تشير حصيلة نشاط مصلحة النظافة و التطهير لبلدية وهران لوحدها إلى تسجيل جمع ما بين 1800 و ألفين طن يوميا من النفايات خلال الفترة الحالية و رغم ذلك تبقى النقاط السوداء من حيث تجمع القمامة و انتشار الأوساخ بمختلف الأحياء و الشوارع المظهر الغالب على صورة المدينة التي كانت في هذا السياق حقل تجارب للعديد من السياسات التي اقترحتها و انتهجت تطبيقها كل المصالح التابعة لقطاع البيئة و النظافة بالولاية و التي تبقى لحد الآن تجارب فاشلة في ظل بقاء الوضع على حاله خاصة مع غياب الوعي و والحس الحضري الذي يتحمل منه المواطن جزء كبير من مسؤولية ما تعرفه وهران من انتشار أكوام القمامة في كل مكان من خلال عدم احترام مواقيت إخراجها و ذلك قبل فترات قصيرة من مرور شاحنات الجمع و عدم الالتزام بوضعها في حاويات التجميع و تكليف أطفال أحيانا بالعملية رغم عدم قدرتهم على أداء هذا الدور فيتركونها على الأرض على الأرصفة لتكتمل بعد ذلك حلقات الإهمال و عدم تحمل المسؤولية بتأخر دورية رفع النفايات التي يقوم بها أعوان النظافة و الذين يجمع البعض منهم ما كان بالأكياس ثم يرفع ما كان مشتتا بقطعة كرتون و يتركون ما أزعجهم فتبقى آثار الأوساخ حتى بعد إجراء عمليات الجمع و لن تتكرر الدورية إلى بعد مضي 24 ساعة أخرى تكون خلالها أكوام النفايات قد تراكمت و مشهد الأوساخ قد رسم بأبشع صوره فتتحول تلك النقاط السوداء مصدرا لجلب الباعوض الذي يحّول حياة السكان إلى جحيم فيشاركهم يومياتهم مثلما تصبح صورة أكوام النفايات مشهدا يتكرر باستمرار و إن لم يكن حال الجميع كون بعض الأحياء أحسن من أخرى فلا يمكن التعميم و قد لا يكون كذلك من حيث عدم احترام الكناسين لمواقيت عملهم و عدم أدائهم لعملهم كما يجب و في نفس الوقت غياب ثقافة حملات النظافة و مع كل هذه الأسباب تبقى النظافة ضيفا عزيرا لا يزور سوى الشوارع و الأنهج الرئيسية التي تمر منها مواكب المسؤولين ما يتطلب عملا أكبر ، أما عمليات الجمع و مخططات تسيير النفايات المنتهجة لحد الآن لا تزال غير كافية و إن كانت مهمة إذا ما تمعنا في حصيلة الجمع الهياكل المستعملة في العملية أمر يجعل المسؤولون على نظافة وهران يعتبرون عدم تعاون المواطن و إهماله لدوره في العملية و غياب الوعي و ثقافة الحفاظ على البيئة سببا رئيسيا في عدم فعالية كل الجهود المبذولة من طرف قسم النظافة و التطهير بالدرجة الأولى و التي صرح لنا مسؤوولها ببلدية وهران السيد والي رشيد بأن موارد بشرية و مادية هامة تستغل للحفاظ على نظافة وهران غير أن عدم تفهم و تعاون المواطن وعدم تحمله مسؤوليته في هذا المجال يجعل جزء هام من هذه الجهود تبذل دون نتيجة من خلال عدم احترام مواقيت رمي النفايات الذي يجب أن يتناسب ووقت مرور شاحنة التجميع حتى لا تتراكم النفايات مشكلة نقاط سوداء إضافة إلى قيام العديد من المواطنين برمي النفايات دون وضعها بالحاويات و عدم احترام توزيع مواقع التجميع التي يحدد عدد حاوياتها حسب التعداد السكاني للحي فيما يرمي سكان أحياء أخرى مجاورة بحاويات الأحياء الأخرى . في نفس السياق أكدت لنا مصادر ببلدية وهران بأن ثلاث دوريات تجميع تجريها شاحنات رفع القمامة حسب البرنامج الذي تعمل به البلدية المعنية في الوقت الحالي و هو ما يسمح برفع ما يقارب ألفين طن من النفايات يوميا من خلال توزيع 400 حاوية بمختلف القطاعات الحضرية كما تعمل على العملية 90 مؤسسة ببلدية وهران لوحدها تشغل 2000 عون نظافة... فهل هذه الأرقام غير كافية ؟