بين مصاريف رمضان وتكاليف الدخول المدرسي والعيد المواطن في حيرة والأجور في أدنى المستويات يعيش المواطن الجزائري في الآونة الأخيرة ضغطا اجتماعيا ناجما عن كثرة المصاريف في هذا الشهر الفضيل نتيجة الارتفاع الجنوني لأسعار الخضر والفواكه واللحوم تزامنا مع الدخول المدرسي المقرر في 13 من الشهر الجاري وعيد الفطر المبارك الأمر الذي جعل المواطن الجزائري في حيرة من أمره لإنفاق راتبه الشهري بين استكمال بقية أيام شهر الصيام وبين توفير متطلبات أبنائهم المتمدرسين من محافظ ومآزر وألبسة ناهيك عن كسوة العيد وهو ما كشفته الجولة الاستطلاعية "لآخر ساعة"لأسواق المدينة وبعملية حسابية بسيطة بعد الاستفسار عن حاجيات كل تلميذ تبين أن المصاريف اللازمة لتغطية نفقات التلميذ في الطور الابتدائي تفوق 4600دينار، في حين يستلزم إنفاق قرابة 6000 دينار في الطور المتوسط أما تلميذ الطور الثانوي فتعد متطلباته بالكارثية بالنظر لمتوسط تكاليفه المقدرة ب 7800دينار، علما أن هذه النفقات تم احتسابها دون إدراج قائمة الكتب المدرسية للأطوار الثلاثة، وعن كيفية احتساب متوسط التكاليف فقد تم إدراج كل من الأدوات الخاصة بالمقلمة بما فيها الأقلام، الممحاة، المبراة والمسطرة والألوان الخشبية..... إضافة إلى الكراريس بمختلف أرقام الصفحات هذا إلى جانب المآزر والتي شكلت هذه السنة عبئا آخر على العائلات ذات الدخل الضعيف يضاف إلى عبء الأدوات والمحافظ التي تتراوح أسعارها ما بين 350 و 800 دينار للمحفظة الواحدة كما تحول شهر رمضان من شهر رحمة وعبادة إلى شهر للمصاريف والتكاليف تزامنا مع الدخول المدرسي فالكارثة أعظم مع اقتراب مناسبة عيد الفطر المبارك الذي يتطلب صرف مبالغ مالية باهظة لتحضير مستلزماته من كسوة للأطفال إلى جانب الحلويات. في ذات السياق تجدر الإشارة إلى أن احتساب تكاليف الأطفال المتمدرسين في الطورين الأول و الثاني من التعليم المتوسط والابتدائي إضافة إلى الثانوي العام والتكنولوجي قد تم اختيار ما تم تسويقه بأدنى الأسعار.من جهة أخرى بينت هذه الحسابات أن المواطن ذي الدخل الضعيف والذي لا يتعدى راتبه المليونين ومئتي دينار مطالب ب 5.5 مليون سنتيم لتغطية هاته المناسبات المتزامنة مما يعني أن عليه الإستدانة بمبلغ 3.3 مليون سنتيم ، أي العمل على مدار شهرين مقبلين دون راتب وهي العملية الحسابية التي قد تعجز الحواسيب الآلية عن إيجاد حل بها ومعادلتها في ظل تحفظ الحكومة عن الزيادة في الأجور.للإشارة فإن عائلة متكونة من 5 أفراد 03 منهم متمدرسون بالأطوار الثلاثة يلزمها مبلغا ماليا مقدر ب 18000دينار لتغطية تكاليفهم على حدة كما يستوجب عليها مبلغ آخر مقدر ب 12000دج لإتمام ما تبقى من شهر الصيام، إضافة إلى قرابة المليونين والنصف المليون سنتيم المقسمة ما بين ملابس العيد للأطفال والحلويات فأين هو المواطن من كل هاته المصاريف.