تعتبر ولاية ادرار، ولاية فلاحية بالدرجة الأولى، إذ أنها تزخر بثروات طبيعية هائلة مكنتها لان تصبح رائدة في هذا المجال، وتتمثل هذه الثروات في التربة الخصبة ووفرة المياه، ناهيك عن المناخ الملائم الذي يسمح بنمو عدد كبير من المزروعات خاصة أشجار النخيل، فالمنتوج الأساسي الذي تشتهر به ولاية ادرار يتمثل في التمور،وفي هذا السياق أكدت مصادر مسؤولة من مديرية الفلاحة لولاية ادرار، بان المساحة الإجمالية التي تتركز فيها عملية غرس النخيل تقدر ب 2754 هكتار، فيما قدر إنتاج هذه المادة خلال إحصاء 2013، 2014 أكثر من 900 ألف قنطار، علما ان عدد النخيل الموجود بولاية ادرار، يزيد عن مليونين و600 ألف نخلة. إنتاج النخلة الواحدة يقارب 25 كلغ في حين تصل أصناف النخيل بالمنطقة 364 صنف، حسب الدراسات التي أجراها باحثون من معهد الأبحاث الزراعية بأولاد عيسى بادرار، مع العلم ان معدل إنتاج النخلة الواحدة يتراوح من 21 إلى 25كلغ تتوزع أصناف التمور بولاية ادرار على مناطقها الثلاثية، قورارة توات وتيديكلت، بنسب متفاوتة منها ما هو صنف رئيسي ومنها ما هو ثانوي ومنها ماهو نادر ومنها ماهو ناتج عن نخيل النواة وهي أصناف رديئة غالبا، ونذكر من هذه الأصناف، بنغلوف،الشيخ، تفازة، فرانة، اقاز، احرطانة،تزرازي، تيناصر، مسعودية، تنقور، تندكان، تمليحة، تنجدل، تزيزاو، واكيلي، يخال، الشيخ احمد، الصبع، بوصبيع، دقلة هذا النوع الأخير من التمور يمتاز بحجمه الكبير الذي هو بحجم بيضة الدجاج، كما يمتاز ايضا بالمحافظة على صلاحيته لفترة طويلة، ونظرا لهذه الخصائص التي يمتاز بها هذا النوع من التمور، كان المجاهدون. ***طلمين الأولى في إنتاج الحميرا إبان ثورة التحرير المظفرة، يتزودن به وكان غذاؤهم الوحيد مع الماء، للإشارة، ان هذا الصنف لا يوجد إلا بمنطقة طلمين، ان أهم أنواع تمور ادرار وأكثرها إنتاجا، النوع المتميز المصطلح على تسميته محليا بالحميرا والذي يحتل المرتبة الأولى في إنتاج هذه المادة الحيوية الغذائية الهامة، التي تستهلك مباشر، كما يمتاز هذا النوع أيضا من التمور بالمحافظة على صلاحيته لمدة طويلة تفوق السنة دون تخزين أو تعليب أو استعمال أية مواد أخرى، لكل صنف من التمور مميزاته،فالحميرا ذات لون بني محمر، رطب نضجها سبتمبر وتمثل 3/1 انتاج ولاية ادرار من التمور. تقربوشت:ثمرة جافة، لونها بني فاتح، مقاومة لمرض البيوض، ولها قيمة تجارية عالية نضجها في نهاية سبتمبر. تناصر، ثمرة جافة لونها بني فاتح، سهلة للحفظ، تتحول إلى مسحوق وقليلة الاستهلاك، وعادة ما يصدر هذا النوع الى دولتي مالي والنيجر في اطار التجارة بالمقايظة. بمخلوف: ثمرة رطبة ونضجها يكون في شهر جويلية، وتستعمل رطبة قبل الانتشار، ولايحفظ وكثير الاستهلاك، احرطات: ثمرة تؤكل طازجة مباشرة بعد الجني ذd أهمية تجارية متوسطة. تينقور: ****اللقاح على وقع أذكار دينية و محلية لجني منتوج وفير ينضج في نهاية أوت، الثمرة نصف جافة من التمور الباردة، حساس البيوض، كروي الشكل صغير الحجم.تزرزيت: تمور طازجة تحفظ على شكل معجون، نضجها في أكتوبر، انتشارها متوسط، فرانة: تمور رطبة تنضج في شهر جويلية، وقصد ضمان منتوج أوفر بمختلف واحات النخيل بولاية ادرار الشاسعة، تشهد هذه الواحات في الفترة الممتدة ما بين شهر فبراير وافر يل عملية واسعة للتلقيح أو ما يسمى محليا بالتذكار، ويشارك فيها كافة أفراد عائلة الفلاح، وعملية التلقيح هذه هي عملية طبيعية علمية ويقصد بها اخذ عقد اللقاح، من ذكر النخلة ووضعه بعناية فائقة في وسط عرجون النخلة، وعن قيام الفلاح بهذه العملية، يردد جملا دينية على ايقاع محلي، كذكر اسم الله والصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم تبركا بها للحصول على منتوج وفير، فمصطلح التذكار، هو جامع بين الذكر الحميد وعملية التلقيح هذه الأخيرة هي أهم عملية للحصول على تمر جيد، وللفلاح دور هام في تكملة هذه العملية، وعملية التذكار هذه مرتبطة بتلقيح كل النخيل، نخلة نخلة وعرجونا عرجونا بمجرد ظهوره، ومهما يكن فان نجاح هذه العملية، يعني ضمان منتوج أوفر ونوعية أحسن، ويعتمد معظم سكان ولاية ادرار على التمر كونه مصدر للعناصر الغذائية( سكرياتن بروتيناتن فيتامينات) فهو يحتوي على 70 بالمائة من السكريات السريعة الهضم وبعض الفيتامينات منها ( فيتامين (ء ) فيتامين 1،فيتامين2، فيتامين6) ويحتوي كذلك على الحديد والفوسفور والبوتاسيوم والكبريت والنحاس والمغنيزيوم ، ويمد التمر الصائم بالطاقة في اقل مدة بعد تناوله له، للعلم ان 100 غرام من التمر تعطي 350 حريرة، وقد جاء هذا في القران الكريم في سورة مريم الاية 24، 25، فلو كان هناك غذاء أفضل من التمر مما يدل على ان تمر النخلة يعد غذاء جيدا وكاملا، وقد الفت عدة كتب تتحدث عن قيمة التمر الغذائية، ويتعرض نخيل التمور غالى العديد من الآفات والأمراض التي تؤثر سلبا على مردودية الإنتاج *****البيوض فطر خطير يهدّد النخلة ومن هذه الأمراض ما هو ضعيف الأثر وما هو قوي الأثر، ومنها (البيوض) وهو مرض فطري نسيجي داخلي لنخيل التمر، ومن أعراضه على الجريد، يتلوث العرق الوسطي للجريدة، ويتحول إلى اللون الرمادي ثم تجف نهائيا، أما على السعف يبدأ الجفاف من الأسفل إلى الأعلى ببطء وفي الجانب من الجريدة ثم ينتقل من الأعلى إلى الأسفل، ويجف المحور وتصبح الجريدة ذات شكل معوج ولونها البيض وتصبح كالريشة المبلولة وسببه فطر قيوزامى يعيش في التربة، ظهر المرض بالمغروب عام 1890 في بلدة بودنيب، تقدم لمناطق أخرى حسب الترتيب الزمني التالي ثم بالمغرب 1898، بني ونيف بالجزائر في نفس السنة، بشار 1900 ببني عباس 1908، تبلبالة 1912، ادرار عامة 1930، تاغيت 1932، عين صالح 1941، متليلي 1950، غرداية 1965، المنيعة 1978، أغلى، أولف، رقان خلال الثلاثين عاما الماضية ومن الامراض الخطيرة التي تصيب ثروة نخيل التمر في ادرار، والذي لا يقل تأثيره عن ذلك الذي يسببه مرض البيوض، مرض العنكبوت الأحمر والمعروف محليا باسم ( بوفروة)، هذا المرض يصيب مباشرة التمرحيث تظهر حشرة صغيرة تشبه العنكبوت وتقوم بتخريب التمرة منذ بداية ظهورها، وهو مايجعل عملية محاربتها مرتبطة زمنيا بالشهور الواقعة بين افريل، وآوت، وهي الفترة التي تفضل بداية تكون الثمرة ونضجها، وامام استفحال هذا المرض وانتشاره الواسع عبر البساتين والمستصلحات الفلاحية، ****حملة للقضاء على الأمراض مست 57 آلف نخلة شرع مؤخرا مركز حماية النباتات بمديرية الفلاحة بادرار، في حملة للقضاء على المرض وحسب رئيس المركز فقد مست الحملة لحد ألان أكثر من 57 آلف نخلة من بين 300 ألف نخلة التي تشملها العملية، وفي نفس السياق يقوم المعهد المتوسط الفلاحي بتيميمون بتنظيم دورات تكوينية. ومن اجل إعادة الاعتبار لهذا المنتوج الفلاحي ذي الطابع الاقتصادي والاجتماعي والتراثي للمنطقة، تقام هذه الأيام بدار الثقافة والفنون بمدينة ادرار التظاهرة الأولى من نوعها والخاصة بعيد التمور بمبادرة من السلطات الولائية وإشراف المصالح الفلاحية بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية وشركاء القطاع من خلال تنظيم معرض خاص بهذه المادة التي تشتهر بها ولاية ادرار والتي يفوق عددها 305 صنف موزعة على مختلف الجهات كما تتضمن التظاهرة أنشطة فكرية وعلمية حول إنتاج وتسويق التمور وظروف تخزينها عن طريق التبريد إلى جانب ورشات تتناول أهم الحلول الممكنة للحفاظ على التمور والبحث عن بدائل لإيجاد أسواق على المستوى الوطني والعالمي. وتعرف التظاهرة مشاركة أساتذة وباحثين من تسع جامعات وطنية وكذا المعهد الوطني للأبحاث الزراعية.