أجمع المشاركون في "وارك شوب" دولي حول أسواق الغاز الطبيعي بالعالم المنظم منذ أمس بفندق الميريديان على ضرورة الوصول إلى توافق وطني حول إشكالية الطاقة بالجزائر خصوصا مع إنهيار أسعار البترول و هيمنة الولاياتالمتحدةالأمريكية على الأسواق بإنتاجها للغاز و النفط الصخري ما جعلها تتحول من مستهلك إلى أوّل منتج بالعالم ،و حسب الخبراء في علوم الإقتصاد و بناء على المعطيات و الرهانات الحالية فإن الجزائر من بين الدول المتضررة من هذا الوضع فاعتمادها الحصري على عائدات المحروقات سيجعلها تعيد حساب ميزانياتها التي قامت حتّى الآن على قيمة 90 إلى 110 دولار للبرميل لكن سعر البرميل نزل إلى أدنى مستوياته و هو ما ما دفع الدولة إلى اقتطاع جزء من صندوق ضبط الموارد و في هذا الشأن يقول نائب رئيس المجلس الوطني الإجتماعي و الإقتصادي مكيداش مصطفى بأن صندوق ضبط الموارد مكّننا من مجابهة إرتفاع العجز في الميزانيه حتى الآن عكس دول كثيرة لا تملك مثل هذه الآليات و بدأت تتضرّر من ركود سوق النفط لكن الفرصة المتاحة للجزائر لن تدوم طويلا لذلك حان الوقت للتوصّل إلى إجماع وطني للخروج من الأزمة المحتملة إذا ما بقي الوضع على حاله و من أهم الحلول الموجودة بيد الدولة هو ترشيد النفقات و إعادة بناء الميزانية عن طريق إعادة النظر في قانون المالية و لما لا رفع أسعار الغاز و أشار السيد مكيداش في إلى أموال الدّعم التي يجب أن توجّه للفئات المحتاجة فقط بدل تعميمها مثلما هو معمول به حاليا مضيفا بأن على الجزائر إستغلال مكانتها كأكبر مشتري لدى بعض الدول و من أهمّها الصين لتبيع لها الطّاقة ،خصوصا و أن من الخطط المرسومة في هذا القطاع هو مضاعفة إنتاج الغاز لتعزيز تواجدنا في الأسواق العالمية و فيما يخص الغاز الصخري يقول ممثّل الكناس بأنه طاقة متوفّرة ببلادنا و من الضروري استغلالها لكن الإنتاج يتطلّب إستثمارات ضخمة و مصدرها هو عائدات المحروقات و نفس الشيء بالنسبة للطاقات المتجدّدة و نحن اليوم بحاجة إلى حلول لمواجهة العجز على المدى القريب و أهمّها وقف التبذير و بالنسبة لقرار منظّمة الأوبيب الأخير القاضي بالحفاظ على سقف إنتاج البترول يقول ذات المتحدّث بأنّه لا يخدم مصلحة الجزائر و البلدان التي في وضعها فبقاء الإنتاج لن يساهم في استقرار الأسعار و في تدخّله قال الأستاذ مبتول عبد الرحمن من جامعة وهران بأن علينا الإسراع في إيجاد بدائل لمواجهة العجز في الميزانية تفاديا لتكرار الأزمة التي مرّت بها الجزائر في 1986 وللإشارة فإن "وارك شوب" يتواصل اليوم بمشاركة مختصين من عدّة دول أجنبية منها تركيا و فرنسا و الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى جانب أساتذة من جامعات وهران و تلمسان و ورقلة و ممثلين عن وزارة الطاقة للحديث عن التحديات التي تواجه سوق الغاز الطبيعي في ظل اعتماد دول كثيرة على البدائل و منها الغاز الصخري و الطاقة النووية و غيرها