تعيش معظم شوارع ولاية وهران في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم حركة غير عادية وكثيفة سواء كان ذلك في الفترة الصباحية أو بعد الإفطار. وتعتبر هذه المرحلة بالعادية جدا، اذ يتم تسجيل مثل هذه السلوكات خلال كلّ مقربة من عيد الفطر المبارك سنويا، علما أن الدخول الإجتماعي سيكون بعد يومي العيد مباشرة، وهو الأمر الذّي دفع بالعائلات للخروج الى الأماكن المعروفة بالتجارة وعرض مختلف المنتوجات بما فيها ملابس العيد وكذا اللوازم المدرسية فضلا عن المكونات التي تحتاج اليها النسوة لإعداد حلويات العيد وهذا بغية إقتناء كلّ ما يحتاجون إليه إحتفالا بهذه المناسبة الدينية التي ينتظرها المسلمون باليمن والبركات. ومن خلال جولة استطلاعية خفيفة قمنا بها قبل الإفطار بحوالي خمس ساعات الى وسط المدينة لاحظنا توافد عدد كبير من المواطنين على هذا المكان، فضلا عن ظهور مختلف محلات بيع الملابس في أحسن حلّة وهذا للفت انتباه المتسوقين، لاسيما منها تلك الخاصة ببيع ثياب الأطفال وكذا المتخصصة في بيع الأحذية ومن بين هذه الفضاءات التجارية تلك المتواجدة بشارع العربي بن مهيدي، زيادة على شارع محمد خميستي، والأمير عبد القادر، وكذا شارع محمد بوضياف (مستغانم سابقا) هذا على غرار شارع بن عبد المومن (شوبو سابقا) هذا الأخير الذي أضحى قطبا تجاريا هاما جدا. المدينةالجديدة هي الاخرى تضاعف عدد قاصديها خلال هذه الأيام، فمنهم من تجدهم يقتنون المآزر، ومنهم من يتوجه مباشرة إلى الملابس من سراويل، ثنورات وكذا ألبسة مختلفة خاصة بالذكور والإناث، فيما يتجه آخرون نحو الأدوات المدرسية، ولا يقتصر الأمر على الإهتمام بالأطفال فقط للإحتفال بعيد الفطر المبارك، بل وحتى النساء تقصدن أيضا محلاّت بيع »الجلاّبات والبدعيات« لشراء ما يرغبن فيه متّبعات آخر أنواع الموضة لاسيما منها المتعلقة بالجلابة المغربية التي قد يفوق ثمن بعض أنواعها 12 ألف دينار جزائري للواحدة. موضة جديدة هذا بالإضافة الى قصد محلات بيع الأحذية التي يقف أصحابها على قدم وساق لتسويق سلعهم، علما أنّ هذه الفترة تعتبر حاسمة جدا لتحقيق الربح من طرف التّجار، لأن المواطنين مجبرون على شراء كلّ ما استلزم وما يحتاجه أبناؤهم، لكن يبقى تزامن عيد الفطر المبارك والدخول المدرسي موضة جيّدة للأولياء لضرب عصفورين بحجر واحد اذ يلجؤون الى شراء بذلة واحدة فقط لكلتا المناسبتين أي العيد والدخول الإجتماعي بدلا من بدلة لكلّ حدث وهو الأمر الذي أنهك جيوب الأولياء لاسيما منهم ضعيفي الدخل خلال السنتين المنصرمتين، لكن تبقى الحاجة دائما تدفع ببعض الأولياء الى قصد سوق »البالة« الكائن بحي الحمري، لشراء ملابس قديمة نوعا ما ويعيدوا غسلها وتلبيسها لأطفالهم حتّى يدخلوا الفرحة على وجوههم مثل غيرهم الذين هم في مثل أعمارهم. هذا من جهة ومن جهة اخرى وفي سياق التجارة دائما تبقى أسواق الخضر والفواكه هي الاخرى مقصد العائلات الذي تلجأ الى هذه الأماكن بغية تغيير المائدة، لاسيما ربّات البيوت اللواتي بدأن يفكرنّ جاهدات لتغيير أطباق المائدة التي قد بدأت تشعرهنّ بالروتين، اذ إمتنعت معظم العائلات الوهرانية عن إعداد حساء »الحريرة أو الشوربة« هذا الأخير الذي لم يفارق المائدة منذ الفاتح من شهر رمضان الكريم، فيما تبقى مختلف أنواع الفواكه هي الملاذ الوحيد للمتسوقين ناهيك عن المشروبات المتباينة الأنواع، وذلك لأنّ هذا الشهر الفضيل تزامن مع فصل الحرّ والقيظ. غال وباهض ونفس الجولة الاستطلاعية قمنا بها بعد الإفطار والوجهة الأولى كانت حي شوبو، الذي وبغية تسهيل الحركة به أضحى طريقه ذو مسار واحد، اذ يعرف هذا الشارع توافد عدد كبير من المواطنين لشراء كلّ ما يحتاجون إليه للإحتفاء بالعيد ونحن نتفقد المتاجر، إلتقينا بالسيدة سعيداني الهوارية رفقة زوجها لشراء ملابس العيد لإبنتهما »هناء« التي تبلغ من العمر عامين، بحيث ابرزت هذه المتسوقة ان الأثمان باهضة جدا هذا العام لاسيما ما يتعلق بملابس الأطفال دون الأعمار من سنة الى 4 سنوات ويتراوح ثمن البذلة الواحدة، حسبها من 3 آلاف الى 5 آلاف أما بشارع العربي بن مهيدي الذي كان هو الوجهة الثانية فقد التقينا بالآنسة بوعناني فاطمة التي صرّحت بأنّ النوعية متوفرة، لكن الأسعار خيالية مقارنة على حوالي أقل من شهر فقط مبرزة بأنّ نوجهها لشراء ملابس العيد التي تعتبر نفسها الخاصة بالدخول المدرسي يشكل نزهة لديها في نفس الوقت، ونفس الأجواء تعيشها مختلف الشوارع الرئيسية بالباهية وهران التي أضحى ليلها كنهارها. فيما فضلت بعض العائلات اغتنام ما تبقى من أيام رمضان وقضاء فترة ما بعد الافطار بالقرب من شاطئ البحر وكذا الفضاءات السياحية مثل مفترق طرق الشيراطون وكذا الميريديان. ليبقى كلّ يوم ويتضاعف عدد المواطنين على مختلف الوجهات التجارية والسياحية لقضاء ما يحتاجون إليه والترويج عن أنفسهم في آن واحد، قبيل انطلاق فترة الكد والجدّ ما بعد شهر رمضان المعظم.