زيارة ولاية عين تموشنت و التمتع بجمالها لا تتطلب من الزائر بذل جهد كبير ، يكفيه اعتماد وسائل النقل إما برية أو جوية و حتى بحرية إذ كان قادما من وراء البحر كاسبانيا مثلا او بلدلن أوروبيو عبر ألميريا أو أليكانت .. و إذ تنقل جوا فالمؤكد أنه سينزل بمطار السانيا بوهران أو إزناتة بتلمسان لتبدا جولته السياحية بعد أن يكون قد راجع الخريطة السيايحة لولاية عين تموشنت ، و قد يستهل برنامجه السياحي بالتوجه نحو المدينة المعدنية حمام بوحجر على بعد 25 كلم من مقر الولاية ، و قد يكتشف بها ما لم يكن يتصوره البلدية القديمة بناية معمارية رائعة ، الكنيسة المسيحية التي يعود تاريخها ‘لى سنة 1920 لا تزال قائمة و لم تتأثر بالعوامل الطبيعية ... المقبرة المسيحية ، الشلال الصغير معجزة طبيعية من معجزات الله سبحانه و تعالى ، حديقة الأرامل جنة على الأرض تحتوي على كل أنواع النباتات و الشجار ، المركب المعدني الذي أثبتث مياهه نجاعة في علاج داء الروماتيزم و المفاصيل و التمتع بالمرافق التابعة له ، إنه مركب يظاهي المركبات السياحية العالمية إنه المركب المعدني بحمام بوحجر بني سنة 1973 يعرف سنويا اقبالا للسياح سواء من داخل الجزائر أوخارجا . و بمنطقة ولهاصة الثرية سينبهر الزائر من تلك الآثار التاريخية لمملكة سيقا كقبر الملك سيفاكس ، ولهاصة التي عرفت في يوم من الأيام معارك قادها الأمير عبد القادر و نائبه البوحميدي ... ولهاصة المعروفة بزاويتها الدينية و الروحية الجازولية و كذا زاوية سيدي يعقوب . ولهاصة منطقة هادئة تحتضن بين ثناياها اماكن سياحية جميلة كشاطئ الوردانية و فندق سيقا ( بني صاف ) و المركب السيايحي سيفاكس برشقون ، و المؤكد أن زائر ولهاصة يعرج على قرية الأمير عبد القادر التي شهدت المعاهدة الشهيرة بين رائد المقاومة الجزائرية المير عبد القادر و الجنرال بيجو و النصب التكاري المقام بالقرية شاهد على هذا الحدث التاريخي الذي سيبقى يذكر الأجيال بأن الحرية تؤخد بقوة النار و الحديد . وولاية عين تموشنت منطقة فلاحية اختارها الإستعمار الغاشم ليجعل منها منطقة للمعمرين نهبوا خيراتها ، و يمكن للزائر السائح التأكد من ذلك من خلال المزارع الفلاحية المثناترة هنا و هناك و على الطريق رقم 35 الرباط بين عين تموشنت ووهران و بالضبط بمنطقة المالح 'اريوسلادو) كما كانت تسمى سابق . تعد من المناطق التي شهدت توافد المعمرين عليها واتخادها ملجأ لهم شيدوا مزارعهم و مسلكنهم لا تزال شاهدة عيان و تتراءى من بعيد لكل من يستعمل الطريق 35... منطقة المالح شهدت معركة دارت بين خير الدين البطل العثماني و المستعمر الإسباني أين مات بالمنطقة رفقة أخيه بابا عروج ( بربروس) . ومادام زائر عين تموشنت قد بلغ منطقة المالح فبإمكانه زيارة الشريط الساحلي الولائي الممتد على 80 كلم الذي ينتهي به إ لى جزيرة رشقون التي تجمع بين جمال طبيعتها و تاريخها الشاهد لحقبة زمنية تعود إلى الععهد الحجري 4 آلاف سنة إلى 5 آلاف سنة قبل الميلاد ، و قد لعبت دورا هاما في القديم ابتداءا من القرن السابع إلى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد و استغلت كقاعدة من قبل البونيقيين و الفينيقيين و الرومانيين و النوميديين ... عين تموشنت هي منطقة الصناعة التقليدية ( صناعة يديوية فخارية ، صناعة الزرابي ، نسيج تقليدي ، ملابس تقليدية أصلية محلية ) هذا إلى جانب الثراث الشعبي المتمثل في الفنون الشعبية التقليدية من فلكلور و غناء شعبي و فنطازيا و مأكولات محلية كالكسكس الممزوج بالمرق المحلي بالزيت ... و إذ صادف الزائر موسم الصيف فلا شك انه سيحضر ولائم و حفلات زفاف و المؤكد أنه سيكتشف عادات و تقاليد ظلت متداولة على مدى السنين و هي تراث من شأنها الحفاظ على الهوية الثقافية و الشخصية للفرد الجزائرية