أمضى أنصار وفاق سطيف أول أمس ليلة بيضاء عقب تتويج رفقاء زياية بلقب رابطة أبطال أفريقيا 2014 لأوّل مرة في تاريخ الكرة الجزائرية ، و هو التتويج الذي انتظره ملايين الجزائريين الذين تابعوا إياب النهائي على الأعصاب سواء من داخل الملعب أو من خارجه. و جاء إحراز الوفاق للقب القاري كامتداد لإنجازات الكرة الجزائرية التي تعيش أجمل أيامها بداية بمشوار المنتخب الوطني في كأس العالم و وصولا إلى تأهّله الممتاز إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2015 ، حيث أصبحت الكرة الجزائرية سيدة القارة الإفريقية بامتياز و هو ما جعلها تكسب احتراما و اعترافا دوليا واسعا . تتويج "النسر السطايفي" برابطة الأبطال فتح أمام الكرة الجزائرية المجال لإنجاز آخر و هو أوّل مشاركة لفريق جزائري في كأس العالم للأندية ، و التي ستجرى من 10 إلى 20 ديسمبر المقبل بالمغرب إلى جانب أندية ريال مدريد الإسباني و المغرب التطواني المغربي و أوكلاند سيتي النيو زيلندي و كذلك وسترن سيدني الأسترالي و كروز أزول المكسيكي و سان لورنزو الأرجنتيني. مضوي يخالف التوقّعات و يكسب الرّهان أكّد مدرب وفاق سطيف خير الدين مضوي من خلال إحرازه للقب القاري على أن المدرب المحلي قادر على قيادة الكرة الوطنية نحو مزيد من الإنجازات التي عجز عن تحقيقها مدربين أجانب ذوي خبرة أمثال روجي لومير و إرفي رونار و غيرهم. و خالف خير الدين مضوي جميع التوقّعات التي لم ترشحه للوصول حتى إلى المباراة نصف النهائية ، حيث عرف كيف يقود فريقه في هدوء نحو التتويج بأغلى كأس قارية ، مزيحا عن طريقه أندية لها خبرة طويلة على رأسها تي بي مازمبي الكونغولي. كما أبهر المدرب السطايفي الجميع بثقافته التكتيكية التي وظفها أحسن توظيف في مباراتي النهائي ،و التي صنعت الفارق الذي منح رفقاء بن يطو التاج القارّي. رايات مولودية وهران و ترجي مستغانم و فرق أخرى حاضرة إكتظّ ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بآلاف الأنصار من مختلف جهات الوطن ، حيث شوهدت رايات للعديد من الأندية من بينها مولودية وهران و ترجي مستغانم و اتحاد سطيف و عين كرمس ، بالإضافة إلى شباب عين وسارة و شباب عين فكرون و مولودية العاصمة و غيرها. و بمختلف ملاعب الوطن التي احتضنت مباريات الجولة التاسعة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى مساء أول أمس قبيل انطلاق لقاء سطيف و فيتا كلوب ، ردد أنصار الأندية الأخرى عبارة "إن شاء الله الفوارة شومبيوني" ، ما يؤكّد على أن وفاق سطيف تمكن من لم شمل جميع أنصار الأندية الجزائرية بفضل الإنجازات القارية و الإقليمية التي يحققها من فترة إلى أخرى. تنظيم محكم لعملية دخول الأنصار كانت الساعة تشير إلى 9:15 عندما تمّ فتح أبواب ملعب مصطفى تشاكر في وجه الأنصار الذين قضى عدد كبير منهم الليلة في الحدائق المحاذية للملعب ، و ما لوحظ بعين المكان أن عملية دخول الأنصار تمّت بصفة منظّمة و بعيدا عن الفوضى ، و امتلأ الملعب بشكل شبه كلّي في حدود الساعة 15:00 حيث خلت الشوارع المحاذية للملعب من الأنصار على الساعة 16:00 . و خصّص جانب من مدرجات المنعرج للأنصار الكونغوليين الذين كان عددهم قليلا جدّا . أنصار الوفاق يطالبون بكأس العالم ردّد أنصار الوفاق مطوّلا عبارة "الشعب يريد لاكوب دافريك" أثناء المباراة التي جمعت أشبال مضوي بفيتاكلوب الكونغولي ، و بعد تتويج النادي السطايفي بالكأس الأفريقية رفع الأنصار من حجم مطالبهم حيث ردّدوا هذه المرّة "الشعب يريد لاكوب دوموند" . و سيكون الوفاق ممثلا للجزائر و أفريقيا في منافسة كأس العالم للأندية شهر ديسمبر المقبل بالمملكة المغربية. و في حال بلوغه المباراة النهائية فقد يصطدم بالعملاق الإسباني ريال مدريد المتوّج برابطة أبطال أوربا 2014 ، و هو ما يعني أن التتويج باللقب العالمي يعدّ حلما صعب المنال في ظل نقص خبرة الوفاق في هذه المنافسة. إدخال الألعاب النّارية رغم التّفتيش الدّقيق رغم التفتيش الدقيق الذي خضع له الأنصار قبل التحاقهم بالمدرّجات إلّا أن العديد منهم تمكّن من إدخال الألعاب النارية و قام بإشعالها أثناء و بعد المباراة . و تجدر الإشارة في هذا السياق أن الإتحادين الدولي و القاري لكرة القدم لا يسمحان بإدخالها ، و قد يتعرّض وفاق سطيف إلى عقوبات مالية من قبل "الكاف" لكن هذه العقوبات ، إذا جاءت ، لن تؤثر على الوفاق الذي حقق إنجازا عظيما لن يشعره بأي شيء غير حلاوة التتويج. "الكاف" تمنع الصحفيين من التصوير طبّق الإتحاد الأفريقي لكرة القدم قوانين حقوق التصوير بحذافيرها ، حيث قام أحد أعضاء "الكاف" الذي تواجد بالمنصة المخصصة للصحافة بمنع الصحفيين من تصوير لقطات فيديو للمباراة بأجهزتهم الخاصة ، موضّحا إياهم بأن ذلك هو حق حصري محفوظ لشركة خاصة فقط . و دخل نفس الشخص في مناوشات مع بعض الصحفيين الذين إعترضوا على تصرّفه و اعتبروه مبالغا فيه . معاناة الصحافة المكتوبة بملعب البليدة تتواصل مثلما جرت عليه العادة ، وجد رجال الصحافة المكتوبة صعوبات جمّة بعد نهاية المباراة ، حيث أغلقت جميع الأبواب في وجوههم إلى حين ولوج اللاعبين و المدربين غرف تغيير الملابس ، و لم يتمّ السماح للصحافة المكتوبة بإجراء حوارات مع اللاعبين على الساخن ، يحدث هذا في ظل غياب مرشد مكلّف بالإعلام رغم أهمية المباراة.