يبدو أن البرنامج الفني الأكثر شهرة في العالم العربي" آراب أيدول " قرر أخيرا إدخال الجزائر ضمن حساباته خلال موسمه الثالث، من خلال إعلانه المفاجئ عن القيام بعملية " كاستينغ" يوم 7 مارس المقبل بعاصمة الزيانيين " تلمسان"، لأجل اكتشاف أحلى الأصوات الغنائية المتواجدة بها، يأتي هذا الإعلان الفجائي على إثر مشاعر الاستنكار والرفض التي أبدتها الجماهير الجزائرية وكذا وسائل الإعلام العام الماضي، عندما شن متتبعو البرنامج هجوما شرسا على لجنة التحكيم التي رفضت زيارة الجزائر خلال الموسمين الماضيين، لأجل اختيار المواهب الجزائرية مثلها مثل باقي المواهب العربية الأخرى، واستنكروا بشدة عزوف المشرفين عن إبداء الرغبة في ضم مترشحين جزائريين إلى المنافسة، رغم وجود أصوات رائعة لم تحظ قط بفرصتها في هذا البرنامج الفني الذي حقق نسب مشاهَدة عالية، وتفاعل قياسي على شبكات التواصل الاجتماعي، والمنتديات في مختلف الدول العربية، الأمر الذي وصفه هؤلاء بالمشين و المهين كونه حط من قيمة هذه المواهب التي تنتظر فرصا من هذا النوع لتتربع على عرش الشهرة والنجومية. وعلى هذا الأساس، فإن مشاهدة الجزائريين للإعلان الخاص ب" كاستينغ " البرنامج على قنوات " ال.أم .بي.سي "مؤخرا، والذي كشف عن إدراج الجزائر ضمن جولته الاستكشافية لإجراء تجارب الآداء الأولية للأصوات الشابة التي من المفترض أن تشارك في "آراب آيدول"، كان بمثابة مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لهم، حيث أنه بث الأمل في قلوب المئات من الشباب الذين طالما تمنوا المشاركة في هذا البرنامج و أخذ فرصتهم للوقوف أمام لجنة التحكيم، فبعد أن كان هؤلاء مجبرين على التنقل إلى الدول المجاورة كتونس والمغرب لأجل إبراز مواهبهم وخاماتهم الصوتية،تماما مثلما فعل المرشح الجزائري "سعد نزار" الذي تقدم إلى "الكاستينغ " في تونس بحثا عن فرصة أكبر لدخول البرنامج ونجح فعلا في اجتياز المرحلة الأولى بعد أن أثر في لجنة التحكيم المكونة من" راغب علامة"، " أحلام" ، "نانسي عجرم" و"حسن الشافعي" ،بعد تأديته لأغنية " وهران " للمرحوم " أحمد وهبي، مع العلم أنه أول متسابق جزائري وصل إلى تصفيات المرحلة النهائية. من جهة أخرى يجدر الذكر أن مشاركة الجزائر لم تقتصر خلال الموسم الفارط فقط على " سعد نزار " بل أيضا الفنان الصاعد "عبد الله الكورد" المتوج بلقب أول طبعة من برنامج ألحان وشباب، والذي تم إقصاؤه في المرحلة الأولى رغم قوة آدائه وموهبته الكبيرة، وهو ما اعتبره الكثير من الجزائريين ظلما حقيقيا ل"عبد الله " الذي لم تمنح له فرصة الكشف عن قدراته أكثر، وبالتالي لم يستطع هذا الأخير الانتقال إلى المرحلة الموالية التي تعتمد أكثر على اختبارات الغناء على المسرح، وهي أهم مرحلة في البرنامج كونها تمنح المشاركين تدريبات صوتية وتعبيرية أكثر تحت إشراف أساتذة متخصصين، وهكذا فإن استبعاد كل من "عبد الله" و "سعد" عن منافسة " آراب آيدول " كان الشغل الشاغل لشبابنا الذين كتبوا تعليقات حاقدة على شبكات التواصل الاجتماعي لاسيما " الفايس بوك "، ناقمين على إقصاء الجزائريين من جميع البرامج العربية الفنية وليس فقط "آراب أيدول "التي لم تكتف بامتناعها عن زيارة الجزائر لأجل عملية " الكاستينغ" فحسب، بل ترفض إدراج الأصوات الجزائرية حتى ولو كانت متمكنة وموهوبة ...