تسجل الجزائر سنويا 700 حالة إصابة جديدة بداء نقص المناعة المكتسبة، فيما وصل عدد حاملي الفيروس إلى حوالي 9 آلاف حالة حسب إحصاءات وزارة الصحة، إلا أن هذه الأرقام تبقى غير دقيقة بسبب عدم الإبلاغ من طرف المرضى نظرا لطبيعة المرض الذي يبقى طابوها بمجتمعنا، حسب الآنسة زهرة بن يحيى، رئيسة جمعية «سيدا الجزائر» في لقاء مع «المساء»، داعية في هذا الصدد المواطنين، وخاصة الشباب إلى التوجه إلى المراكز الاستشفائية من أجل الكشف المبكر لهذا الداء الذي تبقى الوقاية منه أحسن علاج. وأضافت المتحدثة أن الجمعية تقوم على مدار السنة بحملات للتوعوية والتحسيس بخطر انتقال هذا الداء، وذلك في مراكز الشباب والمؤسسات التربوية والجامعات والإقامات الجامعية وغيرها. وشملت الحملة 7 ولايات في انتظار تعميمها على باقي الوطن. كما أشارت المتحدثة إلى أن فريق العمل يشرف على تنشيط لقاءات مباشرة مع الشباب لتعريفهم بمخاطر السيدا مع شرح واف لطرق الإصابة والوقاية منه. وتندرج هذه الحملة في سياق الاستراتيجية الوطنية لتحقيق هدف «صفر إصابة بالسيدا.. صفر انتقال العدوى من الأم للطفل» التي أقرتها وزارة الصحة ضمن الخماسي 2013-2015. الخطر الذي يهدد الأجيال في أول ديسمبر من كل عام، يحيي العالم يوم مكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة «السيدا»، وهذا للتذكير بهذا الخطر الذي يتهدد الأجيال. وبالرغم من انخفاض نسبة الوفيات بسبب الداء بفضل توفر العلاج الثلاثي، إلا أن الأرقام تشير إلى ارتفاع نسبة المصابين، إذ تشير إحصائيات البرنامج الأممي المشترك المعني بالسيدا (انوسيدا) في 2013، إلى أن العالم يحصي اليوم 35 مليون شخص، متعايشا مع فيروس السيدا، يعيش ثلثا العدد في إفريقيا جنوب الصحراء. وتعتبر إفريقيا الجنوبية أكبر المناطق التي تسجل فيها الإصابات أرقاماً مرتفعة، فكل شخص من أصل 6 يحمل الفيروس. وتشير الأرقام الرسمية في الجزائر، إلى أنه تم إحصاء ما يقارب 9 آلاف حالة إصابة بالسيدا منذ ظهوره أول مرة في البلاد سنة 1985م، وبالضبط 8930 إصابة إلى غاية 30 سبتمبر 2014، بتسجيل ارتفاع متوازن في عدد المصابين سنويا بتحقيق 700 إصابة جديدة في السنة، بنسبة إصابة متساوية بين الجنسين. واستنادا للأرقام المقدمة من طرف نفس الجمعية، فإن الجزائر تحصي حوالي 7000 إصابة بين الأطفال الأقل من 15 سنة و33 % من حالات الإصابة الإجمالية تمثل الفئة العمرية 15-24 سنة. وتعمل جمعيات شبابية على نشر التوعية بين فئات المجتمع خاصة منها الشباب لتطويق هذا الداء الذي يهدد صحة الأجيال، ومن ذلك الحملة الوطنية المقررة في 15 ديسمبر بولاية تمنراست في إطار البرنامج المشترك مع الانوسيدا والصندوق الأممي للسكان . ومن بين ما سجلته «سيدا الجزائر» خلال حملاتها التوعوية، ارتباط حالات الإصابة بفيروس السيدا بحالات العنف، تشير زهرة بن يحيى إلى أن الحملة العالمية «16 يوما لمكافحة العنف» التي شاركت خلالها الجمعية عبر العديد من الفعاليات عبر الوطن، قد مكّنتها من ربط الآفتين معا، إذ سجلت بن يحيى بعض الحالات لنساء كن ضحايا عنف جنسي سواء من أقارب أو أجانب وأصبحن بعدها حاملات للفيروس، ومن ذلك تشير زهرة لحالة إمرأة في الثلاثينات أصيبت بالفيروس وتسببت في نقله لطفلها بسبب حملها للعدوى من زوجها المتعدد العلاقات الجنسية. وذكرت كذلك حالة شابة في العشرينات كانت ضحية عنف من طرف أخيها الذي حلق شعرها عنوة، وبسببه هربت الفتاة من بيت أهلها ثم عملت كبائعة هوى وأصيبت بالعدوى وتعمل على نقلها.. وهي حالات من بين المئات التي سجلناها ضمن قوافلنا التحسيسية، وهذا يفسر اعتماد «الأنوسيدا» هذه السنة لحملتين متجاريتين، الأولى لمناهضة العنف ضد المرأة والثانية لمكافحة انتشار فيروس السيدا تقول زهرة بن يحيى . جدير بالإشارة أن الاحتفال الرسمي باليوم العالمي لمكافحة السيدا، يكون في الفاتح ديسمبر بولاية وهران هذه السنة، بمشاركة العديد من الفاعلين في مجال الوقاية والتحسيس بخطر الداء، تحت شعار «من أجل جيل خالٍ من السيدا».