وهران تحتضن السينما التركية كضيف شرف بنجومها وهران تفتح ذراعيها لنجوم الدراما التركية المشاركين ب 5 أفلام هامة ستفتح من خلالها باب النقاش سيستفيد منها لا محالة ممثلونا ومخرجونا الشباب، فضلا عن حضور أبرز المخرجين الذين حصدوا عدة جوائز في مختلف التظاهرات السينمائية العالمية. وتتواصل فعاليات المهرجان من خلال طرح عدة نقاط محورية منها أن السينما غالبا ما تخضع للتحويل والمعالجة،ومحاولة الإبقاء على مختلف الحقائق التاريخية التي تطمح للمعالجتها،وهذا عندما لا يستخدم التاريخ كمجرد عذر لسيناريو المغامرة، التشويق أو ملاحم النهضة ، خاصة إذا أبدينا تأسفنا على بعض كتاب السيناريو الذين باتوا يدعون أنهم مؤرخين ، وهذا انجراف خطير خصوصا أن هؤلاء لا يجرأون البتة على معالجة الطابوهات ولا التطرق إليها،واليوم المشكل الحقيقي ليس في غياب السيناريو ،بل في حرية إنشاء مؤلفين يقدمون اقتراحات لفهم السينما ،ويستوقفون الفن السابع من حيث الوظيفة الإيديولوجية والسياسية ..وإن كانت هناك أزمة سيناريو فهي متجلية في بعض الذهنيات الفقيرة والعاجزة التي لم تتمكن من معالجة الماضي ورصده ،فجراح التاريخ تبقى دائما قوية،والعلامات في الذاكرة تبقى دوما عميقة ،حيث أنه يمكن لأي شخص إعادة النظر في تاريخ ماضينا .والسينما الجزائرية غائبة في معالجة الثورة التحريرية وانتقلت إلى معالجة المشاكل الاجتماعية مع جيل من المخرجين، على غرار محمد بوعماري ومرزاق علواش في أفلامهما التي امتلكت الجرأة في نقد فترة ما بعد الثورة، على غرار فيلم "عمر قتلاتو الرجلة"، وهو ما سمح بالانتقال من تمجيد الثورة إلى نقدها، وبالتالي التحرّر من قيود النظرة الأحادية في الطرح السينمائي ،والجزائر كانت تمتلك سينما قوية خلال سبعينات القرن الماضي، جعلت منها سينما رائدة في العالم الثالث وإفريقيا، لكنها كُسرت بالإرادة؛ مما جعلها تفقد أولويتها. وتشهد السينما الجزائرية حاليا عودة إلى إنتاج أفلام سينمائية حول الثورة، فيما تبقى الإشكالية الوحيدة في طريقة العودة إلى التاريخ، وبرغم هذا كلّه ،لم تتغيّر وجهة النظر النقدية في مجمل هذه الأفلام، وما يجب أن تقوم به حاليا الأفلام التي تطرح قضية الثورة الجزائرية هو الذهاب إلى أبعد حدّ في الشخصية التاريخية، التي يتمّ التطرّق إليها في هذه الأفلام، فيما كانت الرواية أكثر جرأة في التطرّق وطرح مسألة الثورة الجزائرية. هذا ما تم التطرق إليه من خلال الأيام الماضية في فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي ليتم تقديم عدة أفلام تدخل في عروض الأفلام القصيرة بقاعة السينما الونشريس و منها فتزوج روميو جوليت لهند بوجمعة من تونس و رسالة الى أوباما لمحمد محمدي من الجزائر و زينب لمحمد إبراهيم محمد من البحرين و سكر أبيض لأحمد خالد من مصر أغلبها تعالج قضايا اجتماعية و تاريخية مثل الأفلام الطويلة التي برمجت في المساء و منها جوق العميين لمحمد مفتكر من المغرب و الوادي لغسان سلهب من لبنان بقاعة المغرب و خارج المنافسة فيلم فاطمة نسومر لبلقاسم حجاج بقلعة السعادة و يوم و ليلة لنوفل براوي من المغرب .كما احتضن الصالون العربي للسينما والتلفزيون في قصر المعارض بالميرديان ندوة حول الواقع في الانتاجات الدرامية العربية بمشاركة كل من جمال دوبة مدير ميديا لينك انترنشيونالمن لبنان و إيمان حسين رئيسة مهرجان أبو ضبي وإلياس العريبي مدير الإنتاج بالتلفزة الجزائرية . و لقد حل المطرب اللبناني وليد توفيق الذي أحي سهرة فنية أول أمس على شرف مدراء مهرجانات السينما العربية وأكّد في حوار حصري ل " الجمهورية " أنّ الوطن العربي اليوم بحاجة إلى من يطفئ النّار التي اشتعلت على أرضها دون سبب ، هذه النار التي أحرقت الجميع وتسبّبت في الدمار والهلاك وأن انقسام الفنّانين العرب في خضمّ هذه الفاجعة صار موضة غير مشرّفة ، حيث تناسى هؤلاء رسالتهم النّبيلة في إحلال السّلام وانحازوا نحو أحزاب معيّنة ، وهذا للأسف – حسبه - حال دون اتفاق الفنانين على كلمة واحدة وبالتالي غياب أي عمل مشترك أو أوبيرات عربية ، وعن جديده الفني أوضح " وليد توفيق " أنه يحضّر لأغنية باللهجة الجزائرية المغربية بعنوان " كيفاش وعلاش" التي سيصوّرها على طريقة الفيديو كليب قريبا بالمغرب رفقة المخرج " وليد ناصيف ". ليبقى الجمهور الوهراني بالدرجة الأولى يقبل على قاعات العرض السينمائية برقم قياسي لمشاهدة الأفلام المشاركة في المنافسة والأفلام الأخرى التي تعرض خارجها مبديا إعجابه بالمواضيع المطروحة و التي عرفت جرأة في التناول والمعالجة .