أنهى حجاج بيت الله الحرام الثلاثاء قبيل غروب الشمس نسك رمي الجمرات بمشعر منى متوجهين الى المسجد الحرام حيث أدوا طواف الإفاضة مختتمين بذلك أيام الحج في أجواء مفعمة بالإيمان والخشوع الى الله. وأمضى الحجاج مدة خمسة أيام في المشاعر المقدسة بدءا بمشعر منى اين قضوا يوم التروية اقتداءا بسنة الرسول "ص" ومنه النفرة الى صعيد عرفة " للوقوف بها في يوم الحج الأكبر"الموافق للتاسع من ذي الحجة. و قد اصطفت جموع الحجيج على اختلاف لهجاتهم وثقافاتهم بلباس إحرام واحد متضرعين ومبتهلين إلى الله عز وجل طالبين منه الرحمة والمغفرة وصلاح أحوالهم في الدنيا والآخرة. وبعرفات أدى الحجاج الميامين صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واقامتين وعكفوا على تلاوة القران الكريم وطلب الاستغفار والدعاء خصوصا وان هذا اليوم صادف يوم الجمعة المبارك. وبعد مغيب الشمس غادر الحجيج عرفة مؤدين بذلك الركن الأعظم من مناسك الحج ومتجهين نحو مزدلفة التي تقع بين عرفات ومنى حيث فضل بعضهم المشي راجلا فيما اغتنم آخرون فرصة وجودهم بالحافلة في الدعاء والذكر والاستغفار الى ان حطوا متاعهم بمزدلفة اقتداء بسنة النبي محمد "ص" وأدوا صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا والتقطوا الحصيات استعدادا للتوجة الى منى في ال 10 من ذي الحجة. وبعد ساعات معدودات التحق الحجاج تباعا بمشعر منى أين غصت المخيمات بهم حيث قاموا برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات والتي تزامنت مع فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك والشروع بعدها في نحر أضحية العيد والحلق والتقصير ومنه التحلل الأصغر. واستقر ضيوف الرحمن بمنى طوال ايام التشريق الثلاثة التي بدات من ثاني ايام العيد الموافق ل 11 من ذي الحجة اذ أن المبيت بمنى واجب من واجبات الحج وقاموا برمي الجمرات الصغرى فالوسطى ثم الكبرى بسبع حصيات مع التكبير في كل رمية والتوجه الى الله بالدعاء بعد كل جمرة. وجاز للحجاج المتعجلين الاكتفاء برمي الجمرات ليومين فقط فيما بقى غير المتعجلين برمي الجمرات الى غاية اليوم ال 13 من ذي الحجة مبتدئين بالصغرى والوسطى والكبرى لإتمام نسك الرمي لليوم الثالث. وقد استطاع الحجاج من أداء هذا الركن بهدوء ودون ازدحام مستفيدين بذلك من التنظيم المحكم لمنشاة الجمرات من قبل السلطات السعودية والتي تسع بعد مشروع التطوير لحشود هائلة من الحجيج فيما قامت قوات الأمن بتحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين عبر مسارات متعددة للجسور المؤدية للجمرات . يذكر ان البعثة الجزائرية للحج قامت بتسخير كافة الإمكانيات اللازمة لهذه النفرة من حيث النقل والأطباء تيسيرا للحجاج على أداء هذه الشعيرة . وغادر الحجاج على دفعات مشعر منى أملين في العودة لها مجددا متجهين نحو الحرم المكي لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة والتحلل الأكبر ومنه الاستعداد الى العودة الى أوطانهم فيما سيتجه آخرون لاحقا إلى زيارة المدينةالمكرمة والمسجد النبوي الشريف. ومن المقرر إن يعود أول فوج للحجاج الجزائريين الأربعاء إلى أرض الوطن بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج.