تشير تقارير المنظمات الدولية للصّحة بأن حمّى الإيبولا تزداد توسّعا بالدول الموبوءة غرب القارة الإفريقية بحيث تتضاعف أعداد المصابين به و الوفيات يوما بعد يوم و هو ما هزّ العديد من دول العالم و خاصة المجاورة للمناطق التي تعتبر مصدر العدوى الأصلي و هي غينيا و ليبيريا و نيجيريا و سيراليون . و ما يثير القلق أكثر هو تدهور الوضع الصّحي بهذه المناطق و عجز حكوماتها عن السيطرة على الوباء و التحكم في العدوى و هو ما يضع الكثير من دول العالم في حالة تأهب قصوى لمكافحة حمّى الإيبولا و منها الجزائر التي شرعت منذ إعلان المنظمة العالمية للصحة عن عودة هذا الداء الخبيث بإكتشاف أولى بؤره يوم 23 مارس المنصرم بليبيريا بتفعيل جهاز المراقبة و الإنذار لمواجهة الوباء عبر كامل مؤسسات الصحة و خاصة بمراكز المراقبة الطبية عبر الحدود و إلى غاية اليوم تؤكّد مديرية الوقاية على مستوى وزارة الصّحة عدم تسجيل أي حالة لهذا الداء ببلادنا لكن إجراءات تقوية المراقبة عبر الحدود قد اتخذت للتكفّل الفعّال بأي حالة مشكوك فيها قد ترد إلينا من البلدان الموبوءة و برغم كل هذه الجاهزية و الرقابة الصّحية يؤكّد بعض الأطباء المختصين في الأمراض الوبائية بأن احتمال دخول فيروس إيبولا إلى الجزائر ضئيل جدّا لأن العدوى لا تنتقل إلاّ في حالة الإتصال المباشر بالشخص المريض من خلال السوائل التي يفرزها جسمه و عبر الدم أيضا و العلاقات الجنسية أيضا أو بلمس أغراضه أو ثيابه لذلك فإن الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى هم الأطباء و شبه الطبيوّن أو عائلة المصاب قبل عزله و تضيف ذات المصادر أيضا بأنه في حالة انتقال شخص حامل للفيروس من البلدان المذكورة إلى الجزائر فسيكتشف بفضل أجهزة المراقبة الطبية الموضوعة عبر الموانئ و المطارات و الحدود البرّية و هذا بالإعتماد أكثر على أجهزة قياس حرارة الجسم لأن فيروس إيبولا يسبب في بداية الإصابة حمّى مفاجئة و مرتفعة تعادل أو تفوق 38.5° بالإضافة إلى أعراض أخرى تظهر للعيان تمكن الفرق الطبية المجندة عبر الحدود من عزل الحالات المشكوك فيها ثم نقلها إلى المصالح المجهّزة لاستقبال الحالات سواء بالمراكز الإستشفائية أو غيرها و بالنسبة لوهران فإن أي حالة ترد إليها توجّه مباشرة إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بن زرجب حيث يوجد غرف العزل و كل وسائل الوقاية الضرورية الخاصة بالطواقم الطبية أضف إلى ذلك تقول ذات المصادر بأن الجزائر ليس لها حدود مع البلدان الموبوءة فلا يمكن لحامل الفيروس أن يصل برّا دون أن يفتك به المرض أمّا مالي فسجلت حالات و يتمّ التحكم فيها بمنع انتشار العدوى .و فيما يخص الحالة التي اكتشفت باسبانيا فهي ممرضة انتقلت إلى إحدى البلدان المتضررة في إطار تطوعي لكنها شفيت تماما و لم تسجّل بعدها أي حالة أخرى بأوروبا و الأهم من ذلك أن الجزائر ليست مركز عبور للكثير من الدول الإفريقية عكس ما يحدث ببعض المطارات شمال القارة و برغم بقاء بلادنا حتى الآن في منأى عن هذا الوباء الذي يفتك بأرواح الآلاف يقول الأطباء المختصون،الخطر قائم و لو بنسب ضئيلة لذلك فإن التقيّد بالإجراءات الوقائية و كل توصيات وزارة الصحّة في إطار جهاز المراقبة و الإنذار الذي نصّب شهر أفريل المنصرم ضروري جدّا و خاصة بالوسط الطبّي