خرج الروائي الجزائري المغترب بإيطاليا عمارة لخوص عن المألوف معترفا لدى تقديمه لروايته ''كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك'' في إطار الدورة العاشرة لمهرجان الأدب العالمي الذي تستضيفه العاصمة الألمانية برلين إلى غاية ال 25 سبتمبر الجاري، أنه عندما يقرر شخص ما الهجرة، فإنه بذلك يكون قد وقع شهادة وفاة ثقافته الأصلية، ليولد من جديد في ثقافة جديدة، وعليه أن يقتنص الفرصة، ويبدأ حياة جديدة يعوض فيها ما فاته في حياته السابقة، وذلك من خلال تعلم لغة جديدة ونمط حياة آخر غير الذي كان علية. مضيفا أن حسابات الزمن لدى الإنسان في الحياة الجديدة تختلف عن سابقتها، حيث أنه يمكن للمهاجر فيها أن يتعلم في عام واحد بمعدل ما كان يتعلمه خلال عشرة أعوام قبل الهجرة. ويعتقد لخوص أن الهوية الجديدة لا يمكن لها أن تكتمل إلا بالاعتماد على العلاقة مع الآخر، حيث يتحقق التواصل الذي يحدث عنده التوازن في العلاقات، على حد وصفه. من ناحية أخرى، أصر عمارة لخوص على الظهور أمام المشاركين في مهرجان برلين للأدب العالمي كجزائري على الرغم من إصرار المنظمين تقديمه ككاتب إيطالي خصوصا أنه يحمل الجنسية الإيطالية ويكتب بهذه اللغة، حيث قال إنه من مواليد الجزائر العاصمة وخريج معهد الفلسفة بجامعة الجزائر عام 1994 ويقيم في العاصمة الإيطالية منذ عام ,1995 ليعرج صاحب رواية ''البق والقرصان'' الصادرة بالعربية والإيطالية سنة ,1999 بعدها على قراءة مقاطع من روايته ''كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك'' وهو العمل الذي استعرض فيه تجربته في إيطاليا، حيث أعاد كتابتها باللغة الإيطالية بعدما تم ترجمتها إلى عدة لغات أجنبية على غرار الألمانية والإنجليزية والفرنسية والهولندية، كما تم تجسيدها فيلم سينمائي من إخراج ''إيزوتا توزو''، الحائز على جائزة ''فلايانو'' الدولية للأدب عام .2006 واستعرض لخوص أحداث روايته قائلا إن أحداثها تدور بحي ''فيكتوريا'' الشهير في روما، والذي يسكنه كثير من المهاجرين؛ حيث يتعرض سكان إحدى عمارات الحي إلى مشاكل في المصعد، ومع اختلاف اقتراحات السكان والجيران لحل المشكلة، تبرز تلك الاختلافات التي تشكل تنوعا ثقافيا، إلا أن هذا التنوع والاختلاف الثقافي الذي تجسده كل شخصية من شخصيات الرواية في نظر عمارة لخوص ''بدلا من أن يكون عاملا للتواصل والتفاهم، يصبح مصدرا للصدام الذي يولد كوميديا سوداء''، على حد تعبيره