لن تتمكن الجزائر وفنزولا من إقناع الدول الأعضاء في منظمة الأوبك التي تجتمع الخميس المقبل ب30 مليون برميل في اليوم، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها هذه الأخيرة جراء انهيار سعر برميل النفط إلى ما دون 80 دولارا، في ظل سيطرة السعودية وفرضها لقوانينها على السوق الطاقوية، وإصرار أمريكا ضرب روسيا وإخضاعها، في وقت يتوقع خبراء ومتابعون لأسواق النفط العالمية أن لا يسفر اجتماع "الأوبك" عن النتائج المرجوة من طرف الجزائر وحلفائها، خاصة أن الحلف المشكل أساسا من الجزائر، فنزولا وإيران ليس لهم وزن كبير في المنظمة، عكس السعودية التي يمثل إنتاجها 35 بالمائة من إجمالي إنتاج المنظمة. وأكد الخبير الطاقوي والاقتصادي الدولي عبد الرحمن مبتول في تصريح ل«البلاد" أن سعر برميل البترول لن يفوق 80 دولارا في المرحلة الراهنة باعتبار أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل على الضغط على روسيا وإخضاعها، لاسيما أن هذه الأخيرة لجأت إلى الغاز الصخري كبديل عن البترول مما ساهم بشكل كبير في انخفاض أسعار هذا الأخير، مضيفا أن الجزائر وفنزويلا تستعدان لإقناع دول منظمة "الأوبك" بتخفيض إنتاجها من المحروقات في الفترة المقبلة خلال اجتماع المنظمة المرتقب في 27 نوفمبر الجاري بفينا الذي تعول عليه الدولتان، إضافة إلى إيرانوروسيا، لإعادة استقرار أسعار الذهب الأسود التي هبطت إلى أدنى مستوياتها، مستبعدا عودة سعر برميل البترول إلى 100 دولار، مشيرا إلى أن تراجع أسعار النفط بنسبة قاربت 30 بالمائة يهدد ميزانيات العديد من الدول المنتجة للنفط، لاسيما الجزائر باعتبار اعتماد اقتصادها على عائدات المحروقات. من جهته، قال الخبير الاقتصادي والمالي كمال رزيق "إن بسط السعودية نفوذها وفرض قوانينها من خلال مضاعفة إنتاجها جعل أسعار النفط تتراجع إلى مستويات دنيا لم تشهدها الجزائر منذ سنوات، مما سيجعل هذه الأخيرة تواجه أزمة مالية خانقة، في ظل تراجع عائداتها من المحروقات مما سيلقي بضلاله على القدرة الشرائية للمواطن البسيط في ظل ارتفاع نسبة التضخم.