أكد الدكتور محمد إبراهيم من جمهورية مصر العربية، أن المجتمعات العربية تعيش اليوم انفلاتا إيمانيا وليس أمنيا، وأضاف في تصريح خص به جريدة "الجمهورية" سهرة أول أمس على هامش سلسلة الدروس المحمدية بالزاوية البلقائدية الهبرية بسيدي معروف وهران، أن الشعب العربي بات اليوم يعاني من شبابه، كباره وصغاره، حيث أن الكثير من المدارس، المساجد وحتى الأباء والأمهات باتوا لا يؤدون دورهم على أكمل وجه، حيث أن العديد من الأولياء لا يعلمون ماذا يفعلون فلذات أكبادهم، ولا يراقبون حقائب أبنائهم وماذا تحصلوا في دراساتهم، هذا الأمر يؤكد وجود إهمال كبير من لدن المجتمع العربي، لذا يضيف الشيخ الأزهري "يجب أن تكون لدينا يقظة وصحوة لحماية شبابنا"، لاسيما وأن المنهج موجود في كتاب الله وسنة رسول الله وهما مليئان بالرسائل والأهداف والغايات فسورة البقر فيها ألف أمر وألف نهي وألف درس وحكم ونصائح وإرشادات التربية بما ينفع ويبعد عن الانسان كل ما يضره ولا ينفعه. وأضاف في سياق متصل، أنه من يعتقد بقدرته على تشويه الإسلام فهو مخطئ لأن ديننا الحنيف، هو دين الله عز وجل، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبتّ لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى" والمنبتّ هو المتشدد والمتطرف، فنحن نؤمن أن الدين من عند الله، لأنه القوي، والعتيد والمجيد، وله رجاله وأحبابه، فمن المستحيلات السبع أن تؤثر بعض الجماعات المتشددة والمنحرف في أمة المليار و800 مسلم، وهو ما فشل فيه الغرب بالتحديد. ليشدد الدكتور محمد إبراهيم، أننا بتنا اليوم نفتقد للأخلاق في شوارعنا، بيوتنا، مدارسنا وجامعاتنا، وهذا مصداقا لقول الشاعر أحمد شوقي:"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" فموضوع الزاوية البلقائدية لهذا العام يعني كل رجل وامرأة، شاب وشيخ، لذا أقول للأساتذة المعلمين، والشيوخ الأفاضل تناولوا هذه الموضوعات وادخلوا في المجتمع واعرفوا مشاكله ومتطلباته، فرسولنا محمد عليه الصلاة والسلام كان على خلق عظيم، في سلوكياته في بيته مع زوجاته، مع أصحابه الكرام في غزواته في حربه وسلمه ونحن أحوج في هذه الأيام إلى هذه الأخلاق النبوية الشريف، فالدروس المحمدية بدأ تؤتي ثمارها، والملتقى العاشر جاء بموضوع هام، حيث أبناء الزوايا في الجزائر أضحوا لا يملأون فقط ربوع الزوايا بل يملأون ربوع العالم الإسلامي علما وعلماء. فهي ذات نوعية، تربوية دعوية، حيث أن الأمر لم يعد مجرد اجتماع وندوات محاضرات وإنما الموضوعات المختارة والسادة العلماء الذين يلقون هذه الموضوعات جاء على نسق منظم وهذا فيه عدة دلائل واضحة على أن الشعب الجزائري قادر على أن يقيم أي احتفال مؤتمر أو تجمع رياضي، سياسي اجتماعي ديني فهذا النموذج الراقي جدا يؤكد على نجاح الدروس المحمدية في جميع دوراتها الحالية والسابقة.