كتبت جريدة ليكودوران في عددها ليوم 5 ماي 1870 نقلا عن الجريدة الرسمية عن موسم الحج لعام 1870 حيث قالت بأن إحتفالات كبرى شهدتها مدينة مكة وأن أداء مناسك الحج تم في ظروف جيدة خاصة أن الجانب الصحي كان جيدا وبدأ موسم الحج يوم 11 من شهر أفريل بمبنى بذبح مليوني رأس من الأضاحي، ثم كانت وقفة عرفات التي تواجد فيها أكثر من 200 ألف حاج ليكون الطواف الأخير بالكعبة، وفي كل هذه المراحل إتخذت إجراءات صحية لتأمين النظافة والسلامة للحجاج، وهذا بتنظيم حملة نظافة حيث أن شوارع مكة كانت تنظف كل يوم، وترش بالمياه، كما فرضت حراسة شديدة على نظافة المنازل، وقد سهر على متابعة هذه الإجراءات كل من الشريف الكبير الذي يحكم مكة، والحاكم العام للمنطقة بمساعدة نائب رئيس مجلس الصحة بالقسطنطينية عارف باي ، وقد فرض على الحجاج الإيرانيين أن يأتوا الى المملكة العربية السعودية برا بعد ما منع عليهم أن يأتوها بحرا، وقد شكلت مجموعات من الأطباء لمراقبة القوافل الوافدة على مكة حتى لا يكون الحجاج مصابون بالكوليرا، وتعتبر الجريدة هذه خطوة إيجابية تتخذها السلطات في الحجاز. وفي ليكودوران ليوم 28 أفريل 1870 نقرأ خبر عن المقاومة في الجنوب حيث تحرك الجنرال دو ويمبفان بإتجاه قصر بورايس الموجود في المنطقة الفاصلة بين بني ڤيل وذوي منيع وكان تحرك الجنرال من عين باي خليل الى قصر بورايس عاديا بدون أية مشاكل تذكر حسب ما جاء في الجريدة، وقد واصل الجنرال دو ويمبفان توغله الى القنادسة ووادي ڤير وهي المنطقة التي لجأ إليها وإنسحب إليها أولاد سيدي الشيخ، وفروع عديدة من القبائل والعشائر الأخرى التي ساندتهم في حركة المقاومة هذه، وتعلق الجريدة بأن هذا سيجعل أولاد سيدي الشيخ وحلفاءهم من القبائل الأخرى يتوجهون نحو الغرب وهم بهذا سوف يقتربون من تواجد القوات الفرنسية. وفي نفس العدد من الجريدة نقرأ مقال مطول هو عبارة عن رسالة بعث بها أحد المعمرين ويدعى ليوتو الذي كان يعيش بالشرق الجزائري ثم هاجر الى الأرجنتين، وبعد استقراره هناك بعث بهذه الرسالة الى رئيس البلدية التي كان يقيم فيها بالجزائر، وقد أرسلت الرسالة من بيونس ايرس بتاريخ 17 فبراير 1870 جاء فيها: ها نحن قد وصلنا الى الأرجنتين منذ شهرين وقد أقلعنا من مرسيليا يوم 23 أكتوبر 1869 ووصلنا الى الأرجنتين يوم 27 ديسمبر 1869 وبدأت العمل يوم 2 جانفي 1870، إن هذا البلد ليس كما كنا نعتقد وقد جهلنا الكثير عنه ولكن يجب أن نسأل عن المسؤولين عن الهجرة في كل من لوهافر، وبوردو ومارسيليا، إن كان العامل الذي يهاجر الى الأرجنتين يجد العمل والمكان الذي يقيم فيه بسرعة، وإن لم يعتبر كعبد في كل الأعمال التي يعمل فيها حيث تفرض عليه هذه الأعمال فرضا. فالخبز يبلغ سعره 80 سنتيما للكيلوغرام الواحد، والخمر يباع ب 80 سنتيما للتر الواحد، والغلاء يسود كل المواد الغذائية والملابس حيث تباع الملابس بضعف ثمنها في الجزائر، وقد رحل المعمرون الذين جاؤوا الى سان سير وقد رفضت أن أرافقهم، وقد أعطوني هنا في بيونس أيرس 30 هكتارا من الأراضي مع البذور اللازمة لزراعتها، وكذلك مبلغ مالي لأبدأ به الزراعة، لكن يجب دفع كل هذا المبلغ المسبق الدفع خلال أربع سنوات، وكل سلعة يقدمونها لنا تباع لنا بنسبة فائدة تقدر ب 6 ٪ وعندما تصل الى الأرض التي منحت لك، لا يوجد سكن ولا أكواخ بل تفترش الأرض وتلتحق السماء، ولا يتوفر لك الخشب الذي تبني به منزل خشبي بل عليك قطع فراسخ كثيرة لتحصل على الخشب وهناك مخاطر من أن يعترضك الهنود الحمر ولا يمكنك أن تحلم بشرب الخمر لأنه غالي الثمن، وقد وعدونا بأن يجلبوا لنا الفرينة لصنع الخبز، لكن هذا لم يحدث وقد أعطونا نوعية رديئة من البسكوت، و قد فرض علينا أن نبني منازل من الأجر، وأن نحفر الآبار، كما أن المستوطنات غير محروسة بالجنود وسمعنا بأنه عندما كان محصول الأرض يجهز يأتي الهنود ويأخذونه رغم أن المعمرين هم الذين زرعوه وتعبوا فيه ويوجد في بيونس أيريس معامل للغزل وللآلات الزراعية. 16 ماي 1900 بقرار صادر عن الحاكم العام للجزائر بتاريخ 30 أفريل 1900 سمح للسيد يالفيديا غارسيا رئيس عمال مناجم بأن ينقب ويبحث عن معدن المنغنيز في المكان المسمى مزرعة سانت آن الواقعة على طريق وهران مسرغين عند بون ألبان في أملاك السيد دلمونت وهذا بموافقة من هذا الأخير.