شهدت مدينة وهران خلال السنوات الأخيرة انجاز العديد من المشاريع الهامة والضخمة لاسيما منها المشاريع السكنية والتي ساهمت في توسيع المدينة وخلق أحياء جديدة ما تطاب برمجة انجاز كامل المرافق المكملة لضمان توفير الخدمات للسكان غير أن مثل هذا الإهتمام بمشاريع التطوير الحضري لمدينة وهران لم تحظ به بشكل كاف مشاريع إنجاز وتهيئة مواقع الترفيه التي يحتاج إليها المواطن خاصة أيّام العطل الأسبوعية والنسوية وكذا العطل المدرسية إذ غالبا ما تفشل العائلات لتمضية هذه العطل بسبب نقص هذه المواقع وعدم وجود مرافق ترفيه راقية توفّر كافة الخدمات عدى بعض مساحات لعب الأطفال المنتشرة ببعض الأحياء والتي حولتها العائلات في ظل النقص الموجود إلى مواقع ترفيه عائلية كمساحة اللعب الموجودة بالقرب من ملتقى الطرق الدائري لثانوية العقيد لطفي والذي يتحول أيام العطل إلى موقع لإستقبال العائلات رغم أنه مجرد مساحة صغيرة للعب الأطفال بل إنّ بعض ملتقيات الطرق الدائرية هي الأخرى تحوّلت إلى مساحات راحة واستجمام في ظل نقص مواقع الترفيه كملتقى فندق الشيراطون وملتقى الصديقية وغيرها من هذه المواقع غير المخصصة في الأصل لهذا الغرض فهي مجرّد مساحات خضراء مهيئة غير أن النقص الموجود في مراكز الترفيه ومساحات الإستجمام مقابل رغبة العائلات أيام العطل في الخروج والترويح عن نفسها رفقة أطفالها خلف هذه السّلوكات الخاطئة حتى أن بعض المشاريع المسجلة والتي انطلقت بعضها والتي تخص انجاز بعض هذه المرافق إما توقفت أو تعطلت أشغالها لأسباب مختلفة حاولنا من خلال هذا التحقيق التعرف عليها خاصة وأننا على أبواب العطلة المدرسية الربيعية والتي تحتاج خلالها العائلات الى ايجاد أماكن ملائمة لتنظيم خرجات استجمام لفائدة أطفالها بعد ثلاثي كامل من الدّراسة ولعلّ أهم ما يشير التساؤل ويجلب الإهتمام حول أهمية هذا الموضوع هو وجود عدد من المشاريع الهامّة جدا في هذا الإطار حتى أن أشغال بعضها انطلقت وأخرى تعطلت فيما أن البعض الآخر لا يزال متوقعا على إنهاء دراسات إنجازه التي شرع في تحضيرها منذ سنوات فيما لم تر النور لحدّ الساعة رغم حاجة المدينة لها من جهة وأهميّة هذه المشارع وتأكّد نجاحها إن إنجزت من جهة أخرى. * مشاريع معطّلة منذ سنوات من أهم هذه المشاريع مشروع موقع الترفيه بضاية مرسلي الذي يتضمن انجاز مساحات استقبال وإستجمام على ضفة السّبخة التي تعتبر منطقة رطبة يقصدها عددا كبيرا من الطيور النادرة ما يجعل منها مشروعا ناجحا لمساحة استجمام خلابة لاسيما وأنها قريبة من النّسيج الحضري وتتربع على مساحة كبيرة كما أن المشروع يتضمن إنجاز جميع المرافق الضرورية من تجهيزات لإستقبال العائلات ومساحات لعب للأطفال ومواقف للسيارات ومرافق خدمات غير أنّ المشروع تأخّر بفعل عدم إنتهاء دراسة إنجازه التي أكدّت لما مصادر حولها بأنّها لم تسلم بعد مع العلم أنّها انطلقت منذ سنتين فيما أن المشروع مسجل للإنجاز وهو ما يتحدد حسب مضمون هذه الدراسة التي ستؤكد امكانية تجسيد مختلف البنايات والتجهيزات التي يتطلبها كما أن التأخر مردّه صعوبة الأرضية المحاذية وكذا تغيير معطياتها الطبيعية ما تطلب وقتا لانجاز الدراسة، نفس التأخر عرفه مشروع موقع الترفيه »القنيطرة« الجاري إنجازه عبر طريق الميناء الرابط بين ملتقى الطرق لحي جمال الدين والمحاذي لمقر مديرية سوناطراك ومحول زبانة وهو موقع ترفيه منجز داخل مساحة جبلية وسط النسيج الحضري كما أنه يتضمن إنجاز هياكل إستقبال مهيئة وشلالا مائيا اصطناعيا ما يجعل منه موقع ترفيه جيّد رغم صغر مساحته وتأخر تسليم هذا المشروع كان بسبب تخلي شركة سوناطراك عن إنجازه والتي قد تحول الإشراف عليها لفائدة مديرية التعمير التي ستتابع الأشغال من جديد بعد أن توقف لعدة أشهر. ومن تم فإن الخلل الواقع والمسبّب للنقص الفادح في وجود مواقع الترفيه بمدينة وهران لا يتحدد بنقص المشاريع المبرمجة أو المسجلة انما بالمشاريع المنجزة وبوتيرة الأشغال التي تأخذ أكثر ممّا تحتاج بداية من الشروع في إنجاز الدراسة إلى غاية الإنتهاء بتسليم المشروع ذلك أنّ الحديث عما استفادت منه وهران في هذا الإطار يؤكد على وجود مشاريع هامة بدليل وجود برامج جديدة ومشاريع أخرى ضخمة مسجلة ولم تنطلق بعد. * حظيرة خضراء بنهج الملينيوم من أهم الحظيرة الخضراء المبرمج انجازها عبر طريق الملينيوم والمشروع انطلقت دراسته منذ سنة يتضمن انجاز مساحات خضراء، مساحات لعب للأطفال، ومواقع استقبال ومن تم سيكون موقع ترفيه هام يخصص للعائلات ما يسيساهم في التخفيف من النقص المسجل في هذا المجال، دراسة المشروع لاتزال محل الإنجاز فيما من المقرر أن تسلم قبل نهاية السنة الجارية لتنطلق أشغال انجازه حسب مضمون الدراسة المنجزة حوله والتي سيتم على أساسها تحديد هياكل المرفق وميزانيته. من جهة أخرى وفي إطار تطبيق مشروع التطوير الحضري لمدينة وهران الذي باشر في تجسيده والي الولاية الجديد السيد بوضياف عبد المالك طالب هذا الأخير من مسؤولي بلدية وهران اعداد بطاقة ثمينة حول تهيئة »منتزه ليتون« وكذا بالتنسيق مع إدارة حديقة الحامة بالجزائر العاصمة للإستفادة من تجربتها في إعادة تجديد هذه الحديقة عن طريق الإستعانة بأخصائيين في هذا المجال للتمكن من إنجاز تهيئة هذا المنتزه مع العلم أنه استفاد من أشغال تهيئة جزئية منذ 3 سنوات تضمنت عمليات تنظيف وفتح مداخل كما تم تأمين المنتزه ما ساهم في إعادة فتحه من جديد لإستقبال الزوار، وبخصوص مشروع التهيئة الجديد فقد أكد لنا مسؤول قسم التخطيط والتعمير لبلدية وهران بأنه شرع في هذه البطاقة التقنية ما سيسمح بمباشرة المشروع بعد الحصول على ميزانية انجازه على مساحة تزيد عن 6 هكتارات. وفي ذات السياق كان الوالي قد أشرف منذ بضعة أسابيع على افتتاح حديقة المرشد بعد أن خضعت أشغال التهيئة والتزيين على مساحة 4 هكتارات بعد أن كانت مهملة لسنوات وهذا بانجاز مساحات لعب للأطفال، ملعب كرة قدم، كما تم تسييج الحديقة وتشجيرها ما كلف صرف ميزانية قدرها 15 مليون دينار حسب تصريح نفس المسؤول. غير أن الملاحظ من خلال جملة المشاريع التي استفادت منها مدينة وهران في مجال مواقع الترفيه أنّ أغلبها يتعلق بمشاريع صغيرة تخصّ مساحات لعب للأطفال فقد فيها أن المشاريع الضخمة المخصصة لانجاز مواقع ترفيه راقية مخصصة للعائلات تعدّ على الأصابع كمشروع ضاية مرسلي مثلا بدليل انجاز عدد كبير من ساحات لعب أطفال عبر مختلف الأحياء وهو أمر يبقى إيجابي خاصة في ظل التوسع العمراني الذي تعرفه المدينة. * الإهتمام بمساحات لعب الأطفال إذ يوجد في هذا السياق عدد كبير من المشاريع منها ما برمج وما يجري انجازه وما انجز وسلم كحديقة العثمانية التي سلمت أشغال إعادة تهيئتها منذ حوالي 15 يوما وكلّفت 5 ملايين دج والتي تمّ ترميمها إضافة الى موقعين للعب الأطفال بحي الدارالبيضاء التي كلفت إعادة تهيئتها 650 مليون سنتيم وكذا مساحة لعب زائد مساحة خضراء بحي سان جورج بكاسطور كلّفت أشغال تهيئتها 300 مليون سنتيم كما ستسلم بعد بضعة أيّام حسب تصريح مسؤول قسم التخطيط والتعمير لبلدية وهران أشغال تهيئة مساحة لعب بحي العقيد لطفي كلفت 8 ملايين دينار أما فيما يخص المشاريع الجديدة فتأتي في مقدمتها مشروع تهيئة حديقة سيدي امحمد عبر طريق فندق الشيراطون حتى طريق ملتقى الطرق الدائرة لثانوية العقيد لطفي فقد حصلت بلدية وهران على ميزانية قدرها 27 مليون دينار لإنجاز الشطر الأول من هذا المشروع وهذا لتهيئة حوالي 1 هكتار من هذه الحديقة بانجاز مساحات للعب، مساحات خضراء ومواقف للسيارات فيما سيخصص شطر آخر لتهيئة 6 هكتارات المتبقية من هذه الحديقة مع العلم أن الموقع استفاد السنة الفارطة من أشغال تهيئة مماثلة في جزئه القريب من إقامة الباهية وقد كان موقع ترفيه جالب للزوار بسبب وجود هياكل استقبال ونشاطات تجارية لخدمتهم غير أنها توقفت بسبب رفض التجار دفع مبالغ الإيجار ممّا تطلب توقيف هذه الأنشطة من جانب آخر كشف ذات المسؤول عن الشروع في إعداد بطاقة تقنية لتهيئة حديقة الإزدهار الموجودة بمحاذاة حي عمارات إيطاليا على مساحة 2 هكتار وهو مشروع سينطلق نهاية السنة الجارية. جميع هذه المشاريع تبقى هامة وإيجابية غير أنها تبقى غير كافية في ظل عدم وجود مواقع ترفيه ضخمة وهامة بحجم أهمية المدينة السياحية والإقتصادية.