أعلن الأستاذ عبد الوهاب ضيف رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى القطار بالجزائر العاصمة، عن وضع برنامج وطني لتشخيص داء السيدا لدى النساء الحوامل بالجزائر بهدف تفادي انتقال العدوى للأجنة من أمهات حاملات لهذا الفيروس. وأكد السيد ضيف في نفس السياق، أن (وزارة الصحة التزمت بإخضاع كل النساء الحوامل إلى تشخيص عبر كامل التراب الوطني بهدف تفادي انتقال العدوى للأجنة من أمهات حاملات لفيروس السيدا). وفي هذا الشأن أوضح هذا الطبيب المختص أن آجال هذا البرنامج قد حددت لسنة 2015، داعيا إلى توفير للسلك الطبي المختص (أطباء أمراض النساء والممرضين) كل الوسائل الضرورية التي من شأنها تغطية مجموع الأشخاص المعنيين بالعملية. ومن المفروض أن يمس هذا البرنامج أكبر عدد من النساء الحوامل عبر التراب الوطني بما أن (من 90 إلى 95 بالمئة من هذه النسوة تلدن في وسط طبي) حسب قوله. من جهة أخرى أكد الأستاذ ضيف على النشاط الإعلامي الذي بفضله يمكن تنفيذ هذا البرنامج الطموح بنجاح من طرف مستخدمي قطاع الصحة المعنيين. السيدا الذي يوصف بمرض العصر، لا يزال يتسبب في وفيات بالجزائر بسبب التشخيص المتأخر، وأوضح نفس المختص أن السيدا لم يعد مميتا بالبلدان المتطورة غير أنه لا زال يتسبب في وفيات بالجزائر لأن المريض لا يتوجه إلى مراكز التشخيص إلا عندما (تصل مناعته إلى المرحلة الأخيرة) و (تتطور العدوى). وذكر المختص وهو رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة السيدا بأن عدد حاملي الفيروس الذين تم إحصاؤهم إلى غاية ديسمبر 2011 بلغ 3280 على الصعيد الوطني مقدرا عدد الوفيات بسبب السيدا بحوالي 2000 حالة منذ اكتشاف هذا الداء في الجزائر في 1985. ويرى الأستاذ ضيف أن الجانب (الخفي) للداء هو الذي يبعث على الانشغال مما يعني أن آلاف (حاملي فيروس السيدا المحتملين) الذين لا تظهر عليهم أية (أعراض خارجية) بإمكانهم أن ينقلوا العدوى إلى أشخاص آخرين، وألح في هذا الصدد على الجانبين التربوي قصد كبح تطور المرض والوقائي من أجل حماية (الأشخاص الأكثر عرضة للمرض) من السيدا. ويرى الاختصاصي أن الوقاية والتحسيس حول المرض (يعني) عدة قطاعات وليس قطاع الصحة لوحده، موضحا أن قطاعات التربية والتعليم العالي والاتصال والعدالة كلها معنية بالأمر، كما تأسف لكون مرض السيدا محاطا ب (طابوهات) في مجتمعنا مما يشكل حسبه عائقا كبيرا للتقليص من تفاقم المرض. برنامج وقائي ضخم وسط المناطق الريفية والتلاميذ انطلقت نهاية الأسبوع حملة للتحسيس والوقاية من داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) في أوساط سكان المناطق الريفية والبعيدة بولاية عنابة وذلك بمبادرة لجمعية (أنيس) لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس والسيدا وترقية الصحة بالتعاون مع الخلايا الجوارية لوكالة التنمية الاجتماعية حسب ما لوحظ. وتستهدف هذه الحملة -التي تنظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة السيدا الذي يصادف الفاتح من ديسمبر من كل سنة- سكان مناطق (بئر النصرة) و(ذراع الريش) ببلدية واد العنب و(بوزيزي) ببلدية سرايدي بالإضافة إلى التجمعات السكانية لبلدية الشرفة الريفية. كما سيتم خلال هذه الحملة التي تنظم أيضا بالتنسيق مع المركز المرجعي للتكفل بالأمراض المتنقلة عن طريق الجنس والسيدا ترقية نشاطات جوارية للفحص الطبي والكشف عن الأمراض المزمنة غير المتنقلة كداء السكري والضغط الدموي وأمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى الكشف عن حالات الإصابة أو حمل فيروس فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) في أوساط سكان الريف. وسينشط خلال هذه الحملة الصحية الجوارية لقاءات مباشرة مع سكان هذه المناطق وخاصة فئة الشباب منهم قصد التوعية والتحسيس والتعريف بطرق تنقل العدوى وسبل الوقاية منها. وستدوم هذه الحملة التي ستشرف عليها فرق متعددة الاختصاصات (صحية واجتماعية ونفسانية) وتشهد أيضا عرض أشرطة مصورة حول مرض السيدا إلى غاية نهاية شهر ديسمبر المقبل. وهران هي الأخرى كانت مع الحدث، إذ من المقرر انطلاق قافلة لتحسيس تلاميذ 50 ثانوية حول داء السيدا، والتي ستجوب قافلة للإعلام والتحسيس حول داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، 50 ثانوية بوهران لتوعية التلاميذ حول أخطار هذا المرض حسبما علم لدى مديرية الصحة والسكان. وتتشكل هذه القافلة التي ستزور المؤسسات التربوية من 10 إلى 18 ديسمبر القادم من طبيب عام وآخر مختص في الصحة المدرسية وأخصائيين نفسانيين وإمام وممثلين عن الحركة الجمعوية وفقا لما أفادت به رئيسة مصلحة السكان. وسيتم أيضا توعية المواطنين من خلال تنظيم أبواب مفتوحة تتضمن معارض بعدة ساحات عمومية بحي (سيدي الهواري) وبالقرب من مقر مديرية الصحة والسكان وبلديتي بوتليليس وعين الترك وبملتقى واجهة البحر، فضلا عن توعية الجمهور العريض بالمطار الدولي أحمد بن بلة كما أشير إليه.