في أمسية شاعرية مفعمة بالكلمة العذبة والمشاعر النبيلة أتحفت شاعرات الجزائر أول أمس جمهور ومثقفي مدينة سعيدة في جلسة أديبة راقية في الشعر الفصيح، والمنظمة في إطار فعاليات المهرجان الوطني الثقافي لأدب وسينما المرأة بالولاية، حيث أن اللقاء الذي احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "ونزار عبد الكريم" والذي حضره لفيف من المثقفين والمبدعين كان معطرا بعطر الإبداع النسوي والروح الأنثوية العبقة التي جعلت الحضور يبحرون إلى موانئ الجمال والأصالة مستمتعين بما قدمته الشاعرات من قصائد وأبيات تختزن في لبّها الكثير من الأبعاد الفنية والمشاعر الانسانية. شاعرات عبرن عن ذائقتهن بكل عفوية وتلقائية دون أن يبذلن جهدا في محاولة إمتاع المتلقي والتأثير فيه، فالإلقاء لوحده كان كفيلا بشد انتباه كل من كان حاضرا في القاعة، حيث كانت البداية مع الشاعرة "سعيدة درويش" التي قدمت خصيصا من مدينة الجسور المعلقة "قسنطينة" لتتحف عشاق الكلمة الحرة والتعبير الجميل بقصائدها الثلاث التي انتقتها من مجموعتها الشعرية الصادرة عن دار"بهاء الدين" عام 2013 والموسومة ب"هيللة في قرص الشمس"، ويتعلق الأمر بقصيدة "ما طار الهدهد"، "زرقاء اليمامة" ، وقصيدة "يقطينة الخرافة القديمة"، أما الشاعرة الجميلة "بختة حسني" القادمة من مدينة الأصالة والتراث "تيسمسيلت " فقد أمتعت هي الأخرى الحضور بقصائدها الجميلة ورحلت بهم إلى عالم الأنوثة وحب الوطن من خلال قصيدة "عندما تشكو المدينة حول غزة" والتي كتبتها بعد العدوان الأخير الذي شهدته فلسطين الحبيبة، إضافة إلى قصيدة "سؤال إلى إمرأة غائبة"، مع العلم أن الشاعرة تملك ديوانا شعريا جديدا يحوي 12 قصيدة هو حاليا قيد الطبع . من جهة أخرى ودائما في مجال الإبداع الشعري النسوي كانت الشاعرة "نادية لعياطي" حاضرة في هذا اللقاء المميز، وهي رئيسة النادي الأدبي "الأنوار" بقصر الثقافة بتلمسان، ومؤسسة عضو في نادي "سيدي أبي مدين" للشعراء بدار الثقافة "عبد القادر علولة" بعاصمة الزيانيين، حيث قدمت خلال الأمسية قصيدتها الجديدة التي كتبتها بمناسبة الذكرى ال 60 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة بعنوان "نوفمبر" ، إضافة إلى قصيدة "بوح الجراح" وهي قصيدة حول حواء، و أخيرا "اللوحة الصماء"، مع العلم أن الشاعرة تملك في رصيدها الأدبي مقالات جديرة بالاهتمام بعنوان "من صميم المجتمع"، و كتاب حول استراتيجية البرامج الإعلامية الموجهة للطفل الذي أصرته عام 2005، كما تملك الشاعرة أيضا مخطوطا هو حاليا قيد الطبع وسمته ب "خطى حواء على عتبات التحدي"، مع التذكير أن " نادية لعياط " كانت قد تحصلت عام 2005 على تهنئة من منظمة اليونيسيف العالمية، وذلك في إطار المسابقة الدولية لأكاديمية الفنون والتلفزيون عندما كانت منشطة ومنتجة بإذاعة البيض، وكغيرها من الشاعرات أبدعت أيضا الشاعرة "لخضري صباح" من ولاية النعامة الفائزة بالجائزة الثانية للشعر النسوي بولاية بقسنطينة عام 2013 في إلقائها لقصائدها المعبرة لاسيما القصيدة الوطنية "أخاف عليك" والتي تقصد بها الجزائر الحبيبة خصوصا وأن العالم العربي لا يزال يشهد الكثير من الأحداث الأليمة والتغيرات العديدة، هذا إضافة إلى قصيدة "احذروا نافخ الكير"، وقصيدة "أنت الرمق الأخير "