تراوحت أسعار أصناف بواكير البرتقال بأسواق معسكر ما بين 120و 300 دج للكلغ الواحد بحسب الصنف أو النوعية , و هي أسعار تبقي هذه الفاكهة الشتوية بعيدة عن قفف المستهلكين العاديين الذين يفضلون فواكه أرخص رغم أنها قطعت البحار و المحيطات و القارات للوصول إليهم , بينما يجنى البرتقال بحقول قد تكون مجاورة لمساكنهم , مثل سكان المحمدية و البلديات المحيطة بها بسهل هبرة المسقي , و الأغرب أن نسبة كبيرة من تكاليف الإنتاج تتحملها الدولة من خلال صناديق دعم هذا المنتوج, إذ هناك دعم لاقتناء الشتلات , و تجهيزات السقي , والأسمدة , و الأدوية و مياه الري , فضلا عن الإعفاءات من الرسوم الجبائية وشبه الجبائية , وتحفيزات و تخفيضات تأمين الحقول و المنتوج , و مع ذلك تبقى أسعار الفواكه المحلية , أغلى من تلك المستوردة !و هذا الوضع يشمل كل المنتوجات الفلاحية و ليس فقط الحمضيات , و التفسير الوحيد الذي يستنتج من هذه المفارقة , هو غياب نظام يضمن حقوق كل الأطراف وفق مبدإ "لاضرر و لا ضرار ". **** سهل هبرة يستحوذ على 98 بالمائة من زراعة الحمضيات و من باب التذكير بأشكال الدعم التي يحظى بها منتجو الحمضيات , نسوق المعطيات التي غالبا ما تعرض خلال التظاهرات و المناسبات الفلاحية , حيث تشير هذه المعطيات إلى استفادة منتجي الحمضيات بهذه الولاية من دعم بقيمة 12,38 مليارسنتيم خلال السنوات الأخيرة ,منها 2,6 مليار سنتيم لتوسيع المساحة المغروسة بأشجار البرتقال ب300 هكتار , و3,8 مليار لتجهيز مساحة مماثلة بشبكة السقي و ما تبقى خصص لاقتناء 12 جرارا . غير أن أكبر دعم حصلوا عليه هي المشاريع الضخمة الجاري إنجازها في الولاية والتي من شأنها توفير المياه التي تحتاجها بساتينهم , ومنها مشروع إعادة تهيئة شبكة السقي بسهل هبرة بوضع شبكة جديدة تحت الأرض تمتد على طول 43,6 كلم لجر المياه و أخرى لتوزيعها طولها 243 كلم لسقي حوالي 10 آلاف هكتار , يضاف إلى ذلك 100كلم من المجاري لتصريف المياه ومثل ذلك من المسالك , وقد رصدت الدولة لتمويل هذا المشروع الذي تقدمت أشغاله بنسبة 50 في المائة , مبلغ 12مليار دج . و لأن هذا السهل يحتاج إلى 43 مليون متر مكعب من المياه سنويا , تم تسجيل مشروع لمد قناة بقطر ألف مم لنقل المياه من سد بوحنيفية إلى سد فرقوق , كما يجري نزع 6 ملايين متر مكعب من الأوحال من السد الأول لرفع طاقته التخزينية , فضلا عن محطة معالجة المياه القذرة المتوقع استلامها العام المقبل بطاقة 85000 مكافئ السكان , وهو ما يوفر كمية من المياه المرسكلة الكافية لسقي 1224هكتار من حقول الحمضيات , حسب البطاقات الفنية لهذه المشاريع. ***انطلاق حملة الجني باحتشام منذ نوفمبر بخصوص وضعية إنتاج الحمضيات بولاية معسكر , تشير المعطيات الرقمية المستقاة من رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج و الضبط التقني بمديرية المصالح الفلاحية إلى أن زراعة الحمضيات تتربع على مساحة 4400 هكتار منها 4276,5 ه تتواجد بسهل هبرة المسقي بالمحمدية , ومن هذه المساحة هناك 4200 ه أشجارها منتجة و يتوقع مسؤولو القطاع الفلاحي بولاية معسكر , جني 364 ألف قنطار من البرتقال هذا الموسم بزيادة 4000 قنطار عن الموسم الفارط , و قد انطلقت حملة الجني باحتشام في المنطقة منذ حلول شهر نوفمبر على أن تستمر إلى غاية شهر مارس المقبل, و قد شملت الحملة إلى غاية 23 نوفمبر الجاري 60ه , أنتجت 5800 قنطار . ****4500 فلاح يعودون إلى بساتينهم**** وأشارت المعطيات المتعلقة بهذه الشعبة إلى أن إنتاج الحمضيات بولاية معسكر قد تطور بنسبة17 في المائة خلال السنوات الست الأخيرة , لتحتل بذلك المرتبة التاسعة وطنيا , و هي رتبة مرشحة للتحسن بعد الانتهاء من إنجاز المشاريع المذكورة أعلاه لفائدة سهل هبرة بالمحمدية الذي يستحوذ على أكثر من 98 في المائة من هذه الزراعة بولاية معسكر , و ينتج 20 نوعا من أصناف هذه الفاكهة الشتوية بما فيها أنواع الليمون ,غير أن صنفي " الكليمونتين " (المنتشرة على 1427 ه ) و "الطومسون نافال "( المتربعة على 1251 ه) , يتصدران إنتاج المنطقة ,و يبرر المنتجون هذا الخيار بكون الأصناف الأخرى رغم جودتها العالية , إلا أن نضجها المتأخر إلى غاية شهر مارس يكلف نفقات إضافية تثقل كاهلهم . عموما فإن تحسن عوامل الإنتاج جعلت العديد من الفلاحين الذين أجبرهم الجفاف على التخلي عن نشاطهم لعدة سنوات ,يعودون مجددا إلى حقولهم لبعث بساتينهم بسهل هبرة الذي ينشط به حسب تقديرات جمعية منتجي الحوامض حوالي 4500 فلاح منهم 2400 مسجلون لدى الديوان الوطني للسقي , و هو ما انعكس أيضا إيجابا على تجارة شتلات الحوامض التي سجلت رواجا خلال العامين الأخيرين مكن بعض المشاتل من تسويق آلاف الشجيرات في يوم واحد , غير أن إنتاج الشتلات يبقى جد محدود حسب مسؤول بمديرية المصالح الفلاحية , الذي أكد أن منتجي الحوامض بسهل هبرة يقتنون شتلاتهم من مشاتل بوفاريك و البليدة .