كشف، وزير الخارجية مراد مدلسي، عن الزيارة المقبلة للوزير الأول الفرنسي السابق جان بيار رافاران، قريبا إلى الجزائر مؤكدا أنه سيعمل مع وزير الصناعة وترقية الاستثمار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، محمد بن مرادي، على حل كل المشكلات والقضايا الاقتصادية العالقة بين البلدين وإيجاد الحلول لها، ووصف وزير الخارجية، مراد مدلسي، علاقة الجزائربفرنسا ب"الإستراتيجية مثلما يعلم الجميع"، مضيفا أنه حتى وإن أصابتها بعض البرودة والفتور خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنها ''تعيش منعطفا جديدا''. واستدل في ذلك بالزيارات التي قام بها المسؤولون الفرنسيون إلى الجزائر بداية بالأمين العام لقصر الاليزيه كلود غيان، والذي قال بشأنه انه من اقرب مساعدي الرئيس نيكولا ساركوزي والزيارة الأخيرة التي قادت وزيرة العدل الفرنسية ميشال آليو ماري، واصفا إياها بصديقة الجزائر. وقال وزير الخارجية، مراد مدلسي، أول أمس، لدى نزوله ضيفا على القناة الثالثة، أن "روح المسؤولية تجاه مواطنينا وتجاه شركائنا الدوليين تحتم علينا المضي قدما بعلاقتنا مع شريك استراتيجي بوزن فرنسا، وتملي علينا العمل معها''، مؤكد أن "مستقبل العلاقات مع فرنسا ستكون على أحسن مايرام ولكن هذا لا يعني بأن نسمح أو نقبل بأي كلام يقال عن الماضي". وفي رده على سؤال فيما يخص منطقة الساحل، وصف مدلسي الوضع ب ''المقلق'' مستبعدا أن تكون الجزائر هي أصل المشكل في المنطقة أو أي من دول الساحل، مشيرا إلى أن مصدر الإرهاب معروف ولا علاقة للمنطقة به، مؤكدا أن دول منطقة الساحل هم أولى بالبحث عن الحلول المناسبة للمنطقة مع توفير الدول الأجنبية للدعم، مضيفا أن مسألة ''القدوم والتمركز في المنطقة لا نقبلها وهو مرفوض من طرف الجميع''. وأكد مدلسي، في سياق حديثه عن منطقة الساحل، أن الجزائر قدمت كل ما في وسعها وذلك "من خلال رسم خريطة طريق تم الاتفاق بشأنها في شهر مارس الماضي خلال اجتماع وزراء خارجية دول الساحل، واتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة لأركان جيوشها، وإرساء قناة تعاون استخباراتي وأمني، وتسيير وحدات عملياتية مشتركة''، كما أضاف أن ''ما عدا ذلك فإن الجزائر غير ملزمة بتقديم المزيد''. وبشأن ملف الصحراء الغربية، قال وزير الخارجية، إن موقف الجزائر واضح ولم ولن يتغيّر، مؤكدا ''إننا ندعم الصحراويين مثلما دعمنا من قبل شعب تيمور الشرقية وهذا الموقف محل احترام من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي يؤكد أننا لسنا طرفا في النزاع''، مضيفا "أن هذا لا يعني أن علاقات الجزائر مع المغرب سيئة، هي علاقات أخوية"، موضحا أنها علاقات طيبة لا تتأثر بملف الصحراء، مستبعدا لجوء الجزائر للرد على بعض التهم التي توجهها أطراف مغربية ضد الجزائر، والتي تأسف الوزير بشأنها وقال ''استفزازات لا تزيدنا إلا إصرارا للدفاع عن مبادئنا في دعم القضايا العادلة في العالم''، مبديا رغبته في أن ''يتوصل طرفا النزاع إلى حل عادل وشامل" مستدلا في ذلك بالعمل الجبار الذي يقوم به المبعوث الخاص الأممي، كريستوفر روس، و"لكن إذا ما احترم الطرف المغربي التزاماته الدولية والقبول بالتفاوض الجاد على أساس مبدأ تقرير المصير"، يضيف الوزير. في سياق مغاير، وفي حديثه عن النتائج المتوصل إليها في القمة العربية الاستثنائية الأخيرة التي عقدت بمدينة سرت الليبية، أكد وزير الخارجية، أن أولويات الجزائر الآن تكمن في تفعيل دور البرلمان العربي فضلا عن إستراتيجية دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي سيكلف بملفات تحت إشراف رؤساء الحكومات العربية. وبالنسبة لسياسة الجوار العربي، أوضح مدلسي أن الجزائر تحبذ مبدأ الشراكة العربية مع هذه المناطق الجغرافية أو التكتلات الجهوية، كما تفضل العلاقات الثنائية الجيدة، مشيرا إلى أن الجزائر مع فكرة إعطاء بعض الدول المجاورة وضع وسط بين الشراكة والعضوية في الجامعة العربية، وخاصة الدول التي تتوفر فيها شروط موضوعية معينة مثل اللغة العربية واستعمالها كلغة رسمية، مضيفا أن هذه الوضعية مثلا تنطبق على دول عديدة ومنها التشاد المرشحة لأن تكون العضو ال23 في الجامعة العربية. وبشأن القضية السودانية، قال مدلسي "إذا كان خيار السودانيون هو الانفصال فلا مفر من احترام خيارهم، حتى وإن كان هذا الخيار هو بداية النهاية لمبدأ سيادة الحدود الموروثة عن الاستعمار".