شرعت أمس المؤسسة العمومية للنقل الحضري لوهران في تطبيق التسعيرة الجديدة عبر الخطوط الهترية الستة التي تنشط على مستواها حافلات "إيطو" والمقدرة ب 15 دينار جزائري بزيادة 5 دنانير في ثمن التذكرة القديمة حيث تفاجأ أمس العديد من المواطنين ومستعملي خطوط "إيطو" من قرار رفع ثمن ركوب الحافلات التابعة لمؤسسة النقل العمومي دون سابق إشعار بالرغم من أن الإعلان عن تجسيد الزيادة المفروضة في تسعيرة التنقل علق منذ أول أمس عبر مختلف محطات المؤسسة العمومية أي يوم واحد قبل دخول القرار الجديد الذي فرضته الوصاية حيز التنفيذ ابتداء من صبيحة أمس والذي لم يهضمه الكثير من الزبائن الذين يجندون ركوب حافلات "إيطو" بإعتبارها أكثر ديناميكية ونشاطا مقارنة بمركبات الخواص التي تمكث لفترة طويلة قبل إقلاعها من نقاط التوقف وهو ما لا يطيقه الزبائن الذين توجهوا إلى حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري التي تحترم المحطات الرئيسية ولا تتحمل فوق طاقتها في استيعاب الزبائن. لكن الزيادة المفاجئة في تسعيرة الركوب لقيت استياء كبيرا من لدن المواطنين الذين عبروا لنا عن سخطهم الشديد على رفع ثمن التذكرة خصوصا وأن السواد الأعظم من شريحة الفقراء يمتطون الحافلات لعدم قدرتهم على تسديد توصيلة "الطاكسي" أو "كلونديستان" خاصة الطلبة الجامعيين وحتى المواطن البطال .. وجميع الفئات العمرية، التي تفضل حافلات "إيطو" بإعتبارها كثر تنظيما وانضباطا في تقديم الخدمة العمومية بيد أن ما شهدته أمس المحطة النهائية لخطوط U- 37 - 11 للنقل العمومي من إحتجاج زبائن "إيطو" ووصفوه بالغير العادل على اعتبار أن هذه المؤسسة العمومية تتلقى الدعم الكامل من طرف السلطات الولائية ووجدوا في إستحداث مؤسسة النقل العمومي الحضري متنفسا لهم بعدما ضاقوا ذرعا من مشاكل الناقلين الخواص وتصرفات القابضين غير الحضرية في بعض الأحيان. لكن الخرجة الأخيرة للمؤسسة العمومية أخلطت كل الأمور وكرست سانفونية رفع تسعيرة النقل على جميع الخطوط التابعة للخواص وذلك على حساب المواطن البسيط الذي يدفع دائما ضريبة فشل الآخرين وحسب أحد المواطنين الذي استشاط غضبا في وجه القابض بعدما طلب منه زيادة 5 دنانير للحصول على تذكرة الركوب أن الموظف البسيط لا ينعم حتى بالزيادة في الأجر ما دام أنه مجبر على تقبل أي قرار ولو كان على حساب راتبه الزهيد، ولا يمكنه أن يقتصد من ميزانيته تحسبا لحلول شهر رمضان الكريم الذي لا يفصلنا عنه سوى أسابيع قليلة والأكيد أن المواطن مقبل على تسديد فاتورة أخرى، في هذا الشهر الفضيل. من جهته مدير المؤسسة العمومية للنقل الحضري لولاية وهران أكد لنا أمس أن هيئته تعاني من عجز كبير في ميزانيتها رغم الدعم المقدم من طرف السلطات الولائية، وجاء قرار رفع التسعيرة للتخفيف ولو نسبيا من أعباء المؤسسة. رغم - حسبه- أن الزيادة في السعر لا تخلق توازنا داخل الهيئة وتعد بمثابة مساهمات من طرف الزبائن وإضافة مبلغ 5 دنانير في تسعيرة الركوب لا تغطي احتياجات المؤسسة التي تأخذ على عاتقها أجور الموظفين المقدر عددهم ب 520 عامل ما بين قابض وسائق ومراقب، فضلا أن حظيرة المؤسسة بحاجة إلى تعزيزها بمركبات جديدة بعدما تجاوزت فترة نشاط الحافلات التي تتوفر عليها المؤسسة والمقدرة ب 50 حافلة ال 5 سنوات وأضاف مدير المؤسسة أن الدعم المقدم من طرف الدولة غير كاف لتغطية الأعباء، وحاليا تعمل ذات الهيئة على التفكير في تجديد الحظيرة وتدعيمها بوسائل نقل جديدة، ناهيك عن تكاليف الصيانة والتسيير، وأشار إلى أن خطوط النقل التابعة لإيطو منها ما تعمل على مسافات طويلة تصل إلى 9.5 كلم، والتي تتطلب أعباء أخرى موضحا أن مؤسسات النقل الحضري على مستوى العالم مدعمة من طرف الدولة وتفرض تسعيرات أقل من تلك المعتمدة في الجزائر. في حين أكد رئيس الفيدرالية الولائية للناقلين ونقل المسافرين والبضائع أن الزيادة ستمس القطاع الخاص إنطلاقا من الأسبوع المقبل، ولم تجسد مع الإجراء التي اتخذته مؤسسة النقل العمومي، بسبب عدم أخذ الترتيبات الخاصة بتحضير دفاتر التذاكر بتسعيرة جديدة وريثما يتم إعدادها فإن الإعلان لدى الناقلين الخواص بالإتفاق على فرض نفس التسعيرة الجديدة المعتمدة لدى المؤسسة العمومية سيعلق هذا الأسبوع على أن تعمم عبر كامل الخطوط بداية من الأسبوع المقبل، خاصة وأن الناقلين الخواص كانوا السباقين في المطالبة برفع ثمن التذكرة بسبب الأعباء التي يتحملونها منذ سنوات. علما أن أكثر من 560 ناقل في القطاع الخاص سيطبقون هذا الإجراء.