لقد سجل معدل الإجرام في التجمعات الحضرية بولاية معسكر تراجعا نسبيا خلال السداسي الأول من العام الجاري مقارنة مع نظيره من العام الماضي، وقد مس هذا التراجع مختلف أنواع الجرائم بما فيها الجرائم المرتكبة من طرف الأحداث حسب الحصيلة المعلن عنها من طرف مختلف أقسام الشرطة القضائية لدى أمن ولاية معسكر، وهو ما قد يشكل مؤشرا على أن الأولياد قد بدأوا يسترجعون مهمتهم في تربية أبنائهم ومراقبة سلوكهم. وقد عالجت فرقة حماية الطفولة بأمن ولاية معسكر منذ بداية العام الجاري 82 قضية فقط، تخص القصر مقابل 102 قضية مسجلة في نفس المدة من العام الماضي. أما الأحداث الجانحون المتورطون في الجنح فبلغ عددهم 7 أحداث تمت متابعتهم كلهم بتهمة تخريب ملك الغير، أودع واحد منهم الحبس المؤقت بينما استفاد البقية من الافراج المؤقت علماأنه في العام الماضي وفي نفس الفترة وجه الاتهام ل 27 قاصرا منهم بنت واحدة، وتم استدعاء 24 قاصرا منهم بشكل مباشر للمحاكمة واستفاد البقية من الافراج المؤقت ومن بين 23 قضية تورط فيها هؤلاء، كان هناك 7 قضايا تتعلق بحمل سلاح محظور و5 قضايا تخص الفعل المخل بالحياء و4 قضايا اعتداء و3 قضايا اقتحم فيها القصر منزلا ومؤسسة تربوية. أما بالنسبة للقصر الذين عالجت نفس المصلحة قضاياهم بوصفهم ضحايا فقد بلغ عددهم خلال الشهور الستة الأولى من هذا العام 76 قاصرا منهم 31 طفلة أي نفس العدد المسجل العام الماضي مع اختلاف في عدد الذكور الذي كان السنة الفارطة 55 طفلا. وقد تعرض 4 قصر هذا العام لأفعال مخلة بالحياء وكان 14 منهم ضحايا للضرب والجرح العمدي يضاف إليهم 17 قاصراكانوا ضحايا حوادث مرور. وإذا كانت المسؤولية جماعية عن جنوح الأحداث في المجتمع سواء كانوا متهمين أم ضحايا، إلا أن الأولياء مطالبون أكثر من غيرهم بمراقبة تصرفات أبنائهم داخل وخارج المنزل، وهو الأمر الذي يقصر فيه الكثير من الآباء والأمهات. وينصح المتتبعون لظاهرة جنوح الأحداث الأولياء بحماية أبنائهم من التعود على الانحراف بعد ملاحظتهم أن ذلك يجعل القصر يدركون المزايا والتسهيلات التي منحها لهم المشرع في ثنايا قانون العقوبات إذ يكفي أن يكون الجانح قاصرا لينال نصف العقوبة المسلطة على البالغين لنفس الجريمة وهي ثقافة قانونية غالبا ما يتغاضى الأحداث الجانحون عن وجهها السلبي عندما ينتقلون إلى مرحلة البلوغ، وتصبح الأحكام القضائية الصادرة ضدهم في الصغر ظروف تشديد للعقوبات عند الكبر، وقد أظهرت التجربة أن الكثير من متعودي الجنوح في الصغر يصبحون متعودي إجرام في الكبر. والملاحظ في هذا الملف أيضا أن متعودي الإجرام من البالغين أصبحوا هم أيضا يستعينون بالقصر في ارتكاب الجرائم المختلفة حيث يتركون مهمة التنفيذ للأطفال ويتولون هم مهمة التخطيط .