بالرغم من النتائج الأخيرة المتواضعة للفريق الوطني التي ما فتئ يسجلها في مختلف المباريات التي لعبها الخضر، إلا أن أنصار وعشاق محاربي الصحراء برهنوا مرة أخرى بأنهم فعلا مثال في الوفاء والوقوف إلى جانب أشبال سعدان أينما لعبوا وارتحلوا، حيث شاهد الجميع العدد الغفير للمناصرين الذين تابعوا هذه المقابلة بملعب تشاكر، إذ تزيّنت المدرجات بالرايات الوطنية الخفاقة. وقد صنعوا لوحة فنية رائعة طيلة المباراة بأهازيجهم وأغانيهم التي كانوا ينشدوها تشجيعا ومناصرة للخضر في مباراتهم ضد تانزانيا، ولم يثن الصيام عشاق المنتخب الوطني عن الحضور وبقوة إلى ملعب تشاكر، حيث أن الكثير منهم اضطر إلى الإفطار بداخل الملعب لا سيما أولئك الذين قدموا من ولايات بعيدة، كم كانت مظاهر التآزر والتآخي جميلة ورائعة بين المناصرين الذين تبادلوا فيما بينهم المأكولات والمشروبات التي أحضروها معهم إلى تشاكر، كما لم يثنهم بعد المسافة وتعب السفر عن الزحف إلى ولاية البليدة المضيافة وبالآلاف لمشاهدة فريقهم الوطني المحبوب، حيث قدم الأنصار من جميع ولايات الوطن... من الجزائر العاصمة، من وهران وعنابة، وسطيف وحتى تيزي وزو وبجاية والشلف ومستغانم، وقد كانوا مثالا في الروح الرياضية وتقبل نتيجة التعادل التي حققها الخضر في أول خرجة لهم، حيث ومباشرة ما إن انتهت المباراة، حتى شرع أنصار الفريق الوطني في التصفيق للتنزانيين الذين عادوا بتعادل مستحق من البليدة، كما صنعت أبواق الفوفوزيلا التي أحضرها أنصار الفريق الوطني هي الأخرى الفرجة بداخل ملعب تشاكر حيث ذكرتنا بالأجواء الجميلة التي صنعتها الفوفوزيلا في ملاعب جنوب إفريقيا في المونديال الأخير، كما لم يجد المناصرون هذه المرة صعوبة في الدخول إلى أرضية الميدان، حيث إستطاعت القوات الأمنية المسخرة لإنجاح هذه السهرة الرمضانية بملعب تشاكر، في ضبط الأمن وتنظيم حركة المرور في الخارج، وهذا بعدما قامت بوضع العديد من الحواجز الأمنية لتجنب وقوع الإزدحام بين المناصرين وكذا تخفيف حركة المرور بمحاذاة الملعب، وقد تزيّنت المدرجات بكاملها بالرايات الوطنية لا سيما بعد عزف السلام الوطني وهو ما يثبت مرة أخرى تعلق الجزائريين وعشقهم الجنوني للفريق الوطني الجزائري ولكن كانت خيبة أملهم كبيرة عندما انتهت المقابلة بالتعادل الإيجابي، حيث كان كلهم متفائلا بنتيجة المباراة ، لا سيما وأن كل التوقعات والتكهنات كانت تقول بأن الخضر سيفوزون على المنتخب التانزاني الذي يحتل المرتبة 111 عالميا، ولكن كل هذه التكهنات كانت خاطئة وغير صحيحة، حيث استطاع التانزانيون أن يفرضوا التعادل وفي أرضية ميدان ملعب تشاكر التي لم نسجل فيها أي تعثر منذ أزيد من سنتين.