كانت مديرية التربية لولاية سيدي بلعباس قد استلمت قبيل الدخول المدرسي لهذا الموسم 7 مطاعم مدرسية جديدة ليصبح العدد الاجمالي لها 193 مطعما تقدم وجبات لأزيد من 60 ألف تلميذ عبر كامل القطر الولائي،ولكن رغم هذه الانجازات التي غطت النقص الكبير الذي كان مسجلا بالمطاعم المدرسية الا أن النقص يبقى قائما على مستوى اليد العاملة التي تبقى ضئيلة مقارنة بعدد المطاعم. والاكيد ان افتقار هذه المطاعم إلى الطاقم البشري من طباخين وعاملي نظافة يتسبب في تذمر التلاميذ من الخدمة الناقصة ومنه إلى التأثير على التحصيل العلمي الذي يرتبط بشكل مؤكد مع نوعية الطعام المتناول من لدن التلميذ، وفي هذا السياق طالب اولياء التلاميذ بضرورة اعادة النظر في نوعية الوجبة المقدمة لابناءهم سواء من حيث القيمة الغذائية او من حيث النظافة او من حيث طريقة طبخها مع الحرص على تنويعها وتقديمها بكميات تفي الغرض وتقديمها ساخنة لاسيما في فصل الشتاء. هذا ويعود سبب هذا النقص في التأطير البشري للمطاعم على مستوى الولاية هو أن أغلب العمال يشغلون هذه المناصب في إطار شبكة تشغيل الشباب و الذين يتوقفون عن العمل بعد فترة وجيزة بسبب عدم حصولهم على رواتبهم أو تذبذبها و عدم إنتظامها أو القيام بمشاريع اخرى أحسن ماديا لهم من العمل في المطاعم المدرسية بشكل مؤقت،ولعل عدم ادماج هذه الشريحة في مناصب دائمة اهم سبب لتخلي العمال عن مناصب عملهم، فأكثرهم خدموا القطاع لسنوات عدة تفوق الست سنوات ولم يتم ادماجهم ضمن مناصب مالية دائمة وهو ما يدفع الكثير من هؤلاء الى البحث عن ملجأ آخر أكثر ضمانا لهم خاصة وان غالبيتهم من الفئة المعوزة ويحتاجون الى العمل من أجل جني المال وسد مختلف الحاجيات. هذا وقد شهد الدخول المدرسي لهذا الموسم بعض الاضطرابات المترتبة عن الجو المكهرب الناتج عن الصراع الدائم و الحرب الكلامية القائمة بين النقابات والوزارة والتهديد بالاضراب مما خلق نوع من عدم الإستقرار لدى المعلم و التلميذ فكلاهما يتنقلون الى المؤسسات التعليمية مع إحتمال عدم العمل بالنسبة للأول و عدم الدراسة بالنسبة للثاني مما يؤثر على نوعية التدريس و صعوبة التلقي بسبب عدم الإستعداد النفسي لكليهما، لا سيما و أن إرهاصات صعوبة السنة بدأت تلوح في الأفق بدخول المقتصدين في إضراب بسبب المنحة البيداغوجية و ما أثاره ذلك من مشاكل عملية بالمؤسسات التربوية بسبب أهمية مركز المقتصد داخل المؤسسة التعليمية وقد أثر ذلك سلبا على توزيع الكتاب المدرسي والمنحة المدرسية على حد سواء. هذا واصطدم الدخول المدرسي بسيدي بلعباس ايضا ببعض الاحتجاجات من لدن التلاميذ على غرار الاضطراب في الدراسة الذي شهدته ثانوية "أوس بخالد" ببلدية سيدي خالد الاسبوع المنصرم بسبب رفض 18 طالب يقطنون ببلدية سيدي يعقوب الالتحاق بمقاعد الدراسة مرجعين ذلك الى بعد المسافة ونقص وسائل النقل وافتقار الثانوية الى مطعم.وكان هؤلاء الطلبة يزاولون دراستهم خلال السنة الفارطة بثانوية بلدية سيدي على بوسيدي الاقرب حسبهم من الثانوية المحولون اليها خلال هذا الموسم.