كشف والي ولاية سيدي بلعباس السيد "محمد الأمين حطاب" بأن مقياس الولاية من حيث توزيع المساحات الخضراء يبقى ضئيلا و لا يستجيب للمقاييس الوطنية ، حيث صرح في محضر مداخلته خلال لقائه مع الإعلاميين نهار أمس بمقر الولاية عن 0.69 متر مربع من المساحات لكل مواطن وهو ما دفع السلطات الوصية إلى اطلاق برنامج موسع لخلق مساحات خضراء تستجيب لمقاييس التهيئة الحضرية و لمتطلبات المواطن البلعباسي الذي –كما قال- ينشد المساحات الخضراء ، و يطمح إلى إستغلالها و الخروج للتنزه بحكم العوامل التاريخية و المناخية التي تحتم الاحتياج إلى الفضاءات الخضراء ،وهو الذي يدخل في إطاره أيضا مشروع تهيئة الحديقة العمومية الواقعة بحي الساقية الحمراء لتكون قبلة للعائلات ، وفئة الرياضيين...وستصبح حسب الوالي بعد الانتهاء من أشغال التهيئة نموذجا مصغرا عن حديقة التجارب"الحامة" بالعاصمة ، و قال الوالي أن هذا المكان المهمل سيصبح مرفقا يحتذى به بعدما كان مرتعا للشباب الجانح . و في سياق ذي صلة أردف المسؤول التنفيذي الأول عن الولاية بأن مؤسسة "نظيف-كوم" ستدخل نهاية شهر أكتوبر حيز النشاط ، و ذلك بعد الإنتهاء من عمليات التهيئة الجارية على مستوى المقر الذي سيحتضن هذه المؤسسة ريثما يتم تقرير مكان ملائم لها ، و حسب تصريحات الوالي و كمرحلة أولى سيتم استغلال 20 شاحنة من أجل رفع القمامة لضمان التسيير الحسن للنفايات المنزلية و التدخل التدريجي من النقاط السوداء لقطع الطريق نهائيا لانتشار القاذورات ، و تهيئة محيط نظيف لعيش المواطنين عبر الأقاليم الحضرية . أما في الشق المتعلق بملف السكن أوضح السيد حطاب بأن هذا الملف تم التحكم فيه نسبيا بعدما تم إعادة إسكان عدد لا يستهان به من المواطنين القاطنين بالوحدات السكنية الهشة و البيوت القصديرية التي كانت منتشرة في جوانب المدينة عاصمة الولاية و بعض البلديات كسفيزف مثلا ، كاشفا عن حصة سكنية ب 45 ألف وحدة لا تزال قيد الإنجاز بمختلف الصيغ و على رأسها الصيغة الإجتماعية الإيجارية و الترقوي المدعم ، و أيضا حصة سكنات وكالة التحسين و التطوير الحضريين "عدل" . هذا و أشار السيد الوالي إلى عملية التهيئة التي ستمس عدد من البنايات القديمة التي تم إحصاؤها مؤخرا في إطار برنامج ترميم السكنات القديمة الذي أطلقت المصالح البلدية و المقدر عددها ب8 آلاف بناية قديمة ، كما أكد المتحدث أيضا على تهيئة مرتقبة لمرافق أخرى على غرار القصور المهملة حيث أشار أن مصالح مديرية الثقافة قد إسترجعت قصرين ينتظر تهيئتهما في القريب العاجل ، و ذلك في إطار الإستراتيجية المحلية ل‘إعادة الوجه الحقيقي للمدينة المشهورة بكثرة قصورها و تبقى العملية مستمرة لفائدة قصور أخرى سيتم إسترجاعها ، إلى جانب إعادة الإعتبار لمقر "دار الصحافة" بن عيسي أمير الذي تنقصه عمليات تهيئة داخلية لكي يستجيب للمقاييس المهنية التي تحسن من ظروف عمل الصحفيين الممثلين لشتى العناوين المكتوبة ، ناهيك عن إنشاء اللجنة الولائية المكلفة بالهندسة و التعمير التي يرجى من مهامها خدمة الجانب العمراني و الجمالي للمدينة عاصمة الولاية و البلديات الكبرى ، بعيدا عن فوضى العمران و تثمينا للمقاييس الحضرية المتعارف عليها . أما عن "مشروع القرن" كما أسماه والي الولاية و المتعلق بتهيئة مجرى واد مكرة فإن الدراسة ستكون جاهزة في المستقبل القريب و التي يرجى من خلالها إعادة تثمين هذا المرفق على شاكلة ما تم على مستوى واد الحراش بالعاصمة ، حيث تشرف على هذه الدراسة التقنية مؤسسة كورية كلفت بصياغة دراسة تهيئة شاملة لمجرى الواد من أجل تحويله لفضاء ترفيهي بامتياز بعدما كان طيلة سنوات مقترنا إسمه بالتلوث البيئي .