* 700 إصابة جديدة بالجزائر في 2014 * 200 حالة وسط الأطفال * 24 ألف حامل محتمل للفيروس لا يزال فيروس فقدان المناعة المكتسبة السيدا مشكلا حقيقيا يهدّد الصّحة العمومية بسبب تزايد عدد المصابين به سنة بعد سنة و الأرقام التي تكشف عنها الجهات المختصة دليل على خطورة الوضع حيث بلغ الأمر إلى حدّ إصابة رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر تقول مصادر مسؤولة من مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بن زرجب و قد اكتشفت حالته منذ أيّام فقط في حين بلغ عدد الأطفال الحاملين لهذا الفيروس حوالي 200 طفلا بكامل الجهة الغربية للوطن حسب الأرقام التي كشفت عنها ذات المصلحة بإعتبارها هذه الجهة الغربية للوطن في التكفل بمثل هذه الحالات. و تبيّن الإحصائيات بأن معدّل الإصابة بالولايات الغربية هو الأعلى عبر التراب الوطني فمن أصل 700 حالة جديدة سجّلت هذه السنة ببلادنا فإن حوالي 436 حالة منها وردت إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بن زرجب و هذا يعني بأن ازيد من 65 بالمائة من الحالات تسجّل بغرب البلاد و تتكفل ولاية وهران لوحدها ب 30 بالمائة من الحالات التي ترد إلى ذات المصلحة كما أن الأرقام الوطنية تبيّن ايضا بأن كل يومين تشخّص حالة جديدة لداء السيدا دون احتساب الأشخاص الذين يجهلون إصابتهم به. وما يثير القلق هو الحالات غير المصرّح بها حيث ذكرت مصادر طبّية من المرصد الجهوي للصّحة بوهران بأن المشكل المطروح حاليا هو الإحصاء بحيث أن الأرقام الحقيقية غير مصرّح بها و لا تمتلكها المنظمة العالمية للصّحة رغم أن عدد الحالات المؤكّدة بالجزائر منذ ظهور الوباء إلى يومنا هذا بلغ 8930 حالة منها 2789 يتم علاجها بوهران. و لهذا السّبب طالب المرصد الجهوي بتقارير دقيقة و أسبوعية حول كل الأمراض المصرّح بها إجباريا حتى تتوفّر صورة واضحة عن الوضع العام للأمراض المعدية و خاصة الأوبئة. و حسب دراسة أعدّها المرصد يحتّل السيدا اليوم المرتبة الأولى من بين الأمراض الأخرى المتنقلة عبر الجنس من حيث عدد الإصابات فهو يمثّل نسبة 57.5 بالمائة ثم يأتي بعدها داء السيفيليس بنسبة 42.6 بالمائة و هذا عبر 10 ولايات غربية و هي وهران و مستغانم و سيدي بلعباس و عين تموشنت و تيارت و غليزان و معسكر و تلمسان و سعيدة و تيسمسيلت. و يعتبر داء فقدان المناعة المكتسبة من بين الأمراض الخطيرة و الخبيثة بالعالم بسبب قدرة الفيروس على الإختفاء بجسم الإنسان و التحوّل فقد أظهرت الدراسات الحديثة بأن له قدرة عجيبة على التحوّل فلا يظهر له أثر عند إجراء تحاليل الدم و هو ما ترك الكثيرين يشكّون في إمكانية الشفاء منه. و إذا كان المصاب بالسيدا لا يظهر اي أعراض فلأنّه حامل إيجابي للفيروس و بالجزائر يحتمل أن يرتفع عدد الحاملين الإيجابيين إلى 24 ألف شخص ممّن يكونون مصابين و لا يعلمون و هنا تكمن الخطورة فهؤلاء يعتبرون مصدر عدوى حقيقية لأن بإمكانهم نقل المرض إلى أشخاص آخرين عن جهل و بالتالي غياب الوقاية. و لهذا السّبب أطلقت مصلحة الوقاية بولاية وهران منذ أمس حملة توعية و تحسيس من هذا الوباء المتفشّي بشكل مقلق عبر العالم فهي تدعو كل شرائح المجتمع إلى إجراء فحص تشخيصي بهدف مجابهتة و تدوم الحملة طيلة شهر ديسمبر تتنقّل من خلالها فرقاً طبّية إلى مختلف المؤسسات التي تكون فيها احتمالات العدوى كبيرة فيوم أمس خصّص لنزلاء المؤسسات العقابية و منها سجن وهران و مركز إعادة تأهيل البنات بحي الصديقية. و اليوم سيخصّص لعمّال الصّحة بالمركّب السياحي بالأندلسيات و يتواصل العمل اليوم بمركز التكوين المهني بالسانيا حيث سيحظى المتكوّنون بدرس نظري للتوعية من مخاطر المرض و كيفية الوقاية منه أما يوم الأربعاء فسيوجّه عمل الأطباء نحو مركز إعادة التربية الخاص بالنساء و مركز الأحداث بقديل . و خلال الفترة الممتدّة ما بين 4 إلى 30 ديسمبر سيكون التركيز على الجامعات و المدارس مع تنظيم أبواب مفتوحة بالمؤسسات الصحية و وحدات حماية الأمومة و الطفولة و كذلك على مستوى غرفة التجارة و الصناعة لوهران و هذا لفائدة ممتهني الحلاقة لأن محلاتهم غالبا ما تكون مصدر لنقل العدوى بإعتبار أن الفيروس ينتقل عبر الدم أيضا . كما ستوجّه حملة التحسيس إلى دور الشرطة ليخصّص يوم 30 ديسمبر لتقييم برنامج العمل و النتائج التي توصّل إليها فريق الأطباء .