جندت روسيا أكثر من 160 ألف شخص للتصدي لحرائق الغابات التي تشهدها منذ حوالي أربعين يوما والتي أودت حتى الآن بحياة 52 شخصا وشردت أكثر من 3500، ودفع هذا الوضع كلا من فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا إلى تحذير مواطنيهم من السفر إلى العاصمة الروسية موسكو والمناطق الأخرى المتضررة بالحرائق. وغطت غيوم كثيفة من دخان الحرائق العاصمة الروسية يوم الجمعة مما أدى إلى تحويل مسار طائرات واضطرار بعض سكان موسكو لارتداء الأقنعة الطبية في حين غادر البعض إلى مناطق آمنة. وارتفع مستوى التلوث إلى خمسة أمثال مستوياته العادية في موسكو التي يعيش فيها 10.5 مليون نسمة في أعلى تلوث تشهده منذ أن بدأت، قبل شهر، أسوأ موجة حر في روسيا خلال قرن. وقالت يلينا بترينكو (32 عاما) التي استخدمت منديلا لتغطي فمها بسبب نفاد الأقنعة الطبية من الصيدليات التي توجهت إليها "أشعر كأنني في منزل يحترق ولا أستطيع الهروب". وحث المسؤولون سكان العاصمة على التزام منازلهم بسبب المستويات الخطيرة من أول أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة في الهواء. وقال خبراء الأرصاد الجوية إن الدخان الذي وصل حتى إلى محطات مترو الأنفاق سيستمر حتى يوم الاثنين القادم. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية لإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" أن سحابة من الدخان يبلغ طولها ثلاثة آلاف كيلومتر تغطي قطاعات من الجزء الأوروبي من روسيا. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن مصدر مطلع قوله يوم الجمعة إن معدلات الوفيات في موسكو ارتفعت بما يقرب من 30 % في جويلية بسبب "الحرارة الكارثية وسحب الدخان"، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. واتخذت موسكو خطوات احترازية لحماية مواقعها العسكرية والنووية من أسوأ حرائق تشهدها في تاريخها الحديث، ووجهت نداء للمتطوعين للمساعدة في كبح جماح ألسنة اللهب التي تواصل تقدمها دون هوادة. ونقلت وكالات الأنباء عن متحدث باسم وزارة الطوارئ الروسية قوله إن وزارته طلبت "مساعدة كل من يمكنه ذلك". وأمرت وزارة الدفاع بإجلاء صواريخ من مستودع خارج العاصمة، وحذرت الحكومة من أن الحرائق قد تمثل تهديدا نوويا من خلال إطلاق جزيئات مشعة دفنت في الأشجار والنباتات جراء كارثة تشيرنوبل عام 1986(...).