استفاد منتجو الحمضيات بولاية معسكر من دعم بقيمة 12,38 مليارسنتيم خلال السنوات الأخيرة ,منها 2,6 مليار سنتيم لتوسيع المساحة المغروسة بأشجار البرتقال ب300 هكتار , و3,8 مليار لتجهيز مساحة مماثلة بشبكة السقي و ما تبقى خصص لاقتناء 12 جرارا . غير أن أكبر دعم حصلوا عليه هي المشاريع الضخمة الجاري إنجازها في الولاية والتي من شأنها توفير المياه التي تحتاجها بساتينهم , ومنها مشروع إعادة تهيئة شبكة السقي بسهل هبرة بوضع شبكة جديدة تحت الأرض تمتد على طول 43,6 كلم لجر المياه و أخرى لتوزيعها طولها 243 كلم لسقي حوالي 10 آلاف هكتار , يضاف إلى ذلك 100كلم من المجاري لتصريف المياه ومثل ذلك من المسالك , وقد رصدت الدولة لتمويل هذا المشروع الذي تقدمت أشغاله بنسة 30 في المائة , مبلغ 12مليار دج . و لأن هذا السهل يحتاج إلى 43 مليون متر مكعب من المياه سنويا , تم تسجيل مشروع لمد قناة بقطر ألف مم لنقل المياه من سد بوحنيفية إلى سد فرقوق , كما يجري نزع 6 ملايين متر مكعب من الأوحال من السد الأول لرفع طاقته التخزينية , فضلا عن محطة معالجة المياه الفذرة المتوقع استلامها العام المقبل بطاقة 85000 مكافئ السكان , وهو ما يوفر كمية من المياه المرسكلة الكافية لسقي 1224هكتار من حقول الحمضيات , حسب البطاقات الفنية لهذه المشاريع . كما سيتيح تموين السكان بماء الشرب من المشروع العروف باسم " الماو" الجاري إنجازه , تخصيص المياه السطحية في السدود والحواجز المائية , للري الفلاحي فقط . كل هذه العوامل جعلت العديد من الفلاحين الذين أجبرهم الجفاف على التخلي عن نشاطهم لعدة سنوات ,يعودون مجددا إلى حقولهم لبعث بساتينهم بسهل هبرة الذي ينشط به حسب جمعية منتجي الحوامض حوالي 4500 فلاح منهم 2400 مسجلون لدى الديوان الوطني للسقي , و هو ما انعكس أيضا إيجابا على تجارة شتلات الحوامض التي سجلت رواجا خلال الشهور الأخيرة مكن بعض المشاتل من تسويق آلاف الشجيرات في يوم واحد . محيط هبرة ينتج 15 صنفا من الحمضيات انتعاش زراعة الحمضيات بولاية معسكر تجلى, حسب مسؤولي مصالح الفلاحة ,من خلال تطور هذه الشعبة بنسبة 17 في المائة خلال السنوات الست الماضية من حيث المساحة التي ارتفعت من 3587ه قبل 2009 إلى4321 ه حاليا , و من حيث الإنتاج الذي تضاعف مرتين في نفس الفترة قافزا من 180 ألف قنطار إلى أكثر من 360 ألف قنطار يتوقع المنتجون جنيها خلال هذا الموسم الذي تجاوزت نسبة جني محصوله 71 في المائة , وهو ما يعادل 258 ألف فنطار من مختلف أنواع البرتقال , علما أن سهل هبرة بالمحمدية الذي يستحوذ على أكثر من 98 في المائة من هذه الزراعة بولاية معسكر , ينتج 15نوعا من أصناف هذه الفاكهة الشتوية ,غير أن صنفي " الكليمونتين " (المنتشرة على 1427 ه ) و "الطومسون نافال "( المتربعة على 1251 ه) , يتصدران إنتاج المنطقة ,و يبرر المنتجون هذا الخيار بكون الأصناف الأخرى رغم جودتها العالية , إلى إن نضجها المتأخر إلى غاية شهر مارس يكلف نفقات إضافية تثقل كاهلهم . سعر البرتقال في المحمدية 100دج للكلغ ؟ و مع هذا التطور الذي عرفه إنتاج البرتقال في المدة الأخيرة , إلا أن ذلك لم يفد المستهلك في شيء الذي لا يشتريه إلا للضرورة , كزيارة مريض أو للإستشفاء من زكام أو الوقاية منه , إذ رغم أن المنتج يؤكد أنه يسوق محصوله بسعر لا يتجاوز 35 دج للكلغ , غير أن أسعار هذه الفاكهة تجاوزت سقف 100 دج للكلغ لدى باعة التجزئة , و في مدينة البرتقال ذاتها , بل وفي يوم الاحتفال بعيد البرتقال ؟
و هو العيد الذي احتفل به في العشرين من هذا الشهر , ثلة من منتجي الحمضيات ومعهم بعض مربي النحل و منتجي الشتلات في ولاية معسكر , , نهار أول أمس الخميس , بإقامة معرض بالقاعة المتعددة الرياضات , عرض خلاله المشاركون أجود ما أنتجوه من أنواع البرتقال " المتأخر النضج" لأن حملة الجني توشك على نهايتها مما حرم الزوار من رؤية عينات من أصناف الكليمونتين التي تنتجها المنطقة , و لأن إنتاج العسل و الشتلات مرتبط بزراعة الأشجار المثمرة , فقد اشتمل المعرض على منتج واحد لشتلات الزيتون والحمضيات ينشط في المنطقة لحسابه الخاص و بسعر 400 دج للشتلة الواحدة , إلى جانب المحطة التوضيحية التابعة للمعهد التقني للأشجار المثمرة بالمحمدية , التي قال أحد مسؤوليها أنها تنفذ برنامجا لتموين المزارع النموذجية بشتلات الحوامض و الزيتون على مدى 5 سنوات . كما استغل 4 من مربي النحل المناسبة لعرض تجربتهم في إنتاج العسل , ومنهم الفتاة يكرلف وردة التي تحدت الإعاقة كونها من فئة الصم البكم , لتصنع لنفسها شهرة في مجال تربية النحل و إنتاج العسل في بلدية سيدي عبد المومن , و في المنطقة كلها . والي معسكر يذكر المنتجين بما تنتظره الدولة منهم مؤسسات الدعم و الإسناد لشعبة الحمضيات العمومية و الخاصة , كانت هي الأخرى حاضرة في هذه التظاهرة للترويج للخدمات التي توفرها لمنتجي الحوامض , الذين استغلوا هم أيضا فرصة إشراف السيد والي ولاية معسكر على هذا الاحتفال , ليطرحوا انشغالاتهم المتعلقة أساسا بنقص المياه , بغلاء الأسمدة و الأدوية لمعالجة الأشجار و كذا التخوف من عدم الاستفادة من مشروع تجديد شبكتي السقي و التصريف الخاص بمحيط هبرة المسقي , وقد أخذ مسؤول الولاية وقته للإجابة على الانشغالات , بتذكير المعنيين بمختلف أشكال الدعم التي وضعتها الدولة تحت تصرفهم , و المشاريع الضخمة الجاري إنجازها لتوفير المياه , كتجديد شبكتي الري بسهلي هبرة و سيق و سلت سد بوحنيفية و مد قناة لنقل المياه من هذا السد الى فرقوق , و مشروع "الماو" الذي يتيح تخصيص المياه السطحية للري الفلاحي , فضلا عن مختلف القروض البنكية "بدون فوائد" التي تمنحها البنوك لتمويل النشاط الفلاحي . والي الولاية متوجها إلى فلاحي المنطقة بالمكتبة البلدية بالمحمدية , دعا المنتجين إلى تنظيم أنفسهم ضمن جمعيات السقي لاستغلال مياه الحواجز المائية غير المستغلة بقرية الصحاورية وبدوار بني تيمي , و إلى بذل الجهد لبلوغ الاكتفاء الذاتي الغذائي . و قد اختتمت الاحتفالات بتكريم عدد من منتجي الحمضيات الذين حققوا إنتاجا وافرا هذا الموسم كما و نوعا .