مع عشية عيد الفطر المبارك أصبحت ميزانية المواطن البسيط على كف عفريت بعدما بقي منها ما يسد رمقه إلا لأيام قليلة وذلك بفعل النفقات والمصاريف الكثيرة التي أنهكت كاهله من حلول الشهرالفضيل حيث أنفق الكثير والكثير على قفة رمضان وكذا ألبسة العيد ليقابله الدخول المدرسي بعد إنقضاء شهر الرحمة هذا الأمر جعل المواطنين البسطاء يعزفون نوعا ما عن إقتناء بعض الضروريات في هذه الأيام الأخيرة حتى بدى ذلك جليا على طبيعة المأكولات التي تقلصت بشكل محسوس على طاولة الإفطار بسبب نفاذ المخزون المالي للمواطن الذي لا يكفيه في الشهور الأخرى فما بالك في شهر رمضان الذي حل في ظروف إستثنائية هذا العام متزامنا مع الدخول المدرسي وعطلة الصيف. وفي جولة قادتنا أمس لبعض أسواق وهران لاحظنا توافد مقبول للمواطنين على سوق الأوراس متهافتين على شراء بعض الخضر والفواكه التي عرفت منذ أول أمس إرتفاعا نسبيا في أسعارها بسبب قلة العرض الناجم عن إقدام بعض التجاروالخضارين على عدم العمل في اليومين الأخيرين من رمضان مفضلين العودة إلى ديارهم لقضاء سنة العيد مع ذويهم بما أنهم يقطنون خارج الولاية وأغلبهم من الوكلاء الناشطين بأسواق الجملة وهذا ما لمسناه لدى بعض الباعة الذين أكدوا لنا أنهم يعرضون السلع التي بقيت من مخزون يومين أو ثلاثة أيام وذلك ما لوحظ جليا في السوق أين تم عرض بعض السلع الرديئة خاصة الطماطم والبطاطا و أما الجيدة منها فبيعت متفاوتة على غرار البطاطا التي قفز ثمنها إلى 50 و 60دج ونفس الشأن بالنسبة للطماطم. وعاد مؤشر إرتفاع سعر الفاصولياء الخضراء ليصل في حدود 120 دينار بسوق الأوراس شأنها شأن القرعة أو الكوسة التي بيعت أمس ب 70 دج للكيلوغرام ويبقى اللفت يتصدر قائمة السلع غالية الثمن والوصول إليه لمن إستطاع إليه سبيلا حيث بلغ سعره رقما قياسيا ب 140 دج وتأتي في المركز الثاني مادة الخس التي هي الأخرى أبت إلا أن تبقى ذي شأن عظيم رافضة أن تنزل عن 170 دج للنوعية الجيدة. وعرفت أسعار الفواكه تفاوتا في بعض المنتوجات خاصة الموز الذي زاد سعره عن 30 دج عما كان عليه حيث عرض أمس ب 120 دج للكيلوغرام وهو الذي سوق في الأيام الماضية ما بين 80 و 90 دج للكيلوغرام أما التمور فبقيت تراوح مكانها ما بين 300 و 360 دج حسب النوعية. أما الشيء الذي شد إنتباه المتسوقين عشية العيد وهو العرض المحتشم للأسماك بسوق لاباستي وإنعدامه بالأسواق الأخرى عدا توفر الجمبري والروجي بكميات قليلة وهي المواد التي لا يتقرب منها عامة الناس بسبب الغلاء أما اللحوم البيضاء والحمراء الطازجة والمجمدة كانت متوفرة بشكل عادي ولقيت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين بغية تخزينها لإستعمالها في مناسبة العيد مخافة من عدم توفرها في الأيام الأولى بعد رمضان. وفي حديث مع بعض المتسوقين أجمع غالبيتهم على أن الأيام الأخيرة لشهر رمضان تكون بالنسبة لهم مشقة عظيمة بفعل نفاذ الميزانية من جهة وكثرة الإلتزامات والنفقات من جهة أخرى. وما زاد من معاناتهم هو عدم تمكن بعض الموظفين من الحصول على رواتبهم الشهرية ذلك لعدم تزامن هذه الفترة مع أواخر الشهر ناهيك عن تبعات الجري وراء البنوك ومصالح البريد من أجل سحب أموالهم خصوصا وأن هذه العمليات تحتاج إلى وثائق وإستمارات أغلبها مفقودة كلّها عوامل ساهمت في خلط حسابات أرباب الأسرالتي وقفت حائرة في ميزانية هذا الشهر بعد إستنزاف جيوبهم وبدأ التفكير من الآن فيما وراء رمضان وبالأخص كيفية إيجاد الحلول المناسبة لتفعيل مناسبة الدخول المدرسي في ظروف مقبولة على الأقل لا سيما وأن أغلب المواطنين تنتظرهم أيام عديدة من أجل إستقرار مصروفهم قبل التفكير في مناسبة أخرى ونعني بها عيد الأضحى المبارك بعد أكثر من شهرين. وفي مثل هذه الظروف فإن اللذين يعانون من قلة الميزانية لا يتوانون في إكمال الأيام الأخيرة من شهر رمضان بالإستنجاد بالقرض مرغما وهو ما يزيد أموره تعقيدا بعد إنقضاء مناسبة العيد خاصة وأنه مقبل على الإنفاق ورد الدين. ويمكن القول أن سيناريو إرتفاع الأسعار في اليوم الأول من رمضان تكرر في آخره من حيث غلاء بعض الخضر والفواكه أواللحوم على الرغم من أن السلع التي عرضت أمس تبدو ظاهريا رديئة وغير طازجة لكن حاجة المتسوقين جعلتهم يرضخون للأمر المفروض ويرغمون على شراء الضروريات بالأثمان المعروضة مخافة من ندرتها في أيام العيد.