يتم في فضاء الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بمركز الاتفاقيات محمد بن أحمد الذي يقام بالباهية وهران مسار المعرض الأول لتاريخ طباعة المصحف الشريف بالجزائر وقد لفت انتباه الحاضرين بمختلف تخصصاتهم وأعمارهم، لأنه ينقل مراحل نسخ وطبع ونشر وتوزيع «القرآن الكريم» وقد كان السيد بدر الدين فيلالي المدير الفرعي للمطبوعات واحياء التراث الإسلامي من العناصر الفاعلة في تقديم النسخ.، والتذكير بالمهتمين بكل ما يختص بخدمة كتاب الله (عز وجل) أمثال محمد بن سعيد شريفي الدكتور الخطاط، والفنان الخطاط البارع عمر راسم، وصاحب التميز محمد الطيب غيلاسي والمشهور المغمور في نفس الوقت الخطاط محمد شرادي المشهور بلقب السفطي او السفاتي اسماء عديدة ومتعددة المواقع.. والرتب.. والشهرة.. وهناك مطابع عاملة.. فاعلة «كالمطبعة الثعالبية (سابقا) و«دار الهدى» (لاحقا) والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعة. وقد لفت انتباهنا في المعرض المذكور صفحة من النسخة الاولى للمصحف الشريف تجسد (سورة الكوثر) كاملة، والسجلات التاريخية تشير بأنها كتبت في عهد النبوة على الجلد وموجودة في متحف الأمانات المقدسة في متحف طوب قابي بأسطنبول (تركيا رقم 21/393 وفي المقابل (سورة القدر) رقم 21/674 وكما هو معلوم فإن اسطنبول التركية تضم اماناتها ومتاحفها وخزائنها العديد من الوثائق التاريخية العربية الاسلامية انها كنز الذاكرة التالريخية الذي يستحق الابراز واعادة الاعتبار، وفعالية الانتشار وفق رؤى أهل الاختصاص، واصحاب الذكر وعناصر الفكر السيد فيلالي أشار الى أننا في الجزائر نملك تراثا إسلاميا عربيا جزائريا يرتبط بذاكرتنا التاريخية التي لا يمكن نسيانها او تناسيها (فالتراث المنسوخ من جهة والمطبوع من جهة اخرى تراث حي يحتاج الى احياء متجدد وتجدر الاشارة الى أن المصحف المخطوط المنسوخ في 1701 أي قبل أكثر من (3) قرون يعتبر تحفة تاريخية تستحق الرؤية من طرف كل باحث وخطاط. وقد كانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تطبع المصحف الشريف في كل عهدة رئاسية، وابتداء من سنة 2009 أصبح يطبع كل سنة انها نقلة نوعية في تقليص الفترة الزمنية، وكما تشير الوثائق المتداولة فالوزارة تعتزم طبع 500.000 نسخة من المصحف الشريف هذه السنة 2015 لتصلا مستقبل الى طباعة 1.500.000 نسخة بالاضافة لطبعها (مصحف البراي) لذوي الاحتياجات الخاصة أصحاب البصيرة والمصحف المترجم للفرنسية وانتاج أقراص مسموعة لقراء جزائريين ونذكر بأن هناك العديد من النسخ للقرآن الكريم تتواجد بمختلف الزوايا والمكتبات الخاصة للعائلات التي تتوراثها ابدا، وتاريخ طباعة المصحف الشريف في الجزائر تقوم به عناصر مهتمة ومتخصصة بمختلف ولايات الوطن ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الاستاذ عبد الهادي لعقاب ممثلا للوزارة في الندوة التي نظمها مجمع الملك لطباعة المصحف الشريف تحت عنوان طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول وهذا الفضاء كان صوت الجزائر فيه متواجدا لضمان التواصل المعتمد.. والتوصيل الموثق المحقق. المعرض الأول السابق الذكر بمثابة ركن متميز لاصحاب الأنامل الذهبية في فن المصحف المنسوخ،. انها المزاوجة بين النسخ المخطوطة للخطاطين، والمطبوعة للناشرين والخطاط المغاربي له ما يميزه عن الخطاط المشرقي رغ اشراكهما في نفس الاختصاص والتاريخ العربي الاسلامي الانساني اهتم بسيّر ومساهمات الصحابة في نسخ القرآن الكريم مرتبا مصنفا، وكان أول من جمع القرآن الكريم ابوبكر الصديق (رضي الله عنه) اذ خشى من ضياعه بموت قرائه وتلاه عثمان بن عفان (رضي الله عنه) في جمعه وارسال نسخ منه الى الأمصار، لنبذ الخلاف، ودرء الفتنة. وبعدما ظهرت الطباعة في اوروبا كان (اول) مصحف طبع بلغة الضاد العربية هو المصحف الذي طبع في همبرغ المانيا سنة 1694 ويوجد منه نسخة بدار الكتب العربية بالقاهرة (مصر) والباهية وهران تعيش فعاليات الاسبوع الوطني للقرآن الكريم في اجواء استثنائية شكلا ومضمونا، فالأزياء التراثية الجزائرية للأئمة والحضور من الجنسين رسمت تلاحم الحداثة والاصالة في تكامل التميز والامتياز.