والأيام الدراسية التي تهتم بعلوم الشريعة والدين منها »عرض نماذج للمدارس القرآنية« و»تفعيل دور المدارس القرآنية« كما نظمت مجالس لشيوخ العقيدة الإسلامية منهم الشيخ بلقاسم كيرد والشيخ محجوبي كمال والشيخ محجوبي صالح والشيخ عاشور والشيخ حمود الدبوس رئيس مؤسسة الشفيع للقرآن الكريم، وقد أختتم حفل أمس في جو ولا أبهج ولا أروع في صورة مثالية لصغار حفظة القرآن الذين نتمنى أن يكونوا المثال والقدوة.