يعرض مهرجان وهران للفيلم العربي بانوراما للأفلام الثورية التي تضم إحدى عشر فيلما ثوريا مطولا، ستقف على فصول هامة من تاريخ النضال والثورة الجزائرية المظفرة. كما لم يمنع مرور نصف قرن على استقلال الجزائر، أن تظل السينما الثورية تتبوأ مكانة هامة لدى المخرجين الجزائريين كما في سنوات الاستقلال الأولى، أين كانت السينما وسيلة أيضا لتوثيق انجازات الجزائريين خلال فترة الثورة، التي امتدت سبع سنوات ابتداءً من نوفمبر 1954. ولم تكن الثورة ثورة سلاح فقط، فلطالما اهتم الثوار بالتكوين في جميع المجالات، إدراكا منهم أن جزائر الاستقلال ستبنى برجال ذوي علم وثقافة، وهذا الاهتمام بالتكوين انسحب بشكل آلي على السينما، أين تكون الكثير من المخرجين الجزائريين في الجبال. وبعد الاستقلال راح المخرجون يحضرون لأفلام سينمائية روائية مطولة، بالاعتماد على خبراتهم الشخصية، وعلى شهادات بعض ممن عايشوها، و لهذا السبب تكثف إنتاج الأفلام الثورية على مدار ثلاث عقود تقريبا. ومن أهم هده الأفلام التي صنعت العصر الذهبي للسينما الجزائرية وعرفت بها في كبريات المهرجانات الدولية ، عربيا وأوروبيا نذكر على سبيل المثال لا الحصر أفلام - الليل يخاف من الشمس- لمصطفى بديع 1966،، و- فجر المعذبين لأحمد راشدي 1965، و- ريح الأوراس- للخضر حامينا 1966 الدي كان أول فيلم جزائري ينال السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي، و- معركة الجزائر- للمخرج الإيطالي جيلو بونتي كورفو 1966، و- العفيون والعصا- لأحمد راشدي 1969، و- دورية نحو الشرق- لعمار العسكري 1971، و- عرق أسود- لسيدعلي مازيف 1971، و- منطقة محرمة- لأحمد علّام 1972، و- حصاد الحديد- لغوتي بن ددوش 1982-، قبل أن ينتج أول فيلم مطول يتناول سيرة أحد ابطال المقاومة الشعبية وهو فيلم- ملحمة الشيخ بوعمامة- لبن عمر بختي سنة 1983، لتصبح هذه النوعية من الأفلام هي التوجه الجديد للأفلام الثورية مؤخرا، مع أفلام “بن بولعيد” لأحمد راشدي و فيلم - زبانة- لمخرج السعيد ولد خليفة والذي أثار الكثير من الجدل، وفيلم -الخارجون عن القانون- لرشيد بوشارب الذي حرك زوبعة إعلامية في فرنسا وظل حديث الصحف هناك وتجندت دوائر عنصرية للحيلولة دون مشاركته وعرضه في المهرجانات الدولية على غرار مهرجان كان بفرنسا..