غيّب الموت الفنان المسرحي المخضرم قاسم محمد صاحب الخمسين سنة من العطاء المسرحي وهذا ليلة أوّل أمس، بالإمارات العربية المتحدة، عن عمر ناهز 75 سنة. واستلهم المسرح الوطني الجزائري بفنانيه وطلبته من أعمال قاسم محمد على غرار مسرحية "لغة الأمهات" التي أخذتها الفنانة صونيا من أحد أعماله ومثّلت فيها كلّ من رانية سيروتي وتونس آيت علي، وفي هذا السياق صرّحت صونيا ل"المساء" أنّها في غاية التأثّر برحيل الفنان محمد قاسم الذي كان فنانا وإنسانا ومثقفا ومخرجا كبيرا، مضيفة أنّها تعرّفت على الراحل منذ أن شاركا معا في مسرحية "ألف حكاية وحكاية" مع فرقة "الممثلون العرب بسوق عكاظ" من إعداد الدكتور وليد سيف بمشاركة ممثلين من 13 بلدا حيث طافت هذه الفرقة العديد من الدول العربية لتكون الخاتمة في لندن. وأخرجت صونيا مسرحية "لغة الأمهات" عن نص ألكسيس دارنيس واقتباس الكاتب العراقي قاسم محمد، وعرف هذا العمل نجاحا معتبرا داخل الجزائر وخارجها كما شاركت بالمسرحية في تظاهرات دولية مثل أيام قرطاج المسرحية. وبالمقابل أشرف الفنان الراحل على ورشة ضمّت طلبة معهد فنون العرض ومهن السمعي البصري وفنانين ونتج عنها مسرحية "أبو حيان التوحيدي" التي عرضت في المسرح الوطني الجزائري في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007"، كما شارك في ورشة النقد المسرحي رفقة المسرحي العراقي محمد فاضل والتي شملت صحافيين مهتمين بالفن الرابع. وعرف عن قاسم محمد الذي توفي بعد معاناة طويلة مع المرض، تقديمه لأكثر من مائة عمل مسرحي وكانت بداية مسيرته من بغداد، مؤلّفا ومخرجا ومدرّسا لفنون المسرح ومن ثم انتقل إلى موسكو حيث درس فن المسرح، بعدها عاد إلى العراق ليكون معلما للتمثيل والإخراج في معهد الفنون الجميلة وانتمى في آن واحد إلى فرقة المسرح الحديث سنة 1960، ثم أصبح من الأعضاء الأساسيين في نفس الفرقة حين إعادة تأسيسها سنة 1968، وعمل الراحل في العديد من الدول العربية مع فنانين وطلبة الفن الرابع، ليحطّ رحاله في الشارقة بالإمارات سنة 1997حين دعته فرقة "مسرح الشارقة الوطني" للعمل معه، وقد كرّم الراحل منذ شهرين من طرف دائرة الثقافة والإعلام في عجمان لدوره الريادي في المسرح العربي عامة وما قدّمه للفن الرابع الإماراتي خاصة. ومن بين أعماله نجد مسرحية "عودة هولاكو" و"القضية"، "الواقع صورة طبق الأصل"، "النخلة والجيران"، "الخان"، "كان يا ماكان"، "بغداد الأزل بين الجد والهزل"، "أضواء على حياة يومية"، "طال حزني وسروري في مقامات الحريري"، "رسالة الطير"، "الباب"، "العودة" وآباء للبيع أوالإيجار". وقدّم قاسم العديد من النصوص المسرحية منها النص "حظوظ حنظلة الحنظلي"، الحائز على جائزة أفضل عمل إخراجي في مهرجان "أيام الشارقة المسرحية"، وفاز بجائزة "الفنان العربي المتميز" في نفس المهرجان، كما ألّف العديد من الكتب من بينها "طائر الأشجانو"، "الشهادة على بوابات الأقصى"، "أحداث من مجالس التراث" و"إشتغالات بصرية شكسبيرية".