فضول يتحول إلى إدمان اقتحمت الشيشة خلال شهر الصيف لهذه السنة مقاهي وهران بشدة مقارنة بالسنوات القادمة كعادة مشرقية دخلت الجزائر متأخرة و اتسع استهلاكها بشكل ملفت للانتباه. في بداية أمرها لم تتعدَى فكرة أنها مجرَد "بريستيج" لا أكثر و لا أقل فكانت تستهوي بعض المراهقين و الكهول إلى أن بلغ الأمر أقصاه بعد ارتفاع عدد مدخنيها بشكل ملموس و الفترة الأخيرة قد كشفت الستار عن ذلك فبعد إن كانت بعض المقاهي و صالونات الشاي وسط المدينة و التي تعد على الأصابع توفر لزبائنها "الرنجيلة" صارت جَل المقاهي على مستوى الولاية و نواحيها تفتح أبوابها لمدخني هذا النوع باختلاف أعمارهم و قد عمل البعض على توفير الخدمة للزبون بتخصيص ركن للشيشة فقط و بأثمان متفاوتة أدناها 400 دج بنكهاتها المتنوعة من تفاح و مشمش و نعناع *****الشباب والنساء الأكثر إقبالا على الرنجيلة** و لم يعد أمر تدخينها يقتصر على الرجال فقط و إنما اقتحمت النسوة ساحة الرنجيلة و باتت تشربها بكل افتخار في شكل من أشكال التباهي و قد لمسنا ذلك من خلال جولة استطلاعية ببعض المقاهي وعلى مستوى بعض الشواطئ التي تشهد حركة و ديناميكية هذه الأيام نظرا لارتفاع درجة الحرارة ، و قد قال البعض من مستهلكيها أنَ أمرهم لم يتعدى أمر فضول فحسب فيما أشار البعض الآخر أنَهم يحاولون بواسطتها الإقلاع عن التدخين حيث يرون أنَ شربها ليست له أي تأثيرات سلبية وذلك عكس ما يؤكده الأطباء كونها لا تقل خطورة عن تدخين السجائر، أمَا بخصوص الإقبال عليها بكثرة خلال السهرات فأكد لنا البعض أنهم يجتمعون على موائد السمر التي لا تخلو من الشيشة فيتناولوها فضولا إلى حد بلغ بهم درجة الإدمان بعد أن وجدوا فيها متعة و حلاوة المذاق ، كما أشار البعض إلى أنَ خيم السهرات المنصوبة مستوى بعض المناطق بالولاية خلال الصيف وفرت الشيشة و ساهمت كثيرا في نشر الظاهرة. ****شيشة بنكهات الفواكه و أسعار مرتفعة**** توجهنا نحو محل به مطعم و مقهى ببئر الجير قد خصَص به أكثر من ركن بالأرضية لتناول الوجبات و آخر للقهوة و المشروبات فيما تمَ تخصيص ركن آخر بالطابق الأول للزبائن الراغبين بشرب الرنجيلة ، و ما لاحظناه أنَ الحيَز المخصص لشرب القهوة امتلأ على آخره فيما بدأت مجموعات الراغبين في شرب الشيشة يتوافدون على المقهى في وقت متأخر و معظمهم من فئة الشباب و غالبا ما تلتحق بالمكان مجموعة تتكوَن من 3 إلى 4 أشخاص تضَم العنصر النسوي ، لكن الملفت للانتباه أنَ من بين أولئك من لم يتعدَى عمره 15 سنة و يقبلون على شرب الشيشة بالتناوب بشكل رهيب و علامات التباهي و التفاخر بما يقومون به بادية على وجوههم تعكس غياب المراقبة الأسرية.حاولنا التقرَب من بعضهم فتبيَن لنا من طريقة كلامهم أنَهم يعتبرون الشيشة رمز من رموز التحضر و قد أخذت خلال السنوات الأخيرة محلَ السجائر داخل الأوساط الشبابية التي تراجعوا عن شربها نظرا لما تشكلَه هذه الأخيرة من خطر على صحة المستهلك عكس الشيشة التي تعمل المياه الموجودة بالقارورة على تصفية المادة مما يجنب مستهلكها الخطر ، و رغم أنَ تعليمات أهم الأطباء على المستوى العالمي تنفي صحة هذه الأقاويل إلاَ أنَ تلك الفئة تصر على أنَ شرب الشيشة لا تعقبه أي جوانب تضر بصحة شاربها.