مع اقتراب شهر رمضان المعظم، الشهر الذي خصه المولى جل جلاله، من فوق سبع سموات، بالرحمة والمغفرة، لاحظنا ارتفاعا مذهلا لأسعار المواد الإستهلاكية، بما فيها الخضر والفواكه. ونحن نتعجب لماذا يتكرر هذا السيناريو، كل عام؟ وخصوصا في مثل هذا الشهر الفضيل المفروض فيه، التحلي بالرحمة، أي رحمة العباد من المستهلكين الضعفاء والمساكين وعديمي القدرة على تسديد أبسط فاتورات، ومع هذا نرى هذا الغلاء الفاحش، الذي لا ندري ولا نعرف مبرراته، سوى أنه عند اقتراب هلال الصوم تخرج السكاكين ويشد الأزر لقطع رؤوس العباد، بلهيب الأسعار، دون شفقة ولا رحمة، لماذا هذه التصرفات؟ فمن المفروض أن يكون المسلم رحيما بأخيه المسلم، معوانا لقضاء حاجاته ميسرا لعائلات الفقراء وما أكثرهم، ألا يخافون من اللّه تعالى؟ بعض التجار بما يصنعونه في حق بني وطنهم وجلدتهم ودينهم، الا يتّقون ربهم في خلقه؟ ويبسطون جناح العون والمساعدة وتخفيف الأسعار وتبسيطها لتكون في متناول الجميع. »فاللّه يُمْهِل ولا يُهْمِل...«