يبدو أن حمى التسوق قد سيطرت على كثير من الأسر الجزائرية التي إستفادت بالفعل من دروس السنوات الماضية، وفضلت هذا العام إستباق الاحداث وما تشهده الاسواق هذه الايام من حركة كثيفة وعلى جميع المستويات خير دليل على سرعة الناس وإصرارهم على تحضير أنفسهم وجيوبهم التي هلكت هذا الشهر لاستقبال العيد، الدخول المدرسي والعيد مع كل ما يتطلباته من مصاريف مكلفة. فضلت الكثير من العائلات الجزائرية إقتناء لوازم المدرسة والعيد قبل الاوان في خطوة أربكت الكثير من التجار الذين وجدوا أنفسهم أمام حشود هائلة من المتسوقين، فمحلات بيع اللوازم المدرسية قد شهدت قبل الدخول المدرسي وبعده إقبالا كبيرا من طرف الاولياء، والمتجول عبر مختلف أسواق العاصمة الموازية من الحراش إلى ساحة الشهداء لن يشد نظره هذه الايام سوى أدوات المدرسة من محافظ ومآزر وملابس العيد للاطفال التي زينت بألوانها الزاهية طاولات ومحلات العديد من التجار في مختلف المناطق. يقول عبد الحميد بائع ملابس بسوق بومعطي بالعاصمة إن الاقبال على إقتناء ملابس العيد هذا العام جاء مبكرا، ربما لتزامنه مع الدخول المدرسي حيث فضلت أغلب العائلات شراء الملابس قبل الدخول المدرسي لخوفها من نفاد السلع وإرتفاع الاسعار، ولم يتركوا الفرصة لنا حتى لتحضير أنفسنا، فأغلب سلعنا نقوم بإحضارها من أسواق الشرق وأقرب سوق بالنسبة لنا هو سوق عين الحجل بولاية المسيلة، وقوة إقبال الناس أربكتنا ورفعت الاسعار في أسواق الجملة وهو ما سيؤثر بالتأكيد على أسعار هذه الاخيرة في مختلف نقاط البيع، ويؤكد عبد الحميد أن درجة الاقبال على إقتناء الملابس هذا العام كانت أكبر مقارنة بالسنة الماضية والسلع التي نعرضها تنفد بسرعة خاصة في سوق بومعطي الذي يشهد توافد العديد من الزبائن من مختلف المناطق المجاورة للعاصمة نظرا لانخفاض أسعاره وتنوعها، حيث يحرص أغلب التجار على إرضاء الزبائن، أما السلع التي تلقى الرواج الاكبر فهي أطقم الملابس الخاصة بالفتيات حيث تتصدر المنتجات التركية والسورية قائمة السلع الاكثر طلبا هذه الايام العيد بين المستورد والمحلي ضاعت الميزانية مع إقتراب موعد عيد الفطر المبارك بدأت وتيرة المشتريات تشهد إرتفاعا ملحوظا ودرجة الاقبال على مختلف نقاط البيع تشهدا إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات التي بدأت تستنجد بمدخراتها لاكمال شهر رمضان وإستقبال العيد، ومع أن الدخول المدرسي قد حشر نفسه بين المناسبتين بتكاليفه العالية إلا أن للعيد لدى الجزائريين مصاريفه الخاصة، تبدأ التحضيرات له عادة في النصف الثاني من رمضان حيث تشكل ملابس الاطفال ركنا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنها لدى معظم الجزائريين، وتشهد مختلف شوارع العاصمة وأسواقها عرضا لمختلف أنواع الملابس والاحذية يلقى إقبالا كثيفا للمتسوقين الذين فضلوا التسوق مبكرا، تقول السيدة نادية ربة بيت إنه كلما كان التسوق مبكرا كلما أتيحت لنا الفرصة للاختيار، أما ترك ذلك للحظات الاخيرة فسيؤدي بنا إلى الاسراع وإقتناء أشياء مجبرين لضيق الوقت، كما أن الايام الاخيرة لرمضان وكالعادة تشهد إرتفاعا كبيرا للاسعار، ففي السنة الماضي تركت أمر إقتناء كسوة العيد نظرا لانشغالاتي للايام الاخيرة فوجئت بإرتفاع كبير في أسعارها مع قلة المنتوجات وإضطررت لدفع الثمن مضاعفا، أما هذه السنة فقد فضلت أخد عطلتي السنوية في أواخر شهر رمضان لكي أتمكن من التحضير للعيد جيدا. وعن الاسعار تؤكد السيدة نادية أن كل منتوج يعرض بسعر معين حسب البلد الذي إستورد منه فالمنتجات الاروبية والتركية تشهد أسعارها إرتفاعا كبيرا فطقم ملابس لفتاة تبلغ من العمر سنتين يقدر ب 3200دج وهي أسعار مرتفعة وتتجاوز ميزانية الكثير من العائلات التي وجدت أغلبها حلولا في السلع الصينية أو المحلية التي تبقى حتى وإن إرتفعت في متناول العديد من العائلات. ونفس الامر ينطبق على الاحذية، فالمستورد منها ورغم إرتفاع أسعاره يلقى إقبالا مقارنة بالمحلي، ومهما إرتفعت الاسعار يبقى شراء كسوة العيد أمرا لا مفر منها وضرورة ملحة ومطلبا لا يمكن أن يتنازل عنه الاطفال الذين سبق وأن تنازل أغلبهم عن كسوة الدخول المدرسي. لحلوى العيد نصيبها من جيب المواطن تصر النساء الجزائريات أن تكون مائدة العيد مميزة ومتنوعة بأطباقها وحلوياتها، وقد شهدنا إقبالا كبيرا من طرف النساء هذه الايام على محلات بيع مواد صنع الحلويات والطاولات التي يعرض فيها أصحابها جديد هذا العام من كتب الحلوى والقوالب المختلفة الاشكال والاحجام التي تستعين بها المرأة في صنع وتشكيل الحلوى بالاضافة إلي المواد الاخرى المختلفة التي تدخل في صنع الحلوى من عطور وألوان ومكسرات، ففي ساحة الشهداء بالعاصمة تصطف المحلات معلنة بداية العد التنازلي لصنع حلويات العيد، وقد أكد التجار والباعة أن النساء بدأن في التوافد بغرض إكتشاف الجديد من الاشكال والالوان التي تميز حلويات العيد لهذا العام. أما عن الاسعار فنرى أغلب النسوة اللاتي تحدثن إلينا أنها بدأت ترتفع خاصة المكسرات بأنواعها المختلفة وتحديدا اللوز الذي يكثر عليه الطلب هذه الايام وبين الكسوة والحلويات يمكننا القول إن مبالغ كبيرة قد إستنفدت هذا الشهر الذي حمل معه الكثير من المناسبات السعيدة في وقت واحد دون أن يترك لجيب المواطن فترة لاسترجاع أنفاسه.