بربارة الشيخ/تصوير:يونس.أ كشف الشيخ بربارة مدير الديوان الوطني للحج والعمرة لدى استضافته في منتدى "الشروق اليومي" أن الصعوبات التي تحيط بعملية الحج خلال كل موسم تعود بدرجة كبيرة إلى المشاكل التي يخلقها الحجاج، الذين يرفضون الانصياع لأوامر أعضاء البعثة، إضافة إلى السن المتقدمة جدا لحجاج الجزائر الذين يفوق سن بعضهم السبعين، ما يجعلهم عرضة للضياع والتيهان والمشاكل الصحية. * كما كشف عن مشاكل أخرى مثل متاجرة المسؤولين بجوازات سفر الحج واستعمالها لقضاء المصالح، إضافة إلى احتلال مقرات البعثة الجزائرية في مكة والمدينة لإقامة المسؤولين. * وتحوّل التلاعب بجوازات السفر الخاصة بالحج في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة حقيقية أحرجت السلطات مع السفارة السعودية وأنقصت من حصة الجزائر الرسمية، حيث اتخذها بعض المسؤولين فرصة للبزنسة وقضاء المصالح، وكثير منها يضيع في آخر لحظة نتيجة التلاعب. * اعترف الحامل لملف الحج منذ إنشاء الديوان الوطني للحج والعمرة، أن ظاهرة المتاجرة بجوازات سفر الحج قد استفحلت في السنوات الاخيرة بعدما اتخذها بعض المسؤولين سبيلا لقضاء مصالحهم، والأدهى من ذلك أن تلك الجوازات التي تمنح على سبيل المجاملة والاستحسان لبعض المسؤولين والإدارات، أصبحت تسبب الإحراج لمسؤولي الشؤون الدينية، بعدما يدعون للتوسط لدى السفارة السعودية للحصول على التأشيرة بعد فوات الأوان وإغلاق آجال التأشير المحددة من قبل السفارة. * وقد أنتج ذلك الوضع ضياع عشرات تلك الجوازات هباء بعدما فات الأوان على التأشير عليها ولم يستفد منها أحد، علما أن مئات من المواطنين يبكون كل موسم دما بدل الدموع على عدم توفر فرصة للحج، رغم توفر الإمكانيات لديهم. * لذلك فإن السلطات ممثلة في وزارة الداخلية المسؤولة على إصدار الجوازات، مطالبة بحسن التدبير في توزيعها على أصحاب "المجاملات" للقضاء على ظاهرة المتاجرة بها، حيث تحولت حتى إلى وسيلة من وسائل الرشوة. * * استلمت 100 مليار عن 2000 حاج دون تمكينهم من الحج * وكالات سياحية فرنسية تحتال على الحجاج الجزائريين * كشف "بربارة الشيخ" مدير الديوان الوطني للحج والعمرة أنه اجتمع مؤخرا بالجالية الجزائرية في فرنسا، وطلب من القائمين على السفارات والقنصليات الجزائرية في الدول الأوربية بالقيام بتحقيقات متعمقة حول الوكالات السياحية في أوربا التي تنظم عملية الحج للجالية المسلمة، وترشيح الأفضل من هذه الوكالات في ظل ارتفاع عدد قضايا الاحتيال على حجاجنا من الجالية. * و قال "بربارة الشيخ" إن 2000 جزائري مقيم في فرنسا رفعوا قضايا أمام العدالة الفرنسية ضد وكالات سياحية لا علاقة لها بعملية تنظيم الحج بعد أن استلمت من كل واحد منهم مبلغ يتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف أورو إلا أنهم لم يتمكنوا من مغادرة فرنسا أو أداء مناسك الحج، مضيفا إلى أن أغلبية الوكالات السياحية في أوربا والتي تتكفل بقرابة 6 آلاف حاج جزائري من جاليتنا في المهجر لا توفر أي تأطير أو مرافقة لهؤلاء الحجاج في البقاع المقدسة، حيث يقتصر دور هذه الوكالات على إتمام إجراءات السفر وحجز تذكرة الطائرة ليجد الحجاج من الجالية الجزائرية أنفسهم تائهين بمجرد أن تطأ أقدامهم أرضية مطار جدة بالمملكة العربية السعودية. * وأكد بربارة "لا يحق للديوان الوطني للحج والعمرة أن يخصص أي حصة للجالية الجزائرية، فالديوان مطالب بالتكفل ب36 ألف حاج جزائري مقيم داخل أرض الوطن بالتعاون مع 26 وكالة سياحية خاصة". وأضاف "أن مشكل الحجاج من الجالية الجزائرية يعيد طرح نفسه كل موسم وقد عالجته مع رئيس الحكومة شخصيا في اجتماع وزاري مشترك منذ أسابيع حضره وزير الخارجية مراد مدلسي وطلبت منه شخصيا أن يأمر القنصليات الجزائرية في العواصم الأوربية بمراقبة عملية تنظيم وتسيير الحج من قبل الوكالات السياحية الأوربية ومساعدة جاليتنا في اختيار أفضل الوكالات". وتوقع ذات المتحدث أن يتجاوز عدد الحجاج الجزائريين المقيمين خارج أرض الوطن 6 آلاف أغلبهم من أوربا. * وكالات نقلت الحجاج ب 100 مليون العام الماضي * لم ينف مدير الديوان الوطني للحج والعمرة إمكانية رفع عدد الوكالات السياحية المشاركة في عملية الحج السنة المقبلة، شرط أن تؤدي الوكالات المختارة لموسم حج 2008 مهمتها بنجاح في خدمة حجاج بيت الله الحرام، مؤكدا أنها ستخضع لتقييم دقيق على أساس العقود التي أمضتها مع الحجاج. * وفي هذا السياق قال الشيخ بربارة إن العمل الجيد للوكالات ينقص العبء على الديوان وإذا كانت الخدمات جيدة يمكن أن ينزل الديوان عدد حجاجه إلى 15 ألف والباقي تتكفل بهم الوكالات السياحية الخاصة. * وبخصوص الأسعار المطبقة من قبل الوكالات السياحية على خدمات الحج، أكد مدير الديوان أن هذه حرة ولا يمكن لأحد التدخل فيها ما دامت العملية تجارية بالنسبة للوكالات، وبموافقة الحجاج الذين يقبلون بالأسعار المقترحة عليهم، مؤكدا أن بعض الحجاج أدوا الحج السنة الماضية مقابل 100 مليون سنتيم وهم في ذلك أحرار إذا طلبوا خدمات خاصة تتطلب تلك المبالغ، أما نحن فسنحاسب الوكالات على أساس العقد المبرم بينها وبين الحاج. * * مقرات البعثة لن تكون مراقد للمسؤولين ابتداء من هذا الموسم * أكد مدير ديوان الحج والعمرة أنه أعطى تعليمات صارمة كي لا تستعمل مقرات البعثة الجزائرية في مكة والمدينة ابتداء من هذا الموسم في إيواء المسؤولين وعائلاتهم، مثلما كان يحصل من قبل، بل ستقوم بعملها كمقرات لمتابعة عملية الحج ومقرات لإطارات الديوان والبعثة الذين يشتغلون على مدار 24 ساعة ولن تكون للراحة والاستجمام. * وشدد المسؤول اللهجة أمام وضعية كانت سائدة وساهمت في خلق العراقيل لعمل أعضاء البعثة في مواسم سابقة، حيث شدد على أن الظاهرة تلك لن تتكرر ابتداء من هذا الموسم "لن يكون مقر البعثة لعابري السبيل حيث كان يقيم المسؤولون". * وبالمقابل ذكر مدير الديوان الذي أنشئ عقب موسم حج 2007، أن هناك من المسؤولين الجزائريين وهم أغلبية من يتحلون بروح المسؤولية عند قيامهم بمناسك الحج، حيث ينزعون عنهم ثوب المسؤولية ليلبسوا ثوب المواطن العادي الذي يسعى لإكمال مناسكه دون ضجة ولا تفضيل، فهم "يعرفون قدرهم" مثلما قال ويساعدون غيرهم عندما تكون الإمكانية لذلك، ويطلبون أن يعاملوا مثل باقي الحجاج. * وذكر من بين أمثلة المسؤولين الذين يحرصون على البقاء بدرجة مسؤول حتى في البقاع المقدسة، مسؤول هتف لرئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم ليخبره بأن كارثة حصلت في منى لأنه لم يحصل على الإمكانيات التي طلبها، وهذا يدخل في تصنيف المسؤولين الذين يغالون في طلب الخدمات من البعثة الجزائرية. * * الديوان الجزائري أول من أجّر 36 عمارة بالحرم..وجبات ساخنة للحجاج وأفرشة بالمشاعر لأول مرة * فرضت عملية التوسعة التي يخضع لها الحرم المكي الشريف إجراءات خاصة للديوان الوطني للحج والعمرة، حيث كان أول ديوان يؤجّر 36 عمارة بالحرم لفائدة 22 ألف حاج، بعد أن وقعت المضاربة في الأسعار وصلت إلى 5150 ريال لإقامة الفرد الواحد. * صرّح رئيس الديوان الوطني للحج والعمرة السيد بربارة الشيخ -عند استضافته في منتدى الشروق اليومي- أنه سارع في تأجير حصته من العمارات المؤجرة لموسم الحج والعمرة لهذه السنة نظرا لعملية التوسعة التي يعرفها الحرم المكّي الشريف، وأضاف أن العملية عرفت مضاربة كبيرة في الأسعار لأن العمارات التي كانت بعيدة من الحرم صارت هي الأقرب بعد أن هدّمت القريبة منه والمقدرة ب1200 عمارة. * وتوصل الديوان بعد المفاوضات مع السلطات بالسعودية إلى سعر معقول بالنسبة للأسعار الحالية المعتمدة حيث تمّ تأجير 36 عمارة مقابل 5150 ريال لإقامة كل حاج. * وطالب بربارة الوكالات السياحية في نفس الإطار بالإطلاع على مخططات العمارات التي أجروها بدورهم لفائدة الحجاج ومدى مطابقتها للمقاييس المتفق عليها في العقود المبرمة بينهما. * وكشف بربارة عن عمل الديوان لتزويد المخيمات بالأفرشة لأول مرة في تاريخ الحج، حيث أن كل المخيمات لا تتوفر على الأفرشة، وذلك من أجل تحسين الخدمات للحجاج الجزائريين، كما وعد رئيس الديوان بتوفير وجبة ساخنة لكل حاج في المشاعر هذا الموسم. * وعن المشاكل التي كانت مطروحة على مستوى متابعة البعثة للحجيج في المشاعر أكد بربارة على ضرورة احترام القواعد والقوانين التي تسطرها السلطات السعودية أثناء تأدية الفرض لتوفير الراحة للحجيج وكذا تنظيم سير الموسم للجميع. * وأهم إجراء استحدثه الديوان لهذه السنة -حسب رئيسه السيد بربارة- هو مرافقة أعوان الحماية المدنية للبعثة من أجل المحافظة على المخيمات وكذا تأطير الحجاج، لأنه في السابق لم تكن تخضع هذه المخيمات إلى المراقبة وبالتالي كان يدخلها كل من هبّ ودب. * وعن الخدمات الصحية التي تقدمها البعثة الطبية ذكر بربارة أنها من أحسن الخدمات على مستوى الدول العربية والإسلامية بشهادة السلطات السعودية، إذ تضم 120 شحص بين أعضاء وأطباء، أدوا عملهم السنة الفارطة بكل براعة. * * بربارة يفنّد وجود خلافات بينه وبين غلام الله * "الوزير أخي وصديقي والديوان ليس غنيمة نتقاسمها" * أكد رئيس ديوان الحج والعمرة السيد بربارة الشيخ أن علاقة الديوان بوزارة الشؤون الدينية يسودها التعاون والتنسيق الكامل، لأن الديوان ليس غنيمة سنتقاسمها، موضحا أن الوزير أخاه وصديقه، مفنّدا وجود أي خلاف بينهما. * وأضاف من خلال منتدى "الشروق اليومي" أن "الوزير عبد الله غلام الله هو الذي يترأس مجلس ديوان الحج والعمرة وأنا أرأسه بحكم المهام الموكلة إلي، ولا خلاف بيننا كما ترمي إليه بعض الجهات، ولا ينبغي أن تكون لأن الديوان يشرف على أداء ركن إسلامي مقدّس يجب أن نتعاون عليه ونعمل على إنجاحه". * واسترسل ضيف الشروق، أنه لا يخشى من تضارب الصلاحيات بين الهيئتين، مضيفا أن غلام الله أعطى أوامر لكافة العاملين بالوزارة ليكونوا في خدمة الديوان ولإطارات مديرية الحج السابقة التي أوكلت لها مهام الأوقاف والزكاة. * * لغز تخفيض حصة الجزائر في "عمرة رمضان سيعرف اليوم" * أكد بربارة الشيخ أن حصة الجزائر من التأشيرات الممنوحة من قبل السلطات السعودية لتمكين الجزائريين من أداء مناسك العمرة في شهر رمضان تقلصت إلى النصف، موضحا أن هذا التقليص مس بعض الدول العربية فقط ومن ضمنها الجزائر، مشيرا إلى أنه سيلتقي بالسفير السعودي في الجزائر اليوم لمعرفة الأسباب الحقيقية لتقليص حصة الجزائر. * و قال "بربارة الشيخ" مدير الديوان الوطني للحج والعمرة أنه تباحث مع القنصل السعودي في الجزائر هذه القضية وأجابه القنصل ب"المشكل ليس قائما بين السلطات السعودية والوكالات السياحية الجزائرية وإنما بين المتعاملين السعوديين والوكالات". وتجاوزت التأشيرات الممنوحة من القنصيلة السعودية بالجزائر السنة الماضية الخمسين ألف تأشيرة لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان والتي تعادل حجة في الأجر وفق ما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. * ووصف بربارة الشيخ أسباب تخفيض حصة الجزائر في عمرة رمضان ب"اللغز" القائم بين العملاء المعتمدين من قبل وزارة الحج السعودية والوكالات السياحية المنظمة لعمرة رمضان، مشيرا إلى أنه سيلتقي اليوم مع السفير السعودي بالجزائر لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا التقليص. * * أعضاء البعثة سيراقبون في أداء مهام دون أن يشعروا * ينوي ديوان الحج اعتماد مقاييس مشددة لاختيار أعضاء البعثة الجزائرية التي سترافق الحجاج، حيث سيعتمد معيار الصرامة "ولو كان ذا قربى" إضافة إلى تقييم المسار السابق لكل عضو وحسن خدمته للحجاج و"سيكون مراقبا في أداء مهمته دون أن يشعر".وحسب ما أكده الشيخ بربارة المسؤول على ملف الحج، فإن السلطات السعودية قبلت استثناء بعدد أعضاء البعثة الجزائرية المكونة من 800 عضو، بعدما خفتها في وقت سابق إلى 600 عضو نظرا للظروف الاستثنائية التي توجد عليها مكةالمكرمة بسبب مشروع التوسعة. * * جزائريات حوامل وضعن أثناء الحج بالبقاع المقدسة * قال بربارة الشيخ إن إجراءات طبية صارمة اتخذت بالتنسيق مع وزارة الصحة حيث حددت قائمة بالأمراض المزمنة التي يمنع على المصابين بها التوجه إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، خاصة وأن المواسم الماضية شهدت حالات خطيرة لجزائريات حوامل أخفين حملهن عن الأطباء واضطررن لقطع أداء مناسك الحج ودخول المستشفيات السعودية قصد الولادة على حد تعبير ذات المتحدث، الذي أشار على أن كثيرا من المصابين بالأمراض المزمنة لم يحجوا نتيجة لقضاء أغلب أوقاتهم في المستشفيات السعودية ويفوتون أداء عديد من الشعائر ما يخل بحجهم. * بربارة..من ملف الزوايا إلى ملفات الحج * بربارة الشيخ..مواليد سنة 1950 بثنية الأحد بتيسمسيلت، تتلمذ على يد مشايخ "زاوية سيدي محمد بن أحمد" وفق الطريقة الشاذلية والتي يترأسها اليوم. درس بالمعهد الإسلامي بحسين داي في العاصمة وحضر دروس الشيخ "متولي الشعراوي" قبل أن ينتقل إلى الكويت، حيث تحصل على شهادة البكالوريا ويعود بعدها إلى الوطن ويتخرج من كلية الحقوق بشهادة ليسانس. * وتقلد "بربارة الشيخ" عددا من المناصب الحساسة في وزارة الدفاع الوطني ثم الري، كما نشط الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة بغرب البلاد في رئاسيات 1999 و2004، وعين مكلفا بملف الزوايا في وزارة الثقافة وهو منتمي لحزب جبهة التحرير الوطني وسبق أن شغل منصب أمين عام محافظة البليدة. * وعين رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة بربارة الشيخ مديرا للديوان الوطني للحج والعمرة بداية شهر أفريل المنقضي، الهيئة ذات الطابع التجاري التي أنشئت قبل انطلاق موسم حج 2007، لتعويض اللجنة الوطنية للحج والعمرة بعد أن تكرر فشلها خلال مواسم الحج الأخيرة.