صهره يوسف :"نشكر كل من واساه ووقف إلى جانبه وهذا دليل على حب الجزائريين له" "علي راه واقف ولاباس"...بهذه العبارات المختصرة المتفائلة...استهل الفنان السينمائي الكبير سيدي علي كويرات حديثه إلينا،حيث أكد لنا خلال الزيارة التي قمنا بها أمس إلى مصلحة جراحة الأوردة والشرايين بمستشفى أول نوفمبر بإيسطو بوهران،بأنه بخير ويتابع علاجه بفضل جهود أبنائه وبناته الممرضات...وجدناه لحظة دخولنا القاعة التي كان يرقد فيها رفقه صهره الذي كان بجانبه يقدم له الغذاء،مستلقيا على سريره بطاقيته البيضاء الناصعة... صحيح أنه كان يبدو للعيان شاحب الوجه متعب البدن،لكننا تفاجأنا ونحن نتحدث إليه بقوة جلده ورفعة تقبله لهذه البلوى التي أصابه بها العلي القدير،سألناه عن أحواله فقال لنا بصوت خافت نكاد لا نسمعه ونفهمه "راني مليح وقايمين بيا"،وقتئذ قاطعنا صهره يوسف وأخبرنا بأن عملاق الشاشة الجزائرية ومنذ مجيئه إلى مستشفى إيسطو بوهران،وجد كل الدعم والعناية من قبل الطاقم الطبي المكلف بالسهر على صحته،بدليل حضور الكثير من المسؤولين بالولاية لعيادته والوقوف على أحواله... اقتربنا من أذن عمي علي حتى يسمع كلامنا بوضوح وقلنا له ماذا ينقصك عمي الحاج...؟ هل تحتاج إلى شيء؟... فرد علينا باختصار شديد "الجزاير فيها الخير والحمد الله"،عندئذ تأكدنا بأن سيدي علي كويرات بطل فيلم "الأفيون والعصا" يوجد بين أياد أمينة بدليل لاحظنا ونحن نجري معه هذا الحوار وقوف الكثير من الممرضات والممرضين وهم يطمئنون على صحته ويدعون له من أعماق قلبهم أن يرزقه الله موفور الشفاء والعافية. "راني باغي تحميمة في بوحنيفية" وحتى نبدّل الجو داخل قاعة العلاج التي كان يرقد فيها ونخلق نوعا من الحيوية والنشاط على عمي علي،لاسيما وأن المريض يحتاج دائما إلى من يرفع من معنوياته وينسيه آثار السقم وأعراضه، قلنا له لما ترتاح سنذهب سويا إلى حمام بوحنيفية حتى تسترخي وتستحم بمائه الساخن المعدني،ابتسم وقال لنا رافعا إبهام يده اليسرى... "مليحة هاذي... إن شاء الله" حينها أخبرنا يوسف بأنه يشكر كل من وقف إلى جانب صهره،بدءا بالوزارة الوصية، الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة "أوندا" وجميع من سأل عنه في مختلف ربوع القطر الوطني،مضيفا بأن المرض الذي يعاني منه منذ قرابة الشهرين معقد وأن الكشف عن نوعيته وخطورته من صلاحيات الأطباء الذين يتابعونه بالمصلحة التي يرقد فيها، حيث أنه حوّل أولا على جناح السرعة إلى مستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة، ليتم فيما بعد نقله إلى المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بإيسطو،موضحا أن صهره أجرى عدة تحاليل طبية ولا يعلم تاريخ إجراء العملية التي سيخضع لها عمي علي،مصرحا أن الفنان الذي شارك في العديد من الأفلام السينمائية والعضو السابق في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني،هو "كل الجزائر"... أين يذهب أو يدخل... لا يوجد أي بيت من بيوت بلدنا الحبيب إلاّ ورحبوا به... عمي علي ببساطة هو وجه من وجوه الجزائر الأوفياء". هكذا وجدنا الفنان الكبير سيدي علي (82 عاما) خلال زيارتنا التي قمنا بها أمس إلى مستشفى أول نوفمبر،واقفا شامخا كالأسد الجسور جسارة "علي"المجاهد والمقاوم الجزائري الذي "مات واقفا" في ملحمة "الأفيون والعصا" للمخرج أحمد راشدي ولم ينحن للتهديدات الاستدمارية الفرنسية الجبانة. شعرنا ونحن نتأمل إلى عينيه أن عمي كويرات كان يعيش صراعا حقيقيا مع عدو داخلي أخطر من ذلك الذي واجهه "علي" بطل فيلم "الأفيون والعصا" ضد الاستدمار الفرنسي وانتصر عليه فيما بعد أسلافه بعد كفاح مرير ونضال عسير،لأن الأمر يتعلق هنا بخصم لا تعرف هويته ولا سبب ظهوره،وكيف تتم معالجته وما هو الدواء الناجع لقهره،وهل ينجح الأطباء في التغلب عليه وتحييده، لذا يحتاج المريض هنا كحالة عمي علي إلى التسلح بالصبر ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام والتوكل على الله،والإكثار من الدعاء،وهو ما وقفنا عليه شخصيا ونحن نزوره في مستشفى الفاتح من نوفمبر بإيسطو،ليصنع هذا النجم الجزائري اللامع ملحمة جديدة مع هذا البلاء الذي امتحن به وهو يقول "يا أبناء الجزائر لا تقلقوا عليّ "سأموت واقفا ولن يهزمني هذا المرض" .