جلسة واحدة من تدخين الشيشة تعادل علبة سجائر عرف المجتمع الجزائري في السنوات القليلة الأخيرة انتشارا واسعا لظاهرة دخيلة علينا، وهي تدخين الشيشة أوكما تسمى أيضا الرنجيلة والتي شهدت انتشارا واسعا في قاعات الشاي حيث أننا نجدها عند مدخل كل قاعة تنتظر الزبائن بالإضافة إلى روائحها المنبعثة من داخل القاعات فأصبحت بذلك موضة العصر، كما أنّ هناك من يدخنها في منزله وأثناء النزهات. تكتبها: م . إسمهان يعود أصل الشيشة إلى بلاد فارس ويقال أنها من وسط الهند ثم انتقل استخدامها إلى شبه الجزيرة العربية، لكنها انتشرت عالميا من خلال الدولة العثمانية. تتعدد الدول والشعوب في تسمياتها ولكنهم يتفقون على ضررها، فتسمى شيشة أوجوزة في شمال إفريقيا وبلاد الخليج العربي واليمن، وتسمى أركيلة في سوريا ونركيلة في العراق وأركيلي أوالمعسل في لبنان وحوكاة في شبه القارة الهندية، وفي اللغة العبرية وووتر بايب أوهابل بابل في الإنجليزية أما في إيران تسمى قليان. مكوّنات الأساسية للشيشة... لا تختلف هذه المكونات عن مكونات تبغ السجائر ودخانها، حيث أن فيها ما لا يقل عن 4000 مادة سامة، أهمها النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمسرطنة والمواد الكيميائية الزراعية ومبيدات الحشرات وغيرها الكثير من المواد السامة. تدعي بعض شركات إنتاج التبغ إزالة كل أومعظم مادة القطران من تبغ الشيشة، كما أنه يضاف إلى تبغ الشيشة العديد من المواد المنكهة مجهولة التركيب ونجهل مقدار ضررها. وما يقال عن التدخين عن طريق الشيشة أوالنارجيلة باستخدام التبغ أوالجراك أوالمعسل بأنه خالي من الخطر غير صحيح البتة، فقد أثبتت أحد الدراسات على مدى أربع سنوات بأن المعسل هوعبارة عن تبغ خالص، مع كميات كبيرة من الأصباغ والألوان والنكهات التي تخلط من غير أي رقابة صحية، وثبت أنها تسبب مختلف الأمراض والسرطانات، ويحتوي الجراك على 15 بالمائة من التبغ الذي يخلط ببعض العسل والفواكه والمضافات الكيمائية التي تطبخ وتخمر. : الأجزاء المكونة للنرجيلة... النرجيلة تتألف من خمسة أجزاء: 01- الرأس: وهووعاء يستعمل لوضع التبغ، ويسمى التنباك، والفحم المشتعل الذي يحرق التبغ. وعادة يصنع من الفخار. وتكون فتحته السفلى صغيرة لتدخل في الأنبوب، أما الفتحة الأخرى فتكون واسعة مع فتحات صغيرة لتحمل التنباك وتسمح بدخول الهواء. 02- الصحن: والذي يوضع تحت الرأس ليلقط الرماد المتطاير. وعادة يصنع من معدن، إضافة إلى جرة المياه أوغرفة المياه، وهي وعاء يحمل الماء. وتصنع من زجاج مزخرف. 03- الأنبوب: الذي يحمل الرأس من جهة ويغطس بالماء من جهة أخرى. وله فتحة جانبية تستخدم لإدخال خرطوم الاستنشاق. ويصنع من معدن. 04- النبريج: الذي يدخل أحد طرفيه بالأنبوب والطرف الأخر لسحب الدخان واستنشاقه . ويصنع عادة من ألياف نباتية ليعطيه ليونة. 05- وينتهي طرفاه بأنبوبين خشبيين، واحد تدخل في الفتحة الجانبية للأنبوب، والأخر تستعمل للاستنشاق. الفرق بين الأركيلة والشيشة... - تركيب النرجيلة... يركب الأجزاء مع بعضها كالتالي: يملأ ثلثي غرفة المياه بالماء. يمكن إضافة نكهة إلى الماء مثل ماء الزهر أوماء الورد. يدخل الأنبوب في غرفة المياه بإحكام مع التأكد من عدم وجود أي تنفيس. يدخل الطرف الخشبي الخرطوم بأحكام في فتحة الأنبوب الجانبية. يوضع الصحن على رأس الأنبوب. يوضع التنباك على الصحن. يوضع الفحم المشتعل على التنباك. - تدخين النرجيلة... عند استنشاق الهواء بقوة من طرف الخرطوم، يسحب الهواء من حوالي الرأس. مرور هذا الهواء بالفحم يشعله أكثر فيحترق التنباك ويولد دخان الذي ينسحب مع الهواء داخل غرفة المياه ومن خلال الماء إلى الفتحة الجانية للأنبوب فالخرطوم فرئة المستنشق. جلسة واحدة للرنجيلة تعادل تدخين علبة سجائر... أول محلات الشيشة التي شهدت ظاهرة هومقهى اللبناني الواقع وسط المدينةوهران حيث كانت نقتصر على فئات الميسورة وبعض الأجانب العرب المقيمين في الجزائر، ومع ازدياد عدد المستثمرين العرب شاعت صالونات الشيشة والحجر بالكثير من الأحياء بوهران حيث نلاحظ عند مدخل كل محل الشيشة، بل أن تفشي الظاهرة في أوساط الجزائريين مست بشكل خاص النساء والفتيات اللواتي أصبحن يترددن ّإلى المحلات لتدخينها. ورغم الاعتقاد الشائع بأن استخدام النرجيلة أسوأ بكثير من تدخين التبغ العادي، إلا أن الاختبارات لم تسفر عن نتيجة حقيقية للتأثيرات الصحية للشيشة، بل أنّ بعض الدراسات خلصت إلى أن دخان النرجيلة أكثر أماناً من تدخين السجائر، في حين أن دراسات أخرى تدحض هذا الادعاء. كل دورة للنرجيلة ( بالعامية نفس) يدوم عادة أكثر من 40 ساعة من الشيشة، فإن المستخدمين لها يستهلكون حوالي 100 حتى 200 مرات دخان سيجارة واحدة، إن التدخين في جلسة من 45 دقيقة تؤدي لأن يستنشق المدخن 1،7 مرة من /ar.wikipedia.org/wiki/ سيجارة واحدة، كما أن استخدام الماء لتصفية الدخان لا يزيل جميع المواد الكيميائية الضارة. أما الذين يدخنون النرجيلة فقط وليس السجائر، الغليون، الخ.. فإنّ المستويات لدى هذه المجموعة كانت أقل بالمقارنة من مدخني السجائر على الرغم من أن الفرق لم يكن ذو دلالة إحصائية بين مدخن الشيشة وغير المدخن. واستنتجت الدراسة أيضاً أن تدخين الشيشة الثقيلة 2-4 التحضيرات اليومية، 3-8 جلسات في اليوم، 2 حتى 6 ساعات، يرفع بشكل كبير من مستويات المضادات السرطانية. سعر الشيشة بقاعات الشاي من 450 إلى 500 دينار... يتم تدخين الشيشة في قاعات الشاي لمدة تدوم ما بين 45 دقيقة إلى ساعة، هذا ما يعني دفع سعر 500 دينار، وفي بعض الأحيان يتناوب المدخنين على شيشة واحدة مما يزيد من الخطر على صحة المستهلك خاصة من خلال الجزء الذي يوضع في الفم حيث ينقل العدوى والأمراض. هذا وقد التقت جريدة –الأمة العربية- ببعض الشباب من الفتيان والفتيات الذين كانوا جالسين في إحدى قاعات الشاي بحي ميرامار وسط مدينة وهران، وكان من بينهم أحد التلاميذ في الطور الثانوي الذي سألناه عن سبب تدهينه للشيشة فأجابنا بأنّ تدخين الرنجيلة هوخروج عن الواقع وعندما يدخنها يشعر أنه يعيش في عالم آخر، خاصة وأن امتحانات الباكالوريا على الأبواب فلا بد للمرء أن يستمتع قليلا فهو لا يهمه أضرارها. من جهتها إحدى الطالبات الجامعيات صرحت لنا بأنها عادة ما تأتي إلى هذه القاعة بعد الدراسة لتناول الشيشة لأنه في نظرها أمر ممتع ولا يضاهيه إحساس آخر بل أنها تشعر بارتياح بارتياح. هذا وذكر لنا أحد العمال بالقاعة أنهم في السابق كانوا يخصصون جهة واحدة للشيشة فقط، إلا أنه في الآونة الأخيرة ومع كثرة الطلب تم استيراد العديد من الرنجيلات قصد لتوفير طلابيات الزبائن، وذكر أيضا أن القاعة أصبحت مجالا مفتوحا لكل المدخنين للشيشة أوالرنجيلة . رأي الأطباء في تدخين الشيشة... توجهنا إلى إحدى الطبيبات وسألناها في الموضوع فصرحت لنا عن خطر التدخين وأثار استعمالها على صحة مدخنيها، فقالت بانّ هناك اعتقاد لدى الكثيرين بأن تدخين الشيشة أقل ضرراً من السيجارة بسبب الاعتقاد السائد بأن مرور الدخان من خلال الماء الموجود في الشيشة يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة وبالتالي تقليل الضرر الناجم عن تدخين الشيشة، لكن تبين خطأ هذا الاعتقاد من خلال تحليل الدخان الخارج من فم مدخن الشيشة على أنه يحتوي على نفس المواد الضارة والمتسرطنة الموجودة في دخان السجائر، كما ذكرت أن تدخين الشيشة يتسبب في الإدمان، بالإضافة إلى أنه يقلل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفهما ويسبب انتفاخ الرئة الإنفزيما والالتهاب الشعبي المزمن، وهذا المرض يحد من قدرة الإنسان على بذل أي مجهود كلما تفاقم. في ذات السياق صرحت نفس الطبيبة أنه يؤدي إلى حدوث سرطانات الرئة والفم والمرء والمعدة، كما أيضا يؤدي إلى ارتفاع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في الدم.، ويؤدي إلى تناقص الخصوبة عند الذكور والإناث، ويساعد على ازدياد نسبة انتشار لتدرن الرئوي عند مستخدمي الشيشة، كما أكدت أنه يؤدي عند النساء المدخنات للشيشة أثناء الحمل إلى تناقص وزن الجنين، مما يعرض الأجنة إلى أمراض تنفسية مستقبلاً أوإلى حدوث الموت السريري المفاجئ بعد الولادة. ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة مع النفس ومن الثياب، إلى جانب التأثيرات الأخرى كبحة الصوت واحتقان العينين وظهور تجاعيد الجلد والوجه خصوصا في وقت مبكر. هذا علاوة على كون تدخين الشيشة يعتبر أحد أهم ملوثات الهواء في غرف المنازل وقريباً من المقاهي حيث يوجد عدد كبير من المدخنين.