استحضر الكاتب والباحث الجزائري "عدة شنتوف " في إصداره الأخير " السينما الجزائرية وحرب التحرير" الصادر عن منشورات دار الثقافة لولاية تيسمسيلت مجموع الأفلام التي تناولت الثورة التحريرية الجزائرية من خلال عيون صناع السينما الذين أبدعوا في تصوير تلك السنوات الأليمة وتطرقوا إليها من زوايا مختلفة ووجهات نظر متباينة ،وفي كتابه يقول الباحث " شنتوف " أنه من أصل أزيد من 150 فيلما سينمائيا مطولا تم انجازه منذ استقلال البلاد إلى يومنا هذا يوجد حوالي 40 فيلما تناول موضوع حرب التحرير، بشكل مباشر أو ضمني خلال فترة تمتد من سنة 1964 التي شهدت تصوير أول فيلم ثوري جزائري عنوانه " السلم الوليد " للمخرج " جاك شاربي" إلى غاية سنة 2008 التي عاد خلالها الموضوع إلى الواجهة بعد فترة غياب طويلة نوعا ما من خلال فيلم " بن بولعيد " للمخرج أحمد راشدي ، والذي تلاه سنة 2010 فيلم " خارجون عن القانون " للمخرج " رشيد بوشارب "، ثم فيلم " زبانة " لسعيد ولد خليفة . المؤلف قسم منتوجه الأدبي إلى ثلاث محاور أساسية ، تناول في الأول الأفلام التي صورت فترة ما قبل اندلاع ثورة التحرير مبرزة سياسة الاستبداد و التمييز العنصري التي انتهجها الاستدمار الغاشم، منها فيلم " الليل يخاف من الشمس " الذي أخرجه مصطفى بديع عام 1965، فيلم " الخارجون عن القانون " لتوفيق فارس عام 1969 وهو أول فيلم جزائري يصور بالألوان الطبيعية ، أراد من خلاله المخرج أن يمجد أولئك الذين ثاروا ضد النظام الاستعماري ورفضوه بطريقته الخاصة رافعين التحدي من خلال عمليات ثورية جريئة ، هذا إضافة إلى فيلم " العرق الأسود " لسيد علي مازيف عام 1971 الذي يمس جانبا من جوانب النضال السياسي والنقابي الذي قاده الشعب الجزائري ضد النظام الاستعماري ، أما فيلم " نوة " لعبد العزيز طولبي عام 1927 فهو مقتبس عن قصة قصيرة ل " الطاهر وطار " وهي تروي قصة حب بين البطلة " نوة " وابن الفلاح الفقير اللذان يهربان بعد رفض قبيلتيهما المتعاديتين هذه العلاقة ، هذا إلى جانب فيلم " وقائع سنين الجمر " لمحمد لخضر حمينة عام 1975 ،وفيلم " بني هندل " الذي أخرجه " الأمين مرباح "عام 1976 وغيرها من الأعمال السينمائية الأخرى مثل فيلم " القطيعة " لمحمد شويخ عام 1982، " بوعمامة " لبن عمر بختي 1984، " جبل باية " لعز الدين مدور عام 1977، " بن بولعيد " لأحمد راشدي عام 2007، "أرزقي ابن البلد "لجمال بن ددوش عام 2007 و " خارجون عن القانون " لرشيد بوشارب" عام 2010. من جهة أخرى لم يهمل الكاتب "عدة شنتوف" في مؤلفه الأفلام التي عالجت ساحة المعركة ويوميات الثوار والمجاهدين ، حيث كشف في محوره الثاني عن أهم هذه الأعمال على غرار فيلم " ريح الأوراس " لمحمد لخضر حمينة " عام 1966، " معركة الجزائر " لجيلوبونتيكولرفو " عام 1966،إضافة إلى فيلم " الطريق " لمحمد سليم رياض عام 1968 الذي تناول فيه المعتقلات العديدة التي أقامها الجيش الفرنسي تحت اسم " مراكز الإيواء " ، وفيلم " حسن طيرو " لمحمد لخضر حمينة عام 1968، دون أن ننسى فيلم " الجحيم في سن العاشرة " عام 1968، " حكايات عن الثورة " عام 1969، " ديسمبر" لحمينة عام 1927، " دورية نحو الشرق " لعمار لعسكري 1971، " هروب حسن طيرو " لمصطفى بديع 1947،" حوادث متنوعة " 1982، " سنوات التويست الغربية " لمحمود زموري 1983، " أنغام الخريف " لمحمد مزيان يعلي " 1983، " سنصعد إلى الجبل " 1987 وغيرها من الأفلام الثورية الأخرى . أما المحور الثالث فقد خصصه الكاتب لمخلفات الثورة المسلحة وانعكاساتها الأليمة على شرائح مختلفة من المجتمع كالأرامل و أبناء الشهداء والمجاهدين ، ومن أهم الأفلام التي عالجت هذا الموضوع نذكر فيلم " السلم الوليد " لجاك شاربي عام 1964 وهو أول فيلم سينمائي مطول للجزائر المستقلة ، إضافة إلى فيلم " الإرث " لمحمد بوعماري " 1974، " الهدية الأخيرة " لغوثي بن ددوش 1982، " يوسف " لمحمد شويخ 1992، " رحلة إلى الجزائر " لعبد الكريم بهلول 2008، وفيلم " تحيا يا ديدو " لمحمد زينات عام 1971.