انتشرت موسيقى " الهيب هوب " بشكل كبير في الجزائر خلال السنوات الأخيرة ، وذلك من خلال ظهور فرق شبابية استطاعت أن تفرض نفسها بقوة في عالم الفن و تنافس أقوى الفرق الموسيقية وكذا المطربين في مختلف الطبوع الفنية الأخرى كالشعبي ، الحوزي و حتى الراي ، الأمر الذي شجع الكثير من المواهب الشابة على احتراف هذا اللون الغنائي الحديث المستوحى أصلا من " الهيب هوب " الأمريكي ، حيث بات هؤلاء يقلدون الفرق العالمية المعروفة سواء من ناحية الآداء أو الظهور في كليباتهم التي باتت تبثها القنوات الجزائرية لاسيما الخاصة منها، وحتى من ناحية اللباس و الأكسيسوارات الفنية كالقلادة الفضية و الخواتم و السيارات الفخمة وغيرها من التفاصيل الأخرى ، ومن أهم الفرق الجزائرية المعروفة نذكر فرقة " الهيب هوب 213 " التي تأسست عام 2000 تحت اسم " إورجانس 213 "، فرقة " أم بي أس " وغيرها من الفرق الأخرى . وما زاد في شعبية هذا الفن بالجزائر هو تأسيس نوادي فنية لتعليم رقصات " الهيب هوب " ، لدرجة أن هؤلاء باتوا يشاركون في مسابقات ومنافسات عالمية على غرار مهرجان " سوران سيتي دانسن " الفرنسي ، مهرجان " باريس هيب هوب "، و مهرجان " أمريكان هيب هوب" ..الخ ، هذا إضافة إلى المهرجانات الوطنية الجزائرية منها مهرجان وهران ل " الهيب هوب " الذي نظم بتاريخ 28 دسيمبر 2013 ، والذي شهد نجاحا باهرا وحضورا قياسيا للشباب الراقصين، هذا الأمر إن دلّ على شيء فإنما يدل على مدى اهتمام الجيل الجديد من الجزائريين ، بهذه الرقصات الغربية، ومحاولتهم إدخال حتى تعديلات وحركات جديدة ، تجعلهم ينفردون عن باقي شباب العالم الذي يمارس هذا الفن، بما يضمن لهم ولم لا الفوز في مختلف المنافسات العالمية بالتاج واللقب الأغلى ، و الأهم من ذلك أن هذه التظاهرات تعرف في كل طبعة حضورا قياسيا للجمهور ومن مختلف شرائح المجتمع، لا لشيء سوى للاستمتاع بفنيات وأهازيج هؤلاء المبدعين، الذين وببراعة منقطعة النظير، أدخلوا على هذه الرقصة الغربية ، مقاطع ووصلات غنائية جزائرية جميلة .. من جهة أخرى لا يمكن تجاهل فن شبابي آخر استطاع أن يحجز لنفسه مكانة هامة في المشهد الموسيقي الجزائري وهو طابع " الراب " ، الذي اعتمد بكثرة على الموسيقى الغربية و اللجة المحلية الشعبية لبلادنا ، يحكي من خلالها الشباب مشاكلهم وهمومهم و يسردون على وقع الموسيقى العصرية حكاياهم و قصصهم ، وهو ما أثر بشكل كبير على نفسية الجيل الجديد الذي تجاوب بقوة مع هذا اللون الشبابي الدخيل، وما أثار الانتباه في الآونة الأخيرة هو تقديم اغاني وطنية معبرة عن طريق " الهيب هوب " و " الراب " ، تحكي جلها عن فلسطين الجريحة ومعاناة شعب غزة من العدوان الصهيوني ، في حين قدمت بعض الفرق أغاني عن الفريق الوطني الجزائري ، ومنها من تغنت بالعديد من القضايا التي تهم الشباب، الأم، الأب، المرأة ومختلف المشاكل الاجتماعية وأدخل عليها رقصات " الهيب هوب "، التي أعطت جمالية إضافية لهذه القصائد التي كتبت بلغة ورسالة " الراب ".. وما هو مؤكد أن هذه الرقصة لم تكن معروفة في السابق لدى الجيل الجديد من الجزائريين، بل ولم يكن لديهم اهتمام بها، ولكن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي و الانترنت وحتى هجرة الكثير من الشباب الجزائريين إلى الخارج ، قام هؤلاء المبدعون ، بتعلم أبجدياتها و فنياتها، ليشكلوا بعدها العديد من الفرق الموسيقية ، التي أضحت اليوم محترفة ، وقادرة حتى على منافسة مختلف النوادي العالمية .