حتى الشارع الرياضي الجزائري أصبح لا يثق في لاعبي تشكيلة النخبة ولا يعول على لاعب معين مهما كانت صفته ووزنه في الفريق الوطني في هذه الفترة بالضبط، بسبب محدودية مستواهم الفني فوق المستطيل الأخضر أينما كانوا وأينما حلوا باستثناء لاعب أو لاعبين، أما البقية لا يستحقون حتى هذه المكانة مع الخضر، وبالعودة قليلا إلى الوراء نجد أن أصحاب البذلة الوطنية الذين تداولوا على المنتخب الوطني في المواسم الماضية وبالقيام بمقارنة طفيفة نجد أن الدوليين المحليين جد صغار لارتداء هذا الثوب العظيم، حيث أنهم لم يقدموا أي شيء للكرة الجزائرية واكتفوا بتسمية أنفسهم بالدوليين بالكلام فقط وبالتباهي أمام الأجناس الأخرى أنهم دوليون ويمثلون دولة عظيمة مثل الجزائر. نجوم الخضر مستواهم محدود جدا مقارنة بلاعبين متوسطين في أوربا كانت الكرة الجزائرية تفتخر بنجمها الأول حاليا كريم زياني الذي لا يلعب مع ناديه الألماني حتى كاحتياطي، وأينما تنقل وجد نفسه خارج مخطط وحسابات الطاقم الفني، بالمقابل لاعب في الطبقة المتوسطة ينشط في البطولات الأوروبية يلعب في نادي متوسط ولم يستدع ولو لمرة واحدة لتمثيل بلده حتى في أصغر المنافسات نجده يتألق ويلعب بانتظام مع ناديه ويسجل الأهداف واحدا تلو الآخر، لكنه لا يحظى بأية فرصة ليكون في تشكيلة منتخب بلاده حتى في اللقاءات الودية، والدليل على ذلك أن اللاعبين الذين كنا نسميهم نجوما لا أحد منهم تنقل إلى فريق آخر خلال هذه الصائفة. ولع أنصار الخضر بمنتخبهم أكسب اللاعبين هذه المكانة المرموقة الكل يدرك جيدا أن المكانة التي وصل إليها لاعبو المنتخب الوطني لم تكن مستحقة لهم ولم يحصلوا عليها بالأداء أو بالفارق الذي عادة ما يقدمه اللاعب فوق المستطيل الأخضر، بل بفضل الأنصار الذين لا يفوتون أي فرصة ليكونوا إلى جانب المنتخب الوطني مهما كانت الظروف ومهما كانت النتائج، وهو ما نسميه بالولع والحب، وهو الشيء الذي أكسب هذه المكانة المرموقة لجل لاعبي الخضر في البلدان المتخلفة وليس في العالم كله، لأن الأجانب يعرفون جيدا قيمة عناصر النخبة وكذا إمكاناتهم الفنية. أموال طائلة صرفت على المنتخب والنتائج مخيبة! الكل لاحظ الأموال الطائلة التي صرفت على المنتخب الوطني بمناسبة مشاركته في مونديال جنوب إفريقيا الأخير، من خلال توفير كل الظروف الملائمة للظهور بشكل جيد في كأس العالم، حيث وفرت الإتحادية الجزائرية بإيعاز من الوزارة الوصية أحسن مراكز للتحضير في العالم عندما عسكر الخضر في تربصهم الأول قبل التوجه إلى بلاد منديلا في مركب كرانس مونتانا بسويسرا، ومنه إلى معسكر نورونبورغ بألمانيا، وهما المعسكران اللذان كلفا النخبة الوطنية أموالا كبيرة، ضف إليه إقامة المحاربين في أروع المنتجعات جنوب الإفريقية بسان لامير بمدينة دوربان،.. إضافة إلى علاوات ومنح اللاعبين الخيالية وعقود الإشهار التي تهاطلت على اتحاد الكرة واللاعبين باسم المنتتخب الوطني، دون الحديث عن مرتبات الطاقم الفني والإداري والطبي الذي رافق خرجات محاربي الصحراء في مختلف خرجاتهم ..لكن خيبة أمل الجماهير الجزائرية وعشاق الجزائر في الوطن العربي والقارة السمراء ككل كانت بادية من خلال ردود فعلهم اتجاه الخروج من الدور الأول من كأس العالم، وهم الذين كانوا يمنون النفس في رؤية ممثل العرب الوحيد يتجاوز عقبة الدور الأول.. المحليون أولى بالإهتمام ومصيرهم مجهول في ظل بقاء سعدان ولعل الخاسر الكبير في الجزائر في لعبة كرة القدم هم اللاعبون المحليون الذين أصبح تواجد واحد منهم في صفوف المنتخب الوطني يعتبر حدثا بارزا وغريبا في نفس الوقت، في ظل اعتماد الطاقم الفني للخضر وتحديدا رابح سعدان، على اللاعبين المزدوجي الجنسية الذين ولدوا وتربوا أغلبهم في فرنسا، ما جعل الباب ينغلق في وجه لاعبي البطولة الوطنية رغم أن هناك أسماء ومواهب أثبتت بأنه بإمكانها تقمص الألوان الوطنية لو تعطى لها الفرصة، التي حرمت منها حتى في المباريات الودية التي من المفروض أن المدرب الوطني يسعى من خلالها إلى تجريب أكبر عدد من اللاعبين، رغم مناداة عدة تقنيين ومدربين حتى من خارج الجزائر بضرورة توجيه الدعوة إلى لاعبين محليين أثبتوا جدارتهم من أمثال عبد المومن جابو، وحسين مترف وغزالي الذين تألقوا في البطولة الوطنية، لكن الطاقم الفني لم يعطهم أي فرصة.. ويبقى مصير لاعبينا المحليين مجهولا أمام التهميش الذي يلقونه من الجهاز الفني للخضر سيما أن الفاف مددت عقد الطاقم الفني الحالي إلى عامين إضافيين!؟.. الاكتفاء بالتأهل للمونديال في ظل الإمكانات المتاحة غير كاف إذا نظرنا إلى الإمكانات المادية الهائلة التي وفرت للنخبة الوطنية في مونديال القارة السمراء الأخير والنتائج التي عادوا بها من بلاد مانديلا، لا تعتبر منطقية أبدا سيما أن الخضر وضعتهم قرعة المونديال في مجموعة كان بإمكاننا التأهل فيها، خاصة وأن المنتخبات التي لعبنا معها لم تكن في أحسن أحوالها، مثل المنتخب الإنجليزي الذي كان بعيدا كل البعد عن مستواه الحقيقي ولم نستغل الفرصة في الإطاحة به، وتعادلنا معه سلبيا، وخسرنا أسهل مباراة في المونديال أمام منتخب سلوفينيا المتواضع جدا ثم أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، والأدهى من ذلك أننا لم نتمكن من تسجيل ولو هدف واحد.. رغم أن الدولة الجزائرية وفرت سيولة مالية غير مسبوقة في تاريخ الرياضة الجزائرية حتى في أيام عزها حينما كنا نملك منتخبا عالميا بأتم معنى الكلمة.. فعلى سبيل المثال استفاد الخضر من طاقم طبي مكون من 12 فردا من مختلف الجنسيات وفي مختلف الإختصاصات الطبية.. لكن منتخبنا الوطني وللأسف ذهب إلى أكبر محفل دولي كروي من أجل المشاركة الرمزية لا غير. ما فائدة إبعاد منصوري لمّا خرجنا في الدور الأول من المونديال والسؤال الذي ظل يطرح نفسه إلى حد الآن هو لماذا أبعدنا عدة لاعبين ساهموا في تأهيل المنتخب الوطني، إلى الكان الإفريقي والمونديال، في حين اكتفينا باللعب من أجل اللعب والخروج من الدور الأول؟ حيث تم التفريط في عدة لاعبين محليين.. سليمان رحو، زاوي وبابوش..وغيرهم وانتزاع شارة القيادة من يزيد منصوري وإبقائه في الإحتياط، ما تسبب في العديد من المشاكل بالنسبة لهم، حيث أن كل هؤلاء اللاعبين أبدوا امتعاضهم من إبعادهم من المنتخب الوطني وهم الذين كافحوا وكابدوا من أجل عودة العلم الوطني إلى المونديال بعد 24 سنة من الغياب، خاصة ونحن نعلم أن لاعبي المنتخب الحالي لم يقدموا المطلوب منهم واكتفوا بنقطة يتيمة بدون تسجيل أي هدف في مجموعة كانت في المتناول..!