وقع الروائي الجزائري " عمارة لخوص " آخر رواياته تحت عنوان " مزحة العذراء الصغيرة في شارع أورميا " ، و هي الرواية الرابعة له المكتوبة باللغة الايطالية ، حيث فضل هذا الأخير التغلغل في العمق الاجتماعي و مظاهر التمييز العنصري من خلال قصة مؤثرة صقل فيها الكاتب تأثيرات هذه الظاهرة و تداعياتها السلبية في المجتمع الأوروبي ، وعبر سرد متقن يكشف " لخوص " عن ملابسات قضيته التي تجري أحداثها بحي " سلفاريو " بمدينة " تورينو " الواقعة شمال ايطاليا ، عندما اتهمت فتاة صغيرة تبلغ من العمر 15 سنة غجريين باغتصابها ، وهو ما خلف استنكارا وغضبا كبيرين لدى سكان الحي الذين قرروا شن حملة عنصرية كبيرة ضد " الغجر" بسبب هذه الجريمة الانسانية ، و لأن المشكل أخذ منحنى خطيرا و انعكاسات متفاوتة قرر " أنزور " البحث في القضية أكثر و القيام بتحرياته الخاصة لأجل الكشف عن الحقيقة ومعرفة فيما إذا كانت اتهامات الفتاة صحيحة ام أنها مجرد كذبة زائفة ، كل هذا يقودنا بطبيعة الحال إلى مسألة الهوية التي عودنا عليها الروائي الجزائري في جل كتاباته ، وذلك باعتماده على نص منسجم ومتناسق يحمل معاني خاصة ذات ايحاءات واضحة ودلالات بارزة . وما هو معروف عن نصوص الكاتب الجزائري " عمارة لخوص " أنها متماسكة وخالية من أية تعقيدات أدبية و بلاغية ، فهو يصوغ كتاباته وفق مقاييس معينة مستوحاة من ثقافته الواسعة بحضارة الشعوب الأخرى لاسيما الإيطالية منها ، و بالتالي إماطة اللثام عن قدرته على تصوير نمط عيشهم و سرد مشاكلهم وقضاياهم بدقة ، لدرجة أن نصوصه باتت مادة خام للكثير من المخرجين الايطاليين على غرار المخرجة " إيزوتا توزا " التي حولت روايته الناجحة المترجمة إلى عدة لغات أجنبية كالألمانية ،الإنجليزية ، الفرنسية والهولندية " كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك " إلى فيلم سينمائي افتك العديد من الجوائز العالمية أهمها جائزة " فيانو" الايطالية " ، كما كان لرواياته الأخرى حصة كبيرة من التتويجات الأدبية لاسيما روايته الشهيرة " صراع الحضارات من أجل مصعد في ساحة فيتوربو " الحاصلة على جائزة المكتبيين الجزائريين عام 2008 ، دون أن ننسى بطبيعة الحال رواية "البق والفرسان '' التي تعد أول رواية للكاتب ...