استفز الخطاب الأخير لملك المغرب يوم السادس نوفمبر الصحراءَ الغربية شعبا و قيادة و قد اعتبره كثير من المتتبعين لشأن النزاع بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب ( البوليساريو ) انقلابا صريحا و واضحا من طرف القصر الملكي على مواثيق الأممالمتحدة و مهام بعثة المينورسو من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية و تقرير مصير شعبها المحتل منذ تسع ٍ و ثلاثين سنة من طرف المغرب . و في رد فعل عنيف من قِبل جبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي قالت هذه الأخيرة أن إمكانية العودة إلى حمل السلاح و الحرب أمر وارد بنسبة كبيرة واصفة خطاب ة ملك المغرب بالمتعنت و المتمرد على قرارات هيئة الأممالمتحدة التي تحاول إيجاد حلول للنزاع منذ عديد السنوات . و ندد بدوره المنسق الصحراوي لدى بعثة هيئة الأممالمتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية محمّد خداد بهذا الخطاب معتبرا إيّاه متعنتا و تمردا على الهيئة الأممية . خدّاد الذي تحدث في أشغال الندوة الأوربية التاسعة و الثلاثين لتنسيق التضامن مع الشعب الصحراوي في مدريد أضاف أن مجلس الأمن الأممي يدعم طبقا لقراراته جهود مبعوث المينورسو كريستوفر روس و مواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل يأخذ في الحسبان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره و الاستفادة من ثرواته و تأسف للدور السلبي الذي يلعبه المغرب و ابتعاده المفضوح من أجل عدم التعاون مع هيئة الأممالمتحدة . و كان وزير الخارجية الصحراوي محمّد سالم ولد السالك قد صرّح حسب وكالة الأنباء الجزائرية أن في حال عدم انصياع المغرب للوائح الأممية فلا يوجد خيار آخر أمام الشعب الصحراوي سوى العودة إلى الحرب مع المغرب . وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية من أجل حمل المغرب للانصياع للشرعية الدولية و لوائح الأممالمتحدة واستئناف المفاوضات و تسهيل مهام كريستوفر روس من أجل التوصل إلى تنظيم الاستفتاء و تقرير المصير . و كانت جبهة البوليساريو قد نددت بالخطاب الذي جاء مهددا للشعب الصحراوي و حاملا إياه على العودة إلى الحرب في المنطقة من أجل استرداد حفه المهضوم. و طالبت الجبهة هيئة الأممالمتحدة بالإسراع من أجل وضع حد لهذا التعنت الخطير و إلزام المملكة المغربية بالامتثال للوائح الأممية و مقتضيات القانون الدولي و حقوق الانسان في حين قالت الجزائر على لسان وزير الخارجية رمطان لعامرة أنّ المنطقة المغاربية في حاجة إلى تجسيد مهمة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية التي تقع على عاتق هيئة الأممالمتحدة . و كان الامين العام لهيئة الاممالمتحدة بان كي مون قد ندد في آخر تقاريره بالوضعية المزرية التي تتميّز بها حقوق الانسان في الصحراء الغربية بفعل الانتهاكات التي يطبقها النظام المغربي في المنطقة . و قد نصّ التقرير الأممي أن الهدف النهائي يبقى المراقبة الدائمة و المستقلة و غير المنحازة لحقوق الانسان في الصحراء المغربية كما تطالب به منظمات حقوقية عبر العالم . و أمر بالتجديد لبعثة المينورسو و تعزيزها ب 15 مراقبا عسكريا و كان المغرب و لا يزال يرفض ترؤس كريستوفر روس لبعثة المينورسو و يحتفظ بذكرى سيئة للتجديد لهذه الهيئة الأممية العام الماضي و يرفض توسيع مهامها لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و التي تعاني تسلط المخازنية على السكان الذين يُكال لهم بمكيالين .