شرعت الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي في عقد ملتقياتها الجهوية تحضيرا للملتقى الوطني حيث احتضن المعهد الوطني للتمهين بمرافال بوهران الخميس الماضي الندوة الجهوية بالغرب الجزائري و التي ضمت عدة ولايات منها وهران، و سيدي بلعباس، و مستغانم، وسعيدة، و النعامة، والشلف ،وغليزان ،و تيارت ، ومعسكر ،و الجلفة ، أين انطلقت الأشغال في شكل ورشة مغلقة قرأ خلالها رئيس الشبكة السيد بغداد محمد تقريرا يتعلق بنشاط الشبكة منذ تأسيسها في مارس الماضي، ثم توالت قراءات رؤساء المكاتب للتقارير المعدة. وقد تناقش الحضور جملة من المسائل ذات الصلة بنشاط الشبكة مستقبلا . اللقاء حضره أيضا أعضاء عن المكتب الوطني وتجدر الإشارة إلى أن ندوة وهران تأتي بعد ندوة قسنطينة التي جمعت رؤساء مكاتب ولايات الشرق، فيما سيتم عقد ندوة الجلفة خلال الأسبوعين القادمين. وقال رئيس الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي محمد بغداد أن الشبكة هي صوت النخبة من إعلاميين و أدباء و شعراء و رسامين وكل الفاعلين في الحقل الإعلامي و الثقافي و هي روح الشباب الجزائري و في ظل ما يشهده العالم من تحول جذري و التطورات الهامة التي مست جوهر الإعلام بفعل التدفق الحر للمعلومات على جميع المستويات وجب على الجميع أن يتفاعلوا مع الشبكة لصناعة إعلام ثقافي جزائري أصيل والتخلي عن الجرعات الغربية تطلعا منها في النهوض بالثقافة و فرض معايير جديدة عن طريق تحرك ديناميكي ضاغط . و قد عرف الملتقي الجهوي للشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي حضور بعض الإعلاميين والأدباء و الأكاديميين أمثال الدكتور محمد داود من الكراسك و بعض الشعراء أمثال سميرة تومي من سيدي بلعباس و ام سهام من وهران و محمد مخفي من معسكر و غيرهم من الإعلاميين أمثال ايزة امال و خير الدين برببروس و أمين رحال. و للعلم فلقد شهدت الجزائر تأسيس "الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي" وهي الهيئة الأولى من نوعها، تسعى بحسب عرّابيها لصناعة مشروع ثقافي جديد يسعى لتفعيل كل الشرفاء والخيّرين وتجاوز ما سمتها "ضربات النخب المغشوشة" والانتقال بالحركية الإعلامية الثقافية المحلية نحو عوالم جديدة في جزائر الأمل. ووجّهت الشبكة نداء حارا إلى كل المثقفين الحالمين بإنجازات نوعية تضاف إلى مسيرة التراكم التاريخي المثمر والمؤثر الذي أنجزته الثقافة الجزائرية عبر حقبها المتوالية، كما أبرزت انفتاحها على جميع الباحثين في مختلف مؤسسات ومخابر البحث العلمي الباذلين لأقصى الجهود الفكرية، من أجل تواقيع أكاديمية تبقى راسخا في مسيرة المعرفة الإنسانية، تماما مثل كل الإعلاميين، المتوجسين احترافية، في إعادة الاعتبار للعملية الإعلامية الوطنية، والمتطلعين إلى تجربة مسايرة للاختراقات الاتصالية الكونية. وركّز رئيس الشبكة الكاتب و الإعلامي محمد بغداد على أنّ الشبكة تدعم كل المبدعين، في مختلف مجالات الإبداع الإنساني، المشرئب إلى القيم الجمالية المنشودة بشريا، فضلا عن اهتمامها بكل المهمّشين في ربوع الجزائر، ممن ينتظرون إزالة العراقيل، وكنس الحواجز من طريقهم، في خدمة بلادهم، فضلا عن كل الشباب من أبناء الجزائر من الأجيال الجديدة، الذين سيكون مستقبل البلاد ميدانهم ويرى كذلك رئيس الشبكة أنّ القدرات الرهيبة التي يمتلكها الجيل الجديد، كفيلة بتحقيق الكثير من الانجازات، خاصة إذا تم الاستثمار الصحيح، والفاعل في الطموح في التألق، والرغبة في النجاح، والإصرار على الانجاز، و أضاف أنّه تتلخص مبررات ميلاد الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي، في تلك الحاجة الملحة، للحالة التي يعيشها المشهد برمته، الذي يزداد يوميا انكماشا وترددا وانحصارا، عبر قلة الإنتاج، وسوء الترويج، وعدم القدرة على استيعاب الإبداعات الوطنية، والبعد عن مسايرة طموحات وتطلعات الأجيال الجديدة، من حيث الإبداع الفني والثقافي، أو من جهة الجغرافيا، التي تكشف لنا يوميا عن كنوز مهمة ونفيسة، بحاجة إلى فضاءات، وإمكانيات قوية لتكون مرافقة لها.وتقدر الشبكة أنّ كل مثقف وفنان، بحاجة إلى أن يتعلم ويتقن مهارات الترويج لإبداعاته، والتعريف الراقي بها، باعتبارها منتجا وطنيا، يندرج في التراكم التاريخي لهذا الوطن، ومساهمة مهما كان حجمها ومجالها، في تقديم إضافة نوعية إلى تألق الثقافة الجزائرية، والدفع بها إلى الانخراط في تاريخ المستقبل، ولن يتم ذلك، إلا إذا كان الجهد مندرج عبر سياقات ومشاريع جماعية، يكون فيها التواضع سيد الموقف، والرغبة في التطور الدافع الأول للمثقف والفنان، وهو ما تسعي إلى توفيرها الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي في مختلف مناطق الوطن.ويبقى طموح الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي التي نصبت إلى حد الآن 41 مكتبا في كل القطر الجزائري ، في الانتقال بالحركية الإعلامية الثقافية الوطنية، نحو العوالم الجديدة، التي تمتاز بالذكاء في التصور، والدقة في العمل، والبراعة في الانجاز، وأن تنتقل من زمن الصحفي الموظف، إلى عالم الإعلامي المثقف، الذي بإمكانه أن يكون حلقة مهمة في مسيرة التجربة الإعلامية الثقافية الوطنية، ذات الامتدادات التاريخية المشرقة.