حالة طوارئ يشهدها صيادو ولاية عين تموشنت وحتى الولايات التي تمولها بمادة السمك وهذا إثر غياب شبه كلي للسمك الذي يقال بشأنه أنه هرب إلى الحدود الإسبانية وبالتالي لا يمكن تتبعه بصغار مركبات الصيد المتوفرة على مستوى ميناءي بني صاف وبوزجار. وقد وصل في هذا الإطار معدل بيع السمك من نوع السردين بداية الأسبوع الجاري إلى 300 دج والخورير إلى 250 دج والبونيطو ذو الحجم الصغير إلى 350 دج، أما الأنواع الرفيعة الأخرى فحدث ولا حرج عن سعرها الخيالي والتي لا تجد من يشتريها. ورغم أن أسواق عين تموشنت معروفة اقتصاديا بوفرة أسماكها الزرقاء فإن هذه الأخيرة لا توجد سوى بكمية قليلة، وقد اضطر البائعون خلال المدة الأخيرة للإتصال بالوكلاء لجلب هذه المادة من ميناءي مستغانم والغزوات وهو ما حدث أمس وأول أمس حيث ذكر في هذا السياق أحد الباعة الممتهن والمحترف العامل بالسوق المغطاة بحي العقيد عثمان أنه اشترى صندوقا من السردين من ميناء مستغانم بسعر 3500 دج ويحمل الصندوق كمية 15 كلغ من المادة، كما إشترى صندوقا من البونيطو بسعر 4 آلاف دج، وهو يرى أن هذه الأسعار مضاعفة على ما كانت عليه بمينائي بوزجار وبني صاف. وتضيف معلومات من ميناء عين تموشنت أن مركبات الصيد أصبحت لا تتزود بالأسماك منذ فترة طويلة مما جعل سعرها لا يبارح مكانه ولا يهبط عن 200 دج للكلغ وهذا راجع لعدة أسباب منها فترة التكاثر التي مرت بها الأسماك خلال 3 أشهر الماضية وهي المدة التي لا يسمح فيها بتاتا بعملية الصيد، أما حاليا فإن التيارات البحرية متوجهة نحو الحدود الإسبانية جلبت معها نسبة كبيرة من الأسماك. وفي حين ذكر بائع آخر محترف منذ أكثر من 20 سنة أنه يذهب يوميا بسيارته إلى ميناء بني صاف إلا أنه يرجع صفر اليدين وكل ما يفعله هو الاتصال بتجار الجملة بالغزوات ليقتني منه بضعة صناديق بأسعار جد مرتفعة. مع العلم أن نفس الظاهرة غياب السمك عرفتها الولاية خلال شهر رمضان الكريم حيث كان يتوجه المواطنون إلى الولايات الساحلية المجاورة لإقتنائه وهناك من كان يفضل السمك المجمد رغم غلائسه هو أيضا. ويترقب العارفون بأمور الصيد أن الوضعية ستزيد سوءا بحلول فصل الشتاء ورداءة الطقس مما يتعذر على الصيادين الخروج ميدانيا للصيد مع العلم أنه حاليالا يوجد إلا القليل من المركبات التي تقوم بعملية الصيد لأن جلها معطل ولم يجدوا لها قطع الغيار لإصلاحها وهو سبب آخر يضاف إلى مشكلة قلة السمك في ساحة الأسواق. مع العلم أن ميناء بني صاف به 267 قارب صيد من بينهم 64 قاربا عاديا و35 قاربا صيد السردين و168 قارب المهن الصغيرة ويوجد ميناء بوزجار 207 قارب منهم قاربين لصيد سمك التونة و51 قاربا عاديا و75 قاربا لصيد السردين و79 قاربا للمهن الصغيرة وعليه فقد وصل مجموع اليد العاملة في كلتا الميناءين إلى 498.4 سنة 2008 لترتفع السنة الماضية إلى 099.4. أما فيما يخص منشآت تدعيم الإنتاج فهناك على مستوى الولاية مسمكتين بمساحة 535.1 متر مربع ومصنعين لصناعة الثلج بقدرة 788 طن في السنة و15 غرفة تبريد بقدرة 467 م3 ومحطتين للتزويد.